توالتْ علينا بين عصف وكوكبِ |
أماطيرُ فيها ما ربا وتربْرَبا |
كأنَّ بروق الغيث فيها عشيةً |
مباسمُ فيها يُصبحُ الجَوْن أشهبَا |
تُليح بأسنانٍ عليها ضواحكٍ |
بمثل الشفاه الحمرِ فينا لتخلُبا |
وزمْجر رعدٌ في جوانب مُزنةٍ |
أهلّت عليها المعصرات لتسكُبا |
وكنتُ وديعاً بين أرجاء غرفةٍ |
أطالع.. أو أُملي الشُعاع المذهبا |
وفي مهجتي دمعٌ تحبَّس وانثنى |
ولكنّه يُعْري الخيال المحجَّبا |
إذا اعتدلتْ عُوج البروقِ فإنه |
لمعجزة في حيثما قد تأهّبا |
* * * |
وإنْ نَفَحَ الريحانُ واهتاجَ ضوعُه |
فما ضوَّع الريحانُ إلا ليُوهَبا |
ألِكْنِي -إلى يوم قصير- ألوكة |
فقد يضحك الشيطانُ فيها تعجُّبا |
أيطمع أن يُمسي لكبش يرومُه |
إذا كان ربُّ الكبش فيها مخيّبا |
* * * |
وقد كان بعد الجدبِ شيء نرومُه |
فإمَّا إذا فات المرام فأخْصَبا |
هماليجُ من رؤيا تُرى.. أو كأنَّنا |
كما لو بروضٍ في نجاء فأجْدَبا |