شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أراضي منى..
موضوع الإقامة أيام منى يحتاج إلى الكثير من إعادة النظر..
كان المعروف أن أراضي منى مناخاً لمن سبق، فكان الحجاج وكان المطوفون يتسابقون إلى حجز أماكن لإقامة خيامهم فيها، فكانوا لذلك يعانون من الإرهاق ومعاناة السباق ما يعرضهم لكثير من المشاق وكان بعضهم يسرع إلى حجز الأراضي قبل موعدها بأسبوع وربما اندفع بأنانيته كإنسان إلى حجز قطعة تزيد عن ضعف كفايته.
لهذا رأت الحكومة أن نقضي على فوضى التنازع والسباق وما يكتنفهما من إرهاق وأنانية، فأمرت بتشكيل لجنة لتوزيع الأراضي سنوياً على الحجاج والمطوفين بنسبة أعداد كل مطوف.
وكانت فكرة أفادت الموضوع إفادة تامة وقطعت دابر المنازعات والفوضى إلى سنوات طويلة، ولكن الفكرة ما لبثت أن جدَّ عليها ما أساء استعمالها.. فقد باتت بعض الهيئات الرسمية ممّن لها علاقة أو شبه علاقة بالحج تطالب سنوياً بحجز قطعة لموظفيها وأعمالها، وربما كان أكثر موظفيها لا علاقة لأعمالهم بالحج، ولكنها فرصة يمكنهم أن يوسعوا بها على كل من يلوذ بهم من أقارب أو حجاج واتسعت أمثال هذه الطلبات على مر السنين بشكل غريب لا تعرف صحة علاقته بالحج حتى أصبح الأمر أشبه ما يكون بالمجاملات.
وزاد الأمر اتساعاً عندما أخذ كثير من الهيئات الأجنبية.. ضيوف أو بعثات طبية أو علمية أو غيرها ممّا لا يحصى عدد أسمائها تطالب بحظها من تقسيم الأراضي في منى، وربما اقتضت المجاملة أن يوسع عليهم في التقسيم فكان من نتائج كل هذا أن عاد الضيق يكتنف الحجاج من جديد رغم أن بعض الهيئات المحظوظة لا تكتفي بما يقيم خيامها بل تهيئ بين الخيام ميداناً واسع الأرجاء.
والغريب في الأمر أن الحجاج من داخل المملكة لم يحسب لهم في هذا أي حساب، فربما انتهى أحدهم بأهله وعائلته إلى منى فلا يجد مكاناً لخيمته، ومن المجال أن يقبل أحد المطوفين دخولهم إلى نصيبه من قطعة الأرض إلاّ إذا دعته مجاملة خاصة أو أغرته بعض الفائدة.
من أجل هذا أرى أن الأمر أصبح في أشد الحاجة إلى إعادة النظر في نظام التوزيع ومن رأيي أن لا نتوسع في مجاملات بعض الدوائر الحكومية أو حجاج الهيئات الأجنبية.. ومن رأيي أن نقتصد فلا نمنح الأراضي إلاّ لأصحاب العلاقات الماسة بالحج مساساً مباشراً ولا نعطي إلاّ في حيز محدود ضيق لتتوفر باقي الأراضي لأجناس الحجاج الذين يتكاثر عددهم كلما مرت السنوات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :356  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.