الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > -17-

-17-

سعيد طفل أناني!

جميل ولد كاذب!

صالح فتى غشاش!

محمد شاب سارق!

حامد رجل قاتل!

أمّا أنت فأي نعت من هذا تستأهل؟؟!

أتحلف أنك لست أنانياً؟، وأنك لا تقبل لنفسك الكذب؟ وأنك لم تتعود الغش والسرقة؟ وأنك لم تقتل في حياتك إنساناً؟

حاول أن تكون جريئاً ولو في ذات نفسك، لتسر إليها ولو لمرة واحدة بحقيقة الحال.

حاول أن تتذكر: هل زاحمت مرة في مجالي الرزق، أو استطعت بلباقتك أن تستأثر بأرباح حرمت بها كثيراً غيرك؟؟ إذن فأنت شجاع، وأنت إلى جانب ذلك أناني!

وهل جابهك موقف محرج، فدافعته بكلمة لا تعتقد شيئاً من صحتها؟؟

- إذن فأنت ذكي، وأنت إلى جانب ذلك كاذب!

وهل ضايقتك سلعة ورأيت أحد البله يفاوضك في شأنها، فنسيت أن تذكر عيوبها؟

- إذن فأنت محظوظ، وأنت إلى جانب ذلك غشاش!

وهل أثارك العناد، فقاضيت خصمك حتى ظفرت بما لا تستحق من الظفر؟؟

- إذن فأنت عظيم، وأنت إلى جانب هذا قاتل!

* * *

تذكر حوادث أيامك، وناقشها في غير مواربة، لتستخلص منها حقيقة نفسك.

أكنت إنساناً أنانياً أو كذاباً؟

أكنت سارقاً أو غشاشاً؟

وهل كنت في أحد الأيام قاتلاً؟

أمّا أنا فلا أبرىء نفسي من كل هذه الآثام.. ولكني مجنون، وليس في شريعة الله ما يؤاخذ به المجانين.

وسلام الله على عيسى فقد جيء إليه بامرأة أمسكت وهي تزني، وقيل له: إننا نطالب برجمها، فأطرق ملياً ثم قال: مَن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر. ولما رفع رأسه لم يجد أمامه غيرها.

لعلّهم خجلوا!! -فما يمنعنا أن نخجل؟!