شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بذل الروح
مهداة إلى روح والدتي عليها سوابغ الرحمات.
كلما ثوبتُ في الليل أجلّي
لست أنسى امرأةً قامتْ تُصلي
ومحيَّاها وضيءٌ خاشعٌ
طاهر القسمة كالبدر المُطِلِ
وإذا ما ابتسمت لاح لها
بارق من ذلك الثَغر المهلِ
وعلى هامتها.. فدّيتُها
مُحرم في آية النُسك المحلِ
* * *
ولقد كادت تُوفّي حججاً
مهجة راحتْ لتتلو مهجَا
قبلها أحبابنا قد عرَّجوا
وأتتهم تبتغي منعرجَا
وطيور الموت لاقتْ مدخلاً
وإذا أينَ ترومُ المخرجَا؟
وإذا لم تبتهجْ في ظلهم
فعسى أين ترى المبتهجَا؟
* * *
يا مَلاكَ الموت قد نازعتَها
رُوحها تبذُله في الباذلينْ
لم تكنْ ورهاءَ أو باخلةً
فانتهبْ من جُودها النصر المبينْ
أنتَ لولا الله في قُدرته
فذّة تقضي بها في العالمينْ
أنت لولا ذاك ما خاتلْتنا
هكذا في سَوْرةِ الداءِ الدفينْ
* * *
قل لها قائمةً أو صائمةْ
لم تحلأْ في الطيور الخائمةْ
كلما أشرق منها وجهُهَا
شف عن مثل الذِّهابِ الغائمةْ
قل لها: فاستبشري واستيقني
لك نفس في الأعالي هائمةْ
وإذا لم تَدُمْ الدنيا! ففي
ذُخر الغيب هِباتٌ دائمةْ
* * *
وإذا البلبلُ غنَّى وانتشى
في غصون بلحون مستطيلةْ
مُردف البِنْصَر يتلو خِنْصِراً
في ضُروب من خِفاف أو ثقيلةْ
بات يُذْكي شُعلاً في خاطري
مثلما تقْبِسُ زيتاً في فتيلةْ
تلك أُمي وهي في سَجْدتها
يوم تبدو مثل عذراءَ نبيلةْ
* * *
ذكرْتنيها خطوبٌ حدثتْ
بعدها تُنْذر بالشر الوبيلْ
فإلام اللوْم.. يا عاذلُ إنْ
قد قصرتَ اللوْم فيها أو تُطيل؟
أَنفها كالسيف.. أمَّا فمُها
فحفيل بالرحيق السلسبيلْ
وحديثٌ كاللآلىء فذّةٌ
متمناه بها يشْفي الغليلْ
وعلى رَونقها مهما اكتستْ
من غُبار الشيب، كالسيف الصقيلْ
* * *
هاهِ.. يَاهَا.. يا عليها رحمةٌ
وعلى تُربتها نَوءٌ مبنُ
وتحيات إليها أُنفاً
مثلما ينفَحُه الروض الأغنُ
وعليها رحماتٌ جمّةٌ
كشف في قبرها لا تستجن!
لا تُغنّوا.. كل روح.. عارجٌ
في سماوات دُجاه.. لا تغنُّوا؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :402  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 142 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.