فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد السباعي > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد السباعي - الجزء الثاني > سباعيات - الجزء الأول > كسوة الكعبة.. وأوقافها
كسوة الكعبة.. وأوقافها قال لي أحد الحجاج وهو ينظر إلى كسوة الكعبة الجديدة: (إنني وأنا من رجال صناعة النسيج لا أكاد أصدق أن هذا العمل المتقن من صنع هذه البلاد). قلت: على رسلك.. فالحياة ماضية بنا في طريقها الجاد.. وأخشى أن تفتح عينيك بعد سنوات فإذا الأرض غير الأرض، والأمة غير الأمة، وعند ذاك ستعرف مبلغ ما نستطيع تحقيقه كأمة جديدة على الحياة.. أمّا اليوم فإن كنت في ريب ممّا تشهد فدونك سيارتي أتطوع بها لتنقلك إلى مصنع الكسوة على غير بعيد منا لترى بعينيك مصدر صنعها!! فما ملك أن وضع يده في يدي ليشد عليها بحرارة.. الواقع أن فكرة صنع الكسوة في مكة فكرة تستحق تقدير الحكومة، كما تستحق تقدير العاملين على إنتاجها بهذا الإتقان. وإذا صح ما صرح به بعض المختصين من أن المصنع سيتسع غداً لعدة صناعات لها علاقة بالنسيج فذلك ربح له قيمته في نهجنا الصناعي الذي ننويه لسنواتنا القادمة. وتحفزني المناسبة لأن أسأل المعنيين في وزارة الحج والأوقاف هل دار بخلدهم أن يبحثوا عن أوقاف الكسوة التي كان ينفق من غلتها على صناعة الكسوة ومخصصات الغلال لفقراء الحرمين؟ أذكر أني كتبتُ قبل نحو عامين بحثاً طويلاً جئت فيه على أسماء القرى الموقوفة على أعمال الخير في الحرمين، وأوضحت مواقعها كما أشرت إلى بعض القرى التي تغيرت أسماؤها بمر السنين أو تحرّفت قاعدتها إلى أصولها. وتوجهت يومها في بحثي إلى مديرية الأوقاف عندنا قبل تشكيل الوزارة أسألها هل ثبتت لديها أسماء هذه القرى ومواقعها فتلقيت من سعادة مديرها في ذلك الوقت فضيلة السيد أحمد العربي ما يفيدني بأن مديرية الأوقاف تحققت عن هذه الأسماء وعرفتها وهي في سبيل مطالبتها بها.. ويهمني اليوم وقد مضى نحو سنتين على ما كتبت أن أسأل وزارة الحج والأوقاف عمّا إذا كانت سجلاتها لا تزال تحتفظ بأسماء هذه القرى وهل جد شيء في شأن المطالبة بحقوق الحرمين فيها؟ ثم.. ما يمنعنا أن نطالب بإعادة القرى الموقوفة والاستفادة من غلتها لصالح صناديق الرعاية الاجتماعية في مكة والمدينة وهي اليوم تعول فقراء المدينتين، وتدفع لألوف العائلات الفقيرة مخصصات شهرية؟ وأعتقد أن أحداً لا يضن على هذا البلد بحقوقه الشرعية خصوصاً إذا عرف أن ثمة إدارة للشؤون الاجتماعية تتولى رعاية المتسولين ومساعدة الفقراء.
طباعة تعليق  القراءات :323  التعليقات :0
صفحة 43 من 92

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج