أعِدْ نظراً لا ماءُ منْك ولا ظِلُّ |
ولا الأهلُ في شتّى مغانيك والسهلُ |
تقشَّعتِ الدنيا وزال ضبابُها |
فلا صحوُها صحوٌ.. ولا وبْلها وبْلُ |
كأنَّ نجومَ الليلِ حين تنوَّرتْ |
عيونٌ على سفْحِ الأمانيِّ تنهلُ |
كأنَّ صباها في دجاها مضى له |
دهورٌ على أعقابه البؤسُ والثُكلُ |
* * * |
كذا أنا هل من عَبْرة أستعيرُها؟ |
ففي خلَدَي عَلٌّ ومن كِبدي نهْلُ |
* * * |
شهدتُ بأن الحزْنَ لا شيءَ غيره |
مدى العيش لا فرْعٌ هناك ولا أصْلُ |
وأنَّ المنايا حيث كُنَّ حبائبٌ |
حبائبُ.. من أولادِها السيفُ والنصْلُ |
وأُخرى فلو آليتُ بالله مُقسِماً |
لقال أناسٌ.. لا يقول، ولا يأْلو |
* * * |
فيا كوكباً يدنو على البعد وَقْدُهُ |
وإنْ كان منَّا لا يَمَرُّ ولا يحْلو |
أناشِدُك الله الذي أنتَ ذاهبٌ |
إليه ومِن أفضاله سَبَغ الفضْلُ |
ألم تر أنفاساً هناك عزيزة؟ |
علينا وإن كان المسام بها يغْلو |
ألم تُبصرِ الأحداق كيف تدوّرتْ؟ |
وكيف استدارت عندما افترق الشمْلُ |
ألا تلهب الدنيا حنيناً وقد مضت |
أفاويقُ منها.. ما يَدِرُّ لها الثَّعلُ؟ |
ألا.. لا ألا.. إلا ظنوناً تُوهمتْ |
تحيّرَ منها القلبُ والنفس والعقلُ |