شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شبابنا في حقل التعليم
كتب الدكتور عبد الله مناع في جريدة "البلاد" ينعى عدم إقبال خريجي الجامعات على الوظائف التعليمية، ويعلل ذلك بقلة المزايا التي يحظى بها الموظف كأستاذ في إحدى مدارسنا، وضخامة العمل الذي لا يتكافأ مع المرتبات وامتداده إلى ساعات المساء وما يرهق هذه الساعات من أعمال التحضير والتصحيح.
إلى أن يقول "وقد نجم عن هذا أن وجدت الوزارة نفسها وبدافع الحاجة الملحّة مضطرة إلى أن ترتبط بعقود مع مدرسين من خارج المملكة بشروط عالية في كثير من الأحيان".
ولم يقل الدكتور لنا صراحة.. هل يرى شبابنا مخطئاً وهو يتحاشى وظائف التدريس.. وإن كان في تلميحه ما يدل على رأيه عندما يقول: "إن واقعية التفكير في يومنا هذا لم تعد تكتفي بأن تلوك المثاليات دون رحيق لها".
وإذا كان لي ما أعلق به على ما ذهب إليه فإني أرى أن واقعية التفكير لا تلوك المثاليات دون رحيق لا من يومنا هذا فقط، بل هي حقيقة الحياة من أول يوم خلقت فيه الحياة.
إنه خير من يعرف أن مناصب التدريس عاشت مزدهرة يوم كان المدرس يتألق في منصبه، وكانت أكثر أعمال الدولة لا تداني منصبه ولا ينالها من شهد الرحيق ما يناله.
أنا -يا دكتور- أحد الذين يرون أن الإنسان هو الإنسان.. وأنه عاش حياته على الأرض ينظر إلى المثاليات في ضوء ما يحقق لنفسه إلاّ إذا صادفنا بعض النوادر وليس للنوادر حكم.
لعلّك لا تدري أني زاولت وظيفة معلّم قبل ثلاثين سنة، ولا أكتمك إني كنت ضائقاً بها أنتظر فرصة الهرب حتى واتتني.. ولم أهرب وحدي فقد هرب قبلي وبعدي عشرات وعشرات لو اتسع المجال لسردتُ لك أسماءهم؛ لتعرف أنهم أكفأ مني بما لا يدع مجالاً للشك، وأن هروبهم كان خسارة لا تعدلها خسارة.
أنت تعرف أن أكثر وظائف التدريس لا في بلادنا وحدها بل في أكثر بلاد الشرق تعيش مغموطة خارج الهالة التي تتألق فيها المناصب المرموقة.. هذا عدا ضخامة العمل الذي قلت بحق إنه لا يتكافأ مع العطاء الذي يقدمه المرتب.
ومن غريب الصدف أنني في الوقت الذي كنتُ أقرأ فيه كلمتك الهادفة تقع في يدي مجلة الثقافة الدمشقية لأقرأ فيها مقالاً دبّجه أستاذ من معلمي المدارس، وفيه يقول "التهذيب الروحي.. المستوى الفكري ملكك أيُّها المعلم.. وبيدك الوطن والمستقبل..". ولكن مهلاً.. دعني أضحك قليلاً ومن حقي أن أضحك لأني من قافلة المعلّمين.. إنها كلمات حلوة وصحيحة لمن كان بعيداً عن المهنة يمسك بيده منظاراً فيرى المعلم محاطاً بالاحترام.. يتكلم فيصمت الجميع.. يأمر فيطاع، أمّا كيف يعيش ذلك المعلم (فشيء آخر).
إلى أن يقول: كسل الولد يعود إليه، وبلادته هو سببها.. هو المسؤول عن العلاقة السيئة والرسوب.. وهي مسرح لتندر الطلبة، هذا يقلده وذاك يدبر له مقلباً، إلى أن يقول.. تمضي الأجيال ويصبح طفل اليوم حاكماً محترماً، أو قائداً عظيماً، أو تاجراً غنياً، أو سفيراً مرموقاً، والمعلم باقٍ في بيته الصغير!!".
أرأيت -يا دكتور- أي معاناة يلقاها المعلم في منصبه؟
وبعد فهل تبحث عن الحل؟؟
لقد نوّهت به وأنت تذكر الشروط العالية التي يشترطها أصحاب العقود من المعلمين خارج المملكة، والمرتب الذي يصل أحياناً إلى أضعاف مرتبات المعلّمين الوطنيين.
لندفع مثل هذا للمدرسين عندنا وننظر ماذا يفعلون!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :457  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج