شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-7-
وعندما تقدمت الأيام بصاحبي نسي أنني كنت الوحيد الذي كشفته على حقائق الحياة التي كان مغروراً بها، وأنني أوضحت له خطأه في شعوره بذاتيته واعتداده بشخصيته.
نسي أنه قنع بتوجيهي وأنه قاسى الكثير في إفناء شخصيته وإلغاء ملكاته من الفهم في سبيل رئيسه.. حتى ظفر بما لم يظفر به لو عاش عشرات السنين معتداً باستقلاله، قوياً بإساره.
نسى كل هذا بعد أن واتاه النجاح، واحتل مركزه بين مرؤوسيه، وراح يفرض على مَن حوله الطاعة، وينظمهم كدواليب لها حدودها في دورة العمل.
نسيني إلى الأبد، لأني عندما لقيته البارحة في صفوة من القوم تغافل عن معرفتي!! وأشاح بوجهه عني!!.
إنك معذور يا صاحبي، فلقد كنت بالنسبة إليك عنواناً لمأساة فقدت فيها كثيراً من شخصيتك.
عسى الله أن يعفو عني.. فقد كان جديراً بي أن أتركك لخيبتك وألاَّ أقترف إثم ذلك التوجيه الذي صرفك عن كرامتك، وأغراك بالخنوع الذي درج بك مدارج الرقي.
إنك نجحت يا صاحبي يوم طلّقت كرامتك!!
وإنك طلّقت كرامتك يوم حبوتك توجيهي.
لهذا فأنا عنوان مأساتك، وسبب آثامك.
انسني يا صاحبي، ففي نسيانك لي راحة لضميرك.. ودعني أنساك، عساني أنسى في ذلك هول ما اقترفت، وعفو الله يسع المجانين كما يسع العقلاء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :341  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج