شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشيب..!
يَا لارْتِيَاعِ ابْنَتِي لَمَّا رَأَتْ شَعْرِي
في الرَّأْسِ، يُومِضُ، مِثْلَ المَرْوِ في المَطَرِ
قالتْ: مُشِيبٌ؟! وَكَمْ في الشَّيْبِ مِنْ عِبَرٍ
إنْ لاحَ فِي كِبَرٍ، أوْ جَاءَ فِي صِغَرِ
أَشابَ فُوْدَيَّ، والعِلْباءَ خَوْضُهُما
فِي وَاضِحٍ مِنْ أذَى الدُّنْيا، وَمُسْتَتِرِ
رَيْبُ الزَّمَانِ يُشِيبُ المَرْءَ، وَهْوَ فَتًى
ولا يُجِيرُ لَهُ جَاراً على الكِبَرِ
وَكَمْ رَفِيقٍ أتَى بَعْدِي فَعَاجَلَهُ
فَرْطُ الأذَى فَمَضَى يَسْتَنُّ في أثَرِي
شَيْباً وكَرْباً، أَمَضّاً كُلَّ مُصْطَبِرٍ
على بُعَاعِهِمَا، أوْ غَيْرَ مُصْطَبِرِ
وأيُّ أمْرٍ مِنَ الدُّنْيَا نُحَاوِلُهُ
وَقَدْ أُزِيلَتْ دَوَاعِي الهَمِّ والوَطَرِ؟!
كَمْ تَسْتَمِرُّ على الدُّنْيَا مَرِيرَتُنا
حِيناً، فَنَأْنَسُ بَعْضَ الصَّفْوِ مِنْ كَدَرِ
حَتَّى إذا امْتَدَّتِ الأيْدِي تَقَاذَفَهَا
مَسٌّ مِنَ الدَّاءِ، أَوْ ضَرْبٌ مِنَ الغِيرِ
وَرُبَّ أُمْنِيَةٍ فِي نَفْسِ صَاحِبِها
عَذْراءُ، تَنَفُضُ عِطْفَ الحُسْنِ والخَفَرِ
مَاتَتْ كَمَوؤُودَةٍ، فِي كَفِّ قَاتِلَها
يَتُلُّها لِجَبِينٍ نَاعِمٍ نَضِرِ
مَا نَأْكُلُ الزَّادَ أعْلاثاً، لِمَسْبَغَةٍ
لَكِنْ تَرَكْنَاهُ، تَرْكَ الخَائِفِ الحَذِرِ
لا تَحْسَبِي أنَّنِي جَانَبْتُ ذا خَطَرٍ
وأيُّ شَيْءٍ مِنَ الأشْياءِ ذُو خَطَرِ
قَدِ اسْتَوَى الأمْرُ، مَهْمَا كانَ مُخْتَلِفاً
إذا تَنَاوَلْتهُ بالذِّهْنِ والنَّظَرِ
فلا تَلُومِي، فَحَظِّي حَظُّ مُرْتَحِلِ
نَزَرَ المَقَامَ، وَقَدْ أُعْجِلْتُ فِي سَفَرِي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :362  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج