شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لماذا أسلمنَا..؟
بأقلام نخبة من رجال الفكر
من طبيعة الإسلام، أنه بسماحته وصفائه وبسهولة تلقيه.. إلى جانب انسجامه مع الفطرة، وتلاقيه مع العقل.. يصل إلى النفوس قبل أن يصل إليها عن أي طريق آخر.. من طرق الحوار والإقناع.. والإسلام بميزته هذه يختلف ولا شك كل الاختلاف عن سائر الأديان، وسائر الفلسفات.. وهو بميزته هذه أيضاً قلما يحتاج إلى جهد كبير في الدعاوة له والدعوة إليه..
إن الإسلام هو الدين الذي لا يتردد في قبوله والانتماء إليه كل من يستمع إلى ندائه بقلب صافٍ وتفكير سليم، بعيداً عن نزعات الحقد والتعصب، بعيداً عن الالتواء، وعن الغرض والهوى..
لا نستغرب -إذن- حينما نرى الإسلام، وهو ينفرد بميزته هذه، دون سواه، لا نستغرب من أن يستمر الإقبال عليه في كل بقعة من بقاع الأرض.. وأن نرى هذا الإقبال المنقطع النظير "في معظمه تلقائياً" دون أن تصحبه دعاية أو تبشير.
ولعلّ هذا الكتاب الذي نعرض له اليوم.. وما سنجده فيه من شهادات واعترافات لأشخاص ولدوا ونشأوا بعيدين عن الإسلام.. ثم اهتدوا إليه بحوافز صادرة عنهم.. لعلّ كل هذا فيه ما يكفي ويغنينا عن أي مزيد في القول في هذا المجال.
إن كتاب "لماذا أسلمنا" لم يعد في حاجة إلى تعريف، بعد أن اشتهر أمره وذاع وأعادت نشره -مشكورة- رابطة العالم الإسلامي، ووزعت منه عشرات الآلاف من النسخ في مختلف أرجاء العالم الإسلامي.
وقد ظهر الكتاب باللغة الإنجليزية أولاً ويعود الفضل في ترجمته إلى اللغة العربية إلى سمو الشيخ قاسم بن حمد آل ثاني وزير معارف قطر كما يشير إلى ذلك مترجمه الأستاذ مصطفى جبر في تقديمه للكتاب.
ولا تفوتنا الإشارة إلى أن في الكتاب مقدمتين أُخريين إحداهما بقلم الأستاذ إبراهيم أحمد باواني، والثانية للأستاذ خورشيد أحمد، وقد أفاض فيها الحديث عن الإسلام وعقائده الأساسية، وخصائصه، وما إلى ذلك من فضائل ومحامد.
وقد اشتمل الكتاب على كلمات لأكثر من أربعين شخصاً من هؤلاء الأخوة.. وغالبهم من نخبة المثقفين.. منهم السياسي، ومنهم العالم والأديب والطبيب والمهندس.. بل ومنهم من كان يمارس التبشير بالدين المسيحي.
ومنهم سيدات من إنجلترا وألمانيا وأستراليا واليابان.
والآن لنمض مع الكتاب.
رجال دولة ورجال سياسة:
أبرزهم وأكثرهم شهرة الحاج اللورد "هدلي" المعروف، ولعلّه من أسبق من اعتنقوا الإسلام من الإنجليز.. يقول في كلمته: "من المحتمل أن يتصور بعض أصدقائي أني وقعت تحت تأثير المسلمين.. ولكن ذلك ليس هو السبب في تحولي إلى الإسلام.. لأن اقتناعي كان حصيلة لدراسة دامت سنوات عديدة..
لم تبدأ مناقشاتي مع المسلمين المثقفين إلاّ منذ أسابيع قليلة.. وكم كان اغتباطي وانشراح صدري عندما وجدت أن نظرياتي في مقدماتها ونتائجها كانت تتفق تماماً مع تعاليم الإسلام.
إلى أن يقول: إنني أعتقد أن هناك آلافاً عديدة من الرجال والنساء مسلمون في ذات قلوبهم. ولكن يمنعهم من إعلان هذه الحقيقة مراعاتهم للعرف، وخوف من النقد والاتهام.. ورغبتهم في تلافي ما يتبع إعلان هذا التحول من مشاكل.
لقد أقدمت على الإعلان بأني اعتنقت الإسلام مع ثقتي التامة بأن كثيراً من أصدقائي وأقربائي ينظرون لي الآن كأنني ضللت سواء السبيل في عرفهم إلى حد لا يجدي معه نصح أو ينفع دعاء..
لقد بينت في إيجاز بعض الدوافع التي حدت بي إلى اتباع تعاليم الإسلام، وبينت أنني أعتبر نفسي بهذه الخطوة نفسها أصبحت مسيحياً أفضل مما كنت قبل ذلك.. وإنني لأهيب بغيري أن ينهج نفس المنهاج الذي أعتقد مخلصاً أنه الصراط المستقيم.. الذي يجلب السعادة لهؤلاء الذين يرون فيما أقدمت عليه خطوة إلى الأمام، وليس فيها على أية حال معنى العداء للمسيحية".
واللورد هدلي من أكبر الشخصيات البريطانية.. كان سياسياً ومؤلفاً، درس في كامبردج وأصبح مهندساً، وكان يوماً محرراً لجريدة "ساليسبوري جورنال" وله مؤلفات عديدة أشهرها "رجل من الغرب يعتنق الإسلام".
وقد أعلن إسلامه في يوم 16 نوفمبر سنة 1913م وأصبح اسمه الشيخ رحمة الله الفاروق..
ومنهم: سير عبد الله أرشبيولد هاملتون وهو رجل دولة وبارون، ومن الشخصيات البريطانية المرموقة، يقول في كلمته: "ما كدت أبلغ سن الإدراك والتمييز حتى راود قلبي جمال الإسلام وبساطته ونقاؤه.. ورغم أني ولدت ونشأت مسيحياً، فإنني لم أستطع مطلقاً أن أؤمن بالعقائد التي تسلم بها الكنيسة وتفرضها، وكنت دائماً أجعل العقل والإدراك فوق الإيمان الأعمى.
ومع مرور الزمن أردت أن أحيا وفق مشيئة خالقي، لكنني وجدت كلاً من كنيسة روما، والكنيسة الإنجليزية لا يقدمان لي ما يروي غلتي.. وما كان اعتناقي للإسلام إلاّ تلبية لنداء ضميري.. ومنذ تلك اللحظة بدأت أشعر أنني أصبحت أقرب إلى الإنسانية الصحيحة.
ليس ثمة دين يلقى من عداء الجهلة وأحقاد المغرضين، كما يلقى دين الإسلام، ويا ليت الناس يعلمون!! إنه الدين الذي يتعاطف فيه الأقوياء مع الضعفاء.. والأغنياء مع الفقراء.. الخ".
إن هذا الدين بين جميع الأديان أقدرها على السمو بالبشرية
ومنهم السياسي والمؤلف والصحفي "محمد اسكندر راسيل وب" الذي يقول "تسألني لماذا -وأنا الأمريكي المولد في بلد يدين اسمياً بالمسيحية ونشأت في بيئة تقطر مسيحية أو على الأصح تتشدق بالمسيحية الأرثوذكسية على منابر الوعظ.. لماذا تخيرت الإسلام هادياً لي في حياتي؟
أستطيع الإجابة على الفور، وأنا صادق فيما أقول: إنني اتخذت هذا الدين سبيلاً لحياتي لأنني -بعد دراسات طويلة- وجدته خير الأديان، وأنه هو الوحيد بينها الذي يلبي الاحتياجات الروحية للجنس البشري".
إلى أن يقول: "إن روح العقيدة الإسلامية الحقة تكمن في الخضوع لإرادة الله وحجر الزاوية فيها الصلاة..
والإسلام دعوة إلى الأخوة العالمية.. وإلى المحبة بين العالمين جميعاً.. وإلى الخير للناس كافة.. ويتطلب طهارة العقول.. وطهارة العمل.. وطهارة الحديث.. ويدعو إلى طهارة البدن ونظافته..
أن هذا الدين -بين جميع الأديان التي عرفها العالم- هو ولا شك أبسطها، وهو في نفس الوقت أقدرها على السمو بالبشرية".
* * *
لماذا يعتنق الغربيون الإسلام؟
ومنهم "محمد أمان هو بوهم" من ألمانيا.. وهو سياسي ومبشر وباحث اجتماعي يتساءل: لماذا يعتنق الغربيون الإسلام؟ ويجيب "هناك أسباب كثيرة تدعو لذلك.. وفي مقدمة هذه الأسباب أن للحق دائماً قوته.. والعقائد الأساسية في الإسلام كلها تتفق مع العقل وطبيعة البشر، ولها من الجلال والإغراء ما لا يملك معه الباحث الأمين عن الحقيقة.. إلاّ أن يستجيب لها.
خذ مثلاً عقيدة التوحيد، وانظر كيف ترتفع بكرامة الإنسان وكيف تحرر عقولنا من الخضوع للخرافات، وكيف أنها تلقائياً تنتهي إلى المساواة بين الناس، لأن خالقهم واحد.. وهم جميعاً عباد لهذا الإله الخالق..
والإيمان بالله -عند الألمان بصفة خاصة- مصدر للإلهام، ومصدر للشجاعة التي لا يتطرق إليها الخوف.. ومصدر للشعور بالأمن والطمأنينة.. والإيمان بالحياة الأخرى بعد الموت يغير نظرتنا إلى الحياة.. فلا تصبح هذه الحياة الدنيا كل همنا.. ونوجه قسطاً كبيراً من نشاطنا إلى نيل السعادة في الحياة الآخرة".
إلى أن يقول: "شيء آخر يجذب غير المسلمين إلى الإسلام.. ذلك هو تأكيده مبدأ التسامح، والصلوات اليومية تعلم الناس المواظبة.. كما أن شهر الصوم رياضة تعود الإنسان على ضبط النفس والسيطرة عليها.. ومما لا ريب فيه أن المواظبة وضبط النفس صفتان من أبرز صفات الرجل الصالح والرجل العظيم..".
ثم يقول: "لقد عشت في ظل نظم مختلفة، ودرست كثيراً من النظريات والفلسفات فانتهيت إلى أن الإسلام لا يدانيه في كماله أي من هذه النظم".
العلماء ورجال الفكر والكتاب
ومن هذا الفريق: فريق العلماء ورجال الفكر والكتاب: "علي سليمان بنوا" الفرنسي، وهو دكتور في الطب، يقول ضمن ما يقول:
"... كنت قبل أن أعرف الإسلام مؤمناً بالقسم الأول من الشهادتين، "لا إله إلاّ الله".. وبهذه الآيات من القرآن قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ، ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (الإخلاص: 1-4)".
".. أما مركز الثقل والعامل الرئيسي في اعتناقي للإسلام، فهو القرآن... بدأت قبل أن أسلم في دراسته بالعقلية الغربية المفكرة النافذة.. وإني مدين بالشيء الكثير للكتاب العظيم الذي ألفه المفكر "مالك بن نبي" واسمه (الظاهرة القرآنية) فاقتنعت بأن القرآن كتاب وحي منزل من عند الله".
إن من بين آيات هذا القرآن الذي أوحى به منذ أكثر من ثلاثة عشر قرناً ما يحمل نفس النظريات التي كشفت عنها أحدث الأبحاث العلمية، كان هذا كافياً لاقتناعي وإيماني بالقسم الثاني من الشهادتين: "محمد رسول الله".
وهكذا تقدمت يوم 20 فبراير سنة 1952م إلى المسجد في باريس، وأعلنت إيماني بالإسلام، وسجلني مفتي مسجد باريس في سجلات المسلمين، وحملت الاسم الإسلامي الجديد "علي سليمان"..
ونساء اعتنقن الإسلام
منهن: الليدي إيفلين زينب كوبولد من إنجلترا تقول:
"كثيراً ما سئلت: متى ولماذا أسلمت؟ وأستطيع الإجابة: بأنني لا يمكنني تحديد اللحظة الحاسمة التي أشرق فيها نور هذا اليقين على قلبي، ويبدو أنني كنت مسلمة منذ البداية.. ولا عجب في هذا إذا علمنا أن الإسلام دين الفطرة يشب عليه الطفل إذا ترك على فطرته، وقد صدق أحد علماء الغرب إذ يقول: "الإسلام دين العقل والفطرة"...
وكلما زادت دراساتي وقراءتي عن الإسلام، زاد يقيني في تميزه عن الأديان الأخرى، بأنه أكثرها ملاءمة للحياة العملية، وأقدرها على حل مشكلات العالم العديدة والمعضلة، وعلى أن يسلك بالبشرية سبل السعادة والسلام!".
أسلمت لأنني كنت في قرارة نفسي مسلمة
وهذه سيدة أخرى من أستراليا: "سيسيليا محمودة كانولي" تتساءل: لماذا أسلمت؟ وتجيب:
"أولاً وقبل كل شيء أود أن أقول: إنني أسلمت لأنني كنت في قرارة نفسي مسلمة... دون أن أعلم ذلك...".
إلى أن تقول:
"... ولو أن أحداً سألني عن أهم جانب في الإسلام اجتذبني، لأجبت إنها الصلاة... لأن الصلاة في المسيحية لا تعدو أن تكون دعاء الله (بواسطة المسيح)، ليمنحنا خير الدنيا.. أما في الإسلام فهي ثناء على الله، وتحميد له على كافة نعمه، لأنه العليم بما ينفعنا ويمنحنا ما يلزمنا دون أن نسأله من ذلك شيئاً".
الإسلام هو وحده الكفيل بالأمن والطمأنينة
ومن اليابان، الآنسة فاطمة كازو، تقول:
"... كان من حسن حظي أن أتعرف إلى رجل مسلم يقيم في طوكيو منذ حين.. وكان سلوكه وطريقته في العبادة يثيران دهشتي.. فسألته عن أمور كثيرة كانت إجاباته عنها شافية مقنعة تشبع العقل والروح معاً..
لقد علمني كيف يجب على الإنسان أن يحيا وفق الحدود التي رسمها الله، وما كان يدور في خلدي قط من قبل أن تتغير نظرة الإنسان إلى الحياة بمثل تلك السرعة الهائلة التي رأيتها في ذات نفسي عندما نهجت سبيل الحياة الإسلامية وشعرت أنني على وئام مع خالقي..".
انظر إلى تحية المسلم: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" إنها دعاء للسلام من عند الله ودعاء بالسعادة الأبدية.. وشتان ما بين هذه التحية وغيرها من "صباح الخير" و "مساء الخير".. تلك التحيات المادية والموقوتة.. بتمني الخير صباحاً ومساءً... ليس فيها معنى الرجاء الدائم... وليس فيها دعاء لله نستمطر به رحمته وبركاته.
لقد علمني هذا الصديق المسلم كثيراً مما يؤمن به المسلم، ومما يؤديه من عبادة.. وإنني لتستهويني طريقة الحياة الإسلامية في صفائها وبساطتها، وانطباعها بالسلام...
إنني مقتنعة تماماً بأن الإسلام هو وحده الكفيل بالأمن والطمأنينة في حياة الأفراد والجماعات على السواء... وأنه وحده هو الذي يقدم للبشرية السلام الحقيقي الذي طال سعيها وتشوقها إليه.
ويسعدني أنني وفقت إلى هذا السلام... وكم أتمنى لو استطعت أن أنشر الإسلام بين قومي ما وجدت لذلك سبيلاً.
المصلحون والوعاظ ورجال الاجتماع
من هذا الفريق عالم الاجتماع البولندي "إسماعيل ويسلو زيجريسكي"، الذي يقول:
"... درست الأديان المختلفة... وعلى الأخص تاريخ وأصول الصاحبية... "الكويكرز" والتوحيد النصراني... والبهائية والبوذية.. فلم يقنعني أي واحد منها..
وأخيراً اكتشفت الإسلام حين وقعت على كتيب عنه بلغة الأسبرانتو... كتبه مسلم إنجليزي اسمه "إسماعيل كولين أيفانز"... ففتحت أذاني إلى نداء الله... وكان ذلك في فبراير سنة 1949.. ثم جاءني كتيب آخر من دار التبليغ الإسلامي بالقاهرة مع بعض مؤلفات مولانا محمد علي.
وجدتني على توافق مع الإسلام ومبادئه التي كنت ألفها منذ نعومة أظفاري وجدت في الإسلام التشريع الكامل الشامل لكل وجوه الحياة.. القادر على قيادة الفرد والجماعة تجاه إقامة "المملكة الربانية" على الأرض.. التشريع الذي فيه من المرونة ما يجعله ملائماً لظروف العصر الحديث..".
عشت حياة المسلمين عقيدة وعملاً
ومنهم أيضاً -من رجال الاجتماع "عبد الله باترسبي" وهو رائد بالجيش البريطاني.. يقول:
"... لقد كان يوماً عظيماً في حياتي هذا الذي أعلنت فيه إسلامي رسمياً في المحكمة الشرعية في (بيت المقدس) ويطلق عليها العرب "القدس" أي: المدينة المقدسة...
كنت في ذلك الوقت "رئيس أركان الحرب" وكان إعلاني لاعتناق الإسلام سبباً في بعض المضايقات... ومنذ ذلك الوقت عشت حياة المسلمين عقيدة وعملاً في مصر.. ثم أخيراً في باكستان...
والإسلام دين يضم أضخم مجموعة من الأخوة تعدادهم حول خمسمائة مليون مسلم... والانتساب إليه انتساب إلى الله".
الإسلام هو السلام
وهذا "عمر ميتا" من اليابان، وهو من رجال الاقتصاد، وباحث اجتماعي وواعظ وشخصية معروفة في هذه البلاد، يفيض في حديثه.. ويقول ضمن ما يقول:
"من فضل الله علي أن وفقني إلى حياة إسلامية سعيدة منذ ثلاث سنوات، وإني مدين بهذا التوفيق إلى إخوان التبليغ الباكستانيين الذين زاروا بلادنا.. فكان أن هداني الله بهم إلى الطريق المستقيم...".
"إن غالبية أهل بلادنا بوذيون.. ولكنهم بوذيون بالاسم فقط فلا يمارسون طقوس البوذية... بل لا يكادون يكترثون بالدراسة الدينية... وربما كان السبب في جفوتهم لدينهم أن البوذية تقدم للناس فلسفة رنانة معقدة... ولكنها لا تقدم لهم مثلاً عملية... وهي لذلك بعيدة المنال بالنسبة للرجل العادي الذي تشغله أمور حياته الدنيوية.. فلا هو مستطيع أن يفهمها.. ولا هو قادر على تطبيقها..
ولكن الإسلام يختلف عن ذلك كل الاختلاف.. فتعاليمه سهلة بسيطة وواضحة لا التواء فيها.. وهي في نفس الوقت عملية إلى أبعد الحدود..
والإسلام ينظم الحياة البشرية في كافة جوانبها، ويصقل التفكير الإنساني وإذا ما صلح التفكير الإنساني وصفا.. صلح معه العمل تلقائياً..
والرجل العادي يستطيع أن يفهم تعاليم الإسلام لبساطتها وسهولة تطبيقها، ولذلك لا تجدها حكراً على طائفة من رجال الدين القساوسة.. كما نرى ذلك في الأديان الأخرى..
وإني أتوقع أن يكون للإسلام في اليابان شأن عظيم في المستقبل.. وربما صادفته بعض العقبات والصعوبات.. إلاّ أن التغلب عليها غير عسير...
ولتحقيق ذلك أرى من الواجب في المقام الأول ضرورة بذل جهود كبيرة متواصلة للتعريف بالإسلام وتعاليمه إلى شعبنا الذي يتجه يوماً بعد يوم نحو المادية.. ولكنه لا يجد فيها سعادته.. يجب أن نوضح لهم أن السلام الحقيقي والاطمئنان النفسي يكفلهما الإسلام... لأنه نظام كامل للحياة... يأخذ بيدهم ويوجههم إلى ما فيه خيرهم في شتى نواحيها..
ويأتي بعد ذلك واجب الذين يقومون بالتبشير بالإسلام وتعاليمه، فلا بد أن تكون حياتهم وتصرفاتهم كلها نموذجاً عملياً لما يدعون إليه غيرهم، ولعلّ من سوء الطالع أن الطلبة الذين يفدون إلى اليابان من مختلف البلاد الإسلامية.. ليس فيهم من يقدم لنا مثالاً للرجل المسلم فنقتدي به... ولا نجد لديهم من الإرشاد والتوجيه ما يفيدنا.. بل نرى أكثرهم يعيشون معيشة أهل الغرب... ولا يعرفون شيئاً عن الإسلام... لأنهم درسوا في معاهد أنشأتها الدول الأوروبية... وأكثرها يشرف عليها الرهبان... وإذا كان للإسلام أن ينتشر في اليابان، وإني لعلى يقين من أن ذلك سيكون.. فإن على أنصار الإسلام ومحبيه أن يفكروا في الأمر، وأن يبذلوا في سبيل ذلك جهوداً متواصلة ومركزة... وعلى هؤلاء المسلمين المؤمنين الذين تتفق حياتهم مع تعاليم دينهم أن يزوروا اليابان لتعليم الناس... وتقديم القدوة إليهم... لأن شعبنا متعطش إلى السلام والصدق والأمانة.. والفضيلة وما إلى ذلك من نواحي الخير في الحياة، وإني واثق كل الثقة أن الإسلام، والإسلام وحده، هو الذي يستطيع أن يروي ظمأهم..
إننا في حاجة إلى الثقة الكاملة في الله، حتى نستطيع أداء هذه الرسالة، وإننا لنضرع إلى الله أن يرزقنا الإيمان واليقين..
الإسلام هو السلام... وليس بين شعوب الأرض من هو في حاجة للسلام أكثر من شعب اليابان، وإذا أردنا السلام الحقيقي فعلينا أن نؤمن بدين السلام... السلام مع الناس جميعاً... ومع الله. ذلك أن الأخوة في الإسلام مبدأ ينفرد به هذا الدين.. وعليه تتوقف سعادة البشرية جميعاً..".
ومن إيران نجد البروفيسور "عبد الأحد داود" بكالوريوس لاهوت وأصله كلداني.. يقول:
"لا أستطيع أن أعزو اعتناقي للإسلام إلاّ إلى الهدى الكريم من لدن رب العالمين، وبغير هدي الله لا تفيد دراسة ولا بحث.. ولا أي جهد نبذله في الوصول إلى الحق، بل قد تؤدي هذه بنا إلى الضلال.
ومن اللحظة الأولى التي اهتديت فيها إلى الإيمان بوحدانية الله، أصبح رسول الله "محمد صلى الله عليه وسلم" قدوتي في خلقي وسلوكي"..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :805  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.