يبدو أن مكة لم تتأثر بالأيوبيين كما تأثرت بالفاطميين من قبل لضيق المدى الذي تمتع فيه الأيوبيون بنفوذهم في مكة إلاّ أن صلاح الدين كان له بعض الأثر فيها، فقد نجح في إلغاء الأذان بحي على خير العمل الذي كان مستعملاً في العهد الفاطمي وبنى في مكة داراً لضرب النقود باسمه.
ولما تولى الأمر قتادة مؤسس الطبقة الرابعة من الأشراف بدأ يعنى ببعض العمران فأنشأ سوراً في أعلى مكة وسهَّل العقبة التي كانت تفصل الشبيكة من حارة الباب حيث بنى المظفر مكانها سوراً(1) وأعتقد أن العقبة كان مكانها موقع الريع بين الشبيكة وحارة الباب سميت كذلك لأن باب السور كان فيها.