كيف يأسو الدهرُ قلباً قُلَّبا |
كلُّ يوم من هواه في ارتحالِ |
وهو في موطنه حِلْف ضنىً |
لم يذُق في عُمره طعمَ انتقالِ |
غير أحلام وأوهام وما |
زوّقَتْه من رشادٍ وضلالِ |
دائمُ اللهفةِ مصفودُ الخُطى |
تائهُ النظرة مجنونُ الخيالِ |
ملَّ من أمْنٍ يراه سابغاً |
ناشزُ النبْرةِ معوجُّ الظِلالِ |
ومن الأهل وهمْ يا طالما |
ضيَّقوا في عينه رحبَ المجالِ |
ومن الأطفال هِيماً حولَه |
وردوا منه على أخْلَبِ آلِ |
ومن الصحْبِ وهم أحبولَةٌ |
لجمالٍ أو لعلْمٍ أو لمالِ |
ملَّ ما قد شطَّ عنه ودنا |
ضاق ذرعاً باصطبارٍ واحتمالِ |