شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الناحية العلمية والدينية
ونحن هنا نستعرض القسم الذي زهد بالحياة فانقطع للعبادة والعلم.
يذكر المؤرخون أن مكة غصت في هذا العهد بجمهرة كبيرة من هذا القسم وأنه أضيف إليهم أمثالهم من مهاجري الآفاق الذين عصفت بهم الفتن فهرعوا إلى مهبط دينهم ينشدون الاطمئنان بعيداً عن القلاقل فكثر سوادهم وامتلأت برجال العلم منهم حلقات الدروس في المسجد.
وقد لحق ابن العباس بهم في أوائل العهد الأموي فراراً من الاختلافات السياسية فاتخذ مقعده في دار زمزم على يسار الداخل إليها يذيع معارفه وينشر علومه ونحن في غنى عن أن نصف ابن العباس فليس من يجهل أنه من أجلاء الصحابة وأنه من أوسعهم علماً وأكثرهم اطلاعاً وأفضلهم عقلاً وأنه خير هذه الأمة ومفسر كتاب الله وترجمانه وأن عودته إلى مكة ليضطلع بالتدريس فيها كان كسباً ما ظفرت مكة بعده كسباً يضاهي ربحها العلمي منه (1) .
اتسعت حلقة ابن العباس في المسجد الحرام وهرع الظامئون إلى مناهل العلم يروون غلتهم منها فكانت حركة قوية تركت أثرها في جموع المتدارسين الموزعين في أفناء المسجد وأنتجت ضجة علمية اتصل صداها ببيوت مكة من أطرافها إلى أطرافها وتوافد على صيتها من أقطار الأرض طلاب المعرفة وقصاد العلم (2) .
وأنتجت هذه المدرسة فيما أنتجت مجاهد بن جبر وعطاء بن أبي رباح وطاووس بن كيسان وسعيد بن جبير وسليمان بن يسار وأبا الزبير محمد بن مسلم بن تدرس وعمرو بن دينار الجُمحي (3) وعكرمة مولى ابن عباس وكان أكثر الناس اتصالاً بابن عباس مولاه عكرمة لهذا كان أكثرهم رواية وأغزرهم معرفة، كما اشتهر مجاهد بن جبر بميزات خاصة وقضى وقتاً طويلاً يتولى قضاء مكة.
وظلت هذه المدرسة تؤدي وظيفتها بأقوى ما تؤديه المدارس الحية وتنتقل معارفها من طبقة إلى أخرى ومن جيل لتسلمه إلى آخر حتى أنتجت سفيان بن عينية (4) ومسلم بن خالد (5) ثم أنتجت الإمام الشافعي فيما سيأتينا من تفصيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :365  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.