شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إذا ارتعش القلب
إذا ارتعش القلبُ التفاتاً إلى ذكرى
محبّبةٍ ملذوذةٍ تنشرُ العِطرا
وجدتُ لقلبي هِزة أيَّ هِزةٍ
إلى خلَواتٍ تَشْغَلُ البالَ والفكْرا
ليالٍ أماسيها كما ابتدأ السحَرْ
ورَّقت حواشيها كما اغرورق الزهرْ
ولاحت دراريها عيوناً على القمرْ
تحذّره ألا يُذيعَ لنا سرّاً
وراءَ فؤادي فرحةٌ عبقريةٌ
تجدّد لي همّاً وتُذْهبُ لي همَّا
كذلك ما الإنسانُ مهما توفرتْ
سعادته إلا بمستتبع غمَّا
وإني امرؤ ملءُ حيزومه ملل
سريع إلى العقبى إذا أبطأ الأجل
أعللُ أيَّامي إذا فاتني الأمل
وأنهب باليمنى نصيبي وباليسرى
وما كلُّ عيشٍ يغنَمُ الصفو ربه
وشيكاً ولا عُقبى تطيب لقادمِ
سماديرُ أوهامٍ تُضلُّ عيوننا
عن الحق إلاَّ مثلَ أحلام نائمِ
وفي الحُلْم إرهاصٌ لما يُترقبُ
وفي الحلم أضغاثٌ وفي تقلّبُ
فيا ويلتا! أي المهايع أقربُ
وأوحى وداء الشك قد لج واستشرى
وما حسنٌ أن ينقضي عمرُ الفتى
على الذكر يجتر الليالي المواضيَا
وما يستعيدُ المرءُ أية لذةٍ
مضتْ قبل أن يحفي عليها المآقيا
ولي دمعةٌ جبَّارة ما تَهلَّلُ
لذكرى عفتْ أو صاحبٍ يتحمّلُ
يمر عليها الخطْبُ وهو مجلجِلُ
فلا دمعة حرَّى ولا مقلة عبْرى
ملاعب من لهوي أنوء بإصرِها
فقد قُوّضَتْ أوتادُها وعِمادُها
وأمستْ ملاءً من أفاعٍ ومن لظى
على أنه يحلو لديَّ ارتيادُها
وما بين آنٍ بعد آنٍ أزورُها
فيعذُبَ في حلقي وقلبي مريرُها
ويكبُرَ في عيني وعقلي صغيرُها
وترتد خيراً بعدما أسلفت شرا
أفيئي عليَّ الظلَّ والعطرَ والندى
ومِدّي! أجَلْ مدّي حبالَك سرمدا
فإنك يا ذكرى الليالي حفيلةٌ
بما يُفرح الأسوان أو ينقع الصدى
يعيشُ الفتى يقتات عصراً قد انقضى
وأحيا ولا أُعنى بما جاء أو مضى
وما أنا بالراضي به غاية الرضى
ولكنه نير أنوءُ به إصرا
وكم ليلةٍ تستغرق الدهر كله
وتطويه منها في ضياء وفي دجى
لدى غرفةٍ تحوي الزمان بأسره
وتُردِيه فيها مبلساً متمعّجا
أرغْ كل شيء من حياة تساعف
فما فاز في المضمار إلاَّ المجازفُ
يوافقك الصفو الذي لا يخالفُ
فكافئه واملأْ ما ضغَيك له شكرا
فإن عشتَ في قوم فعشْ في سوادِهم
تفِدْ عظةً أو عِبْرةً أو تجارِبا
ودَعْ عنك مجدوداً يتيه بجَدّه
وذَرْ عنك مسلوباً غدا اليومَ سالبا
ودع آمراً ما زال يُنهى ويؤمرُ
ودع آسراً ما يفتأ الآن يؤسَرُ
ودعْ كاسباً وهو الذي كان يخْسَرُ
فيا ربَّ تبْنٍ عاد في أرضنا تبْرا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :370  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 198 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج