الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > -19-

-19-

يا صاحبي:

أتمنى رؤيتك.

لن أحدثك عن ((هبوب)) أكثر ممّا حدثتك، وإن شئت أن لا أكذبك فاعلم أنها غادرتني، وبودي لو ملكت أن لا تغادرني لحظة من عمري.. غادرتني وفي قلبي لفراقها لوعة لو تقاسمها قلوب أهل القاع الذي أقطنه لكانت كافية لالتياعهم، والضغط على صدورهم بأقسى ما تضغط الكآبة والهم.

لعنة الله على أول مخرف لوث الأفكار بترَّهات الحب، وترك الأجيال تنقل جرثومة عدواه إلى دمائنا، وتترك أثرها في الأغوار العميقة من عقولنا.

أترى يا صديقي إلى أي حد تستعبدنا العقائد الضالة بقوة تأثير الوراثة؟ وإلى أي حد تتأثر أحاسيسنا بها؟ إنها أضحوكة الحياة.. فدعني أسخر منها رغم التباهي، وأعدك أنني سأغدو أشد أساراً من أن تعصف بي عواصفها.. فانتظر رسائلي غداً عن دراساتي الجديدة، وثق أني سأثبت لك صمودي لعاديات الحب الجامحة، وستقرأ كتاباتي الخلية، إلاَّ ممّا عنيت به من دراسات في الحياة.