شكت امرأة من أهالي مونتريال زوجها للقاضي، وطلبت الطلاق منه، لأنه في زعمها رجل مجنون!! متناقض المنطق!! ولما سألها القاضي عن دليلها قالت:
إنه معلّم اقتصاد سياسي، ويكرر في دروسه ومقالاته وأحاديثه معي ومع سائر الناس أن النقود في الوقت الحاضر لا قيمة لها، ولا تساوي شيئاً.. ولكنه في كل مرة أنفق فيها شيئاً من النقود في لوازمي، يقيم الدنيا ويقعدها، لأني أبدد أشياء ثمينة في سبيل أشياء لا قيمة لها.. فكيف يتفق رأيه مع فعله؟
وفي هذا ترى المرأة أنه لا عقل إلاَّ حيث يتفق الرأي مع الفعل. وهي قاعدة إذا التزمناها تعيَّن علينا أن نحذف من بنود العقلاء ألوفاً لا عداد لها.
إن الموظف المحترم يردد في جميع مجالسه الخاصة غناه عن وظيفته، وأنه لا يزاولها إلاَّ مجاملة لمن يلحون عليه بها، حتى إذا خلا بأصحاب مسؤوليته تغيرت النبرة واختلف الأسلوب.
وإن المطوّف يقسم من الأيمان أغلظها أن أعمال الطوافة لا تتفق مع ما عنده من ميول، حتى إذا واجه العمل نسي الفكرة وتغافل عن أيمانه المغلظة.
وإن روّاد الحياة عندنا على مختلف مراكزهم يتحدثون لك في إسهاب عن شجاعتهم وجرأة مواقفهم حتى إذا جد الجد تبخرت دعاواهم وتقلصت حقائقهم.