شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(8)
النفاق الاجتماعي شائع في أدبنا الكاذب واصطلاحاتنا الزائفة وتجاربنا من الألفاظ والمعاني الفجة وإذا أعوزك النموذج فإليك.
هو سيد كريم لا يجود الزمان بمثله.. وأنت فرس مجلس لا يشق غباره.
وهذا عظيم ينحسر الطرف دون مقامه من الطهر والعدل.
وذاك نسيج وحده فضلاً وعلماً وأدباً.
في صورة لا تدري بعدها أين مكان غير الكريم والعظيم المجلى والعادل من هذه الأرض.
الواقع أنها ميوعة وأنه انحلال لا يستقيم معهما بناء.. وإنه تمويه يعبث بالحقائق كما تعبث بالمتهجد خيوط الفجر الكاذب.
وأنا وأنت وهم بعد هذا معذورون إذا نحن أمعن الغرور بنا والتضليل كنتيجة لتمويه تجار الألفاظ وعبيد الأدب الكاذب.
إن نشوة الكرسي تترك أحياناً أثرها الواضح العام للجسم وراء المكتب فشيء من الضغط على أحد الأعصاب الحساسة كنتيجة لما تستلزمه (العجرفة) يحدث انحرافاً في ناحية أو أخرى من أعضاء الجسم.
ولتكن هذه الأعضاء معنية بإفرازات خاصة في الجسم فإن انحرافها يعطل شيئاً من وظيفتها فيترك ذلك أثراً في دورة الدم ومن ثم تتهيج الأعصاب وتضطرب ويصبح جهازك أدق ما يكون حساسية وأرهف شعوراً.
ومن ثم تصبح وأنت أشد حنقاً بالحياة وتأففاً منها.. وأحسب أنه كلما ازداد الوضع الخاطئ وراء المكتب ضغطاً على أعصابك الحساسة ازداد تهيجك وازداد اضطرابك وأصبحت عرضة لمضاعفات أولها الهستريا وآخرها بوابة المارستان.
قال: أما عن الوضع الخاطئ فلا أستبعده فقد نشأت على هيئات ما سمعت أنها تتفق وهذه الفلسفة العريضة في أوضاع الجلوس والوقوف.
قلت: بحسبك أن تختصر فقد نشأت مترفاً تطوح العجرفة بك كل مطوح فتضغط من أعصابك ما يهيج أعصاباً أخرى ويرهف من إحساسك ما يترك أثره في أخلاقك ما حييت.
ستعيش يا صديقي ما بقيت ضحية أعصابك المتوترة وإحساسك المتهيج وستشكو ما حييت الضيق ممن ساقتهم الحاجة إلى مكتبك وتظل عمرك متبرماً بنفسك ساخطاً على الحياة متأففاً منها أو تعنى بالوضع المستقيم وراء مكتبك وتطلّق العجرفة ثلاثاً في كل ما له علاقة بمعاملات الناس.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :292  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج