شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ممّا قالت الكتب
تحدثت كتب الأدب كثيراً عن غرام توبة بن الحميِّر (بتشديد الياء) بليلى الأخيلية وغرامها به.
وأورد صاحب الأغاني عن رجل يُقال له ورقاء.. القصة التالية قال:
سمعتُ الحجاج يقول لليلى الأخيلية إن شبابك قد ذهب واضمحل أمرك وأمر توبة فأقسم عليك إلا صدقتني.. هل كانت بينكما ريبة قط، أو خاطبك في ذلك قط؟ فقالت: لا والله أيُّها الأمير إلاّ أنه قال لي ليلة وقد خلونا كلمة ظننت أنه قد خضع فيها لبعض الأمر. فقلت له:
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها
فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب ما ينبغي أن نخونه
وأنت لأخرى فارغ وخليل
فلا والله ما سمعتُ ريبة بعدها حتّى فرّق بيننا الموت.
قال لها الحجاج: فما كان منه بعد ذلك؟
قالت: وجه صاحباً له إلى حاضرنا فقال: إذا أتيت الحاضر من بني عبادة بن عقيل فأعلُ شرفاً ثم أهتف بهذا البيت:
عفا اللَّه عنها هل أبيتن ليلة
من الدهر لا يسري إليَّ خيالها
فلما فعل الرجل ذلك عرفت المعنى فقلت له:
وعنه عفا ربي وأحسن حفظه
عزيز علينا حاجة!!! لا ينالها
وأنا أتساءل لماذا لم يكلّفه غشيان منزلها؟ أيُقال إنه يتعذر عليه لجهله الطريق؟ أم لخوفه من القوم أن يسيئوه أو يسيئوها.
أسئلة عابرة أرى أنها من لزوميات القصة لتكمل حبكتها؟
لئن قيل ليس في الأمر ما يخيف ولكنه جهل الطريق، ففي استطاعة المندوب أن يسأل عن الخباء حتى يأتيه فيسر إليها وتسر إليه، وإن قيل إنه الخوف فأي أمان لرجل يهتف من شرف يطل على القبيلة ليبلغ الرسالة بصوت عالٍ.
لعلّ القصة تريدنا لنفهم أن البيت من الشعر كان رمزياً لا تفهمه إلاّ بطلتنا ويغمض عن الباقين؟؟.. ولكننا نجد البطلة تستجيب للهاتف في صراحة وترد عليه وفي ردها على هذه الصورة ما ينفي الخوف نفياً قاطعاً!!
لم نسأل بعد كيف وضحت حروف المنادي يصرخ من الشرف العالي فوق القبيلة وعهدنا بالصراخ يبدد أكثر الكلمات.
ولم نسأل كيف تم لها أن تبلغه جوابها من بين المنازل، وعهدنا بمثلها لو صرخت من داخل الخباء أو من عرصته خارج الخباء فليس من السهل أن تبلغه كلماتها ولو ببعض الوضوح.
ألا يبدو في القصة ما يجرح سياقها ويدل على تهافتها؟؟ أم يتعين علينا ألاّ نتعمق في تدقيقها.. فحسبها أنها قصة لا أكثر!!
الواقع أنها قصة!! ولكن ما رأي الفاهمين أن أكثر مقدرات تاريخنا أوردتها الكتب قصصاً على مثل هذا الغرار، ثم ما لبث التاريخ أن احتضنها كعنصر من عناصره الأساسية.
ترى إذا أبينا إلاّ أن ندقق جميع ما انتهى إلينا من فصول التاريخ وندرسه دراسة واعية لننفي كل ما يتهافت أو يجرح السياق. فإلى أي حد يمكننا أن نستصفي ما يصح اعتماده من تاريخنا؟؟
- اللَّهم لا أدري!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :429  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج