شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الناحية العلمية
كانت مكة بحكم وضعها التجاري في عهد قريش مضطرة لضبط أعمالها التجارية فكان فيها بعض الكاتبين الذين يستطيعون أن يسجلوا أعمال التجارة التي تمتد شرقاً وغرباً بل نجد في التاريخ ما يدلنا على أن بعض نساء هذا العهد كن يكتبن، فإن السيدة حفصة بنت عمر زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تعرف الكتابة.
وعندما بدأ الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة كان النبي يحرص على أن يدونه بعض الكاتبين ما أمكنهم ذلك إلى جانب الاعتماد على الحافظة القوية التي يمتاز بها بعض صحابته رضوان الله عليهم.
لم تكن كتابة قوية ولا سريعة ولكنها مع هذا كانت كتابة صالحة للتدوين على أي مادة ميسورة من خشب أو عظم أو خزف أو جلد أو حجارة بل ربما كتبوا في بعض الأحيان على ورق بدليل أننا نقرأ في خبر إسلام عمر رضي الله عنه أن أخته وزوجها كانا يقرآن شيئاً من القرآن في صحيفة معهما حين دخل عليهما.
إذن كانت مكة لعهد النبي صلى الله عليه وسلم تعالج الكتابة في درجة تصلح للتدوين وإن كان التدوين غير منقوط الحروف لأن الحروف لم تنقط إلاّ في عهد الحجاج وقد عني النبي بهذه الظاهرة وشجعها واصطحب بعض رجالها إلى المدينة ليواصلوا التدوين واشتدت عنايته بذلك في المدينة ففرض على من يعرف الكتابة من المكيين أسرى بدر أن يفتدي الرجل منهم نفسه بتعليم الكتابة لعشرة من المسلمين (1) .
واستفادت مكة بعد الفتح من ثقافة القرآن ما هيأها للفهم الجديد، فإن كتب السيرة والمغازي ومدوني كتب الطبقات يحدثوننا في أخبار عن ابن مسعود وابن عباس وأبي ذر الغفاري وابن عمر وأبي الدرداء أنهم كانوا يترددون إلى مكة بعد الفتح فتبين من ملابسات هذا أن مكة كانت تستفيد من علومهم وتتوسع معارفها الجديدة بحكم هذه الاتصالات المستمرة خصوصاً ونحن نعلم أن أصحاب هذه الأسماء كانوا يحتلون الدرجة العلمية الأولى بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كانوا يقولون عن بعض هذا النفر أنه لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم ((بعلمه)) وإذا أضفنا إلى هذا أن المكيين أنفسهم ظلوا قبيل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يترددون عليه في المدينة وأنهم كانوا ينزلون على من فيها من جلة المهاجرين فيجدون لديهم ما يروي غلتهم من العلم استطعنا أن نعرف إلى حد بعيد نوعاً من أنواع الاستفادة العلمية التي كانت تعتمدها مكة في عهدها هذا الذي نؤرخه.

نموذج كان يستعمل للكتابة من الحجر والفخار

* * *

ويحدثنا ابن هشام بعد هذا عن معاذ بن جبل فيقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم اختاره يوم الفتح للقضاء في مكة عندما ولّى أمارتها عتابَ بن أَسيد ونحن إذ لا نجهل كفاية معاذ بن جبل وميزته العلمية وإلمامه الواسع نستطيع أن نتبين نوعاً آخر من أنواع الاستفادة التي اعتمدتها مكة يومها في شأنها التعليمي وإذا كانت كتب التاريخ تجمع على ندب معاذ بن جبل لتعليم اليمن فليس في هذا ما يتنافى مع إقامته في مكة عقب الفتح مباشرة لينفع المكيين قبل ندبه إلى اليمن ويضيف الطبري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرك معه هُبَيرة بن سبل الثَّقفي ويقول ابن حجر في الإصابة أن هبيرة تولى مكة عام الفتح ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف عاد فولاها عتاباً.

 

كان كتف الجمل مما يستعمل للكتابة في هذا العهد

 
طباعة

تعليق

 القراءات :474  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج