شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذة ثريا محمد قابل))
أتيتكم اليوم لا أحمل من ماضيّ سوى هذا التكريم الذي ألقاه، لم يبق لي كلمة كي أقولها فقد أوفى الأستاذان بالنيابة عن الشيخ عبد المقصود خوجه الدكتور جميل مغربي وأديبنا الكبير الطبيب الذي ترك الطب من أجل الحرف الدكتور عبد الله مناع، أشعر أن الماضي يتحول أمامي الآن. فتكريمي من الرجل يعني أن الوطن الذي أحببته بالقرب من الرجل هو اليوم الذي يكرمني، إن تكريمه لي يعني تكريماً من وطني، وطن نهض بأولئك الذين دعوا لنهوضه وعانوا من أجل هذا النهوض، يشرفني إن لم أكن وردة في رياض بلادي أن أكون ذرة رمل في صحرائه ومدنه وقراه.
وددت لو أن صاحب هذا المقام صاحب فكرة التكريم كان بيننا اليوم، عرفت الآن أنه في المشفى أتمنى له الصحة والسعادة، ولكن لي سؤال أود أن أسأله قبل أن أرد على الدكتور عبد الله مناع، أستاذنا عبد المقصود خوجه أستاذنا الذي عانى في الإعلام ما عانى، من يكرّمه؟، إنه يكرّمنا جميعاً، فمن يكرّم هذا الرجل، هل تكرّمه الدولة؟، لأنه قام مقامها في تكريم المبدعين والمفكرين والرواد؟ أم نكرمه نحن نجتمع لإقامة تكريم لرجل يستحق التكريم. أعود إلى الدكتور عبد الله مناع، يا سيدي شرفت بلقائك عندما زرتني، ويومها لحسن حديثك معي اضطررت أن أقبل شيئاً كنت أرفضه أنت تعلمه وأنا.
الدكتور مناع: يمكن أن يقال ولكن ليس الآن.
الأستاذة ثريا قابل: أنا خفت من العواد وخفت من عبد العزيز الربيع الذي لم تذكروه، هذان الرجلان جعلاني في الميزان فشعرت أنني كحصان امرىء القيس:
مكرٍّ مفرٍّ مقبلٍ مدبرٍ معاً
كجلمود صخرٍ حطّه السيل من علِ
فاتجهت إلى النساء في بلدي وهذا كان همي الحقيقي، لم يعجبني أن تظل الفتاة في المنزل مهملة ما بين المطبخ وبين الرواشين، وبين رجل ما بين المقاعد والدهاليز، كان همي رجلاً وامرأة فحاولت وبالرجال من أمثال الأستاذ السباعي أولاً في "قريش" وثانياً حسن قزاز في "البلاد" رحمهما الله، وقبلهم الذي دفعني إلى هذا الأديب الشاعر محمد سعيد باعشن، ذلك أنهم كانوا خلفي مع الأستاذ محمد حسين أصفهاني، والعم الوالد عبد الله بن زقر، رجال في حياتي من هذا الوطن كانت لهم نظرتي نفسها أو أنهم تبنوا طموحي ودفعوني لأن أكتب وأكتب وأدعو وأدعو وأطالب وأطالب، أنا قضيت حياتي كلها مطالبة، أين المدرسة، أين الجامعة، أين صوت المرأة في الإذاعة، أين الوظيفة، اليوم وهذا الجمع حولي أشعر أني تقلدت وساماً هو أعلى وسام في بلادي فأنا لم أعد أتلفت حولي أين أضع حفيدتي أو ابنتي، في أي مدرسة أو في أي جامعة أو في أي مجال وظيفي، مازلت أتمنى أن تسعى الدولة الآن لإعادة تقييم الأماكن التي تشغلها النساء، هذه أمنية لم تتحقق بعد لأننا لم ندخل كل الوزارات، لي أمل أن تأخذ هذه المرأة التي تعلمت وعملت وتقاعدت ما زلنا نحتاج إلى مجالات أخرى تفتح من أجل النساء، أما ما أخذته أنا الآن، فلا أدري ماذا أقول، لا أستطيع أن أقدم شكري لأنه قليل، ولا امتناني لأنه لا يجزي في هذا التكريم، ولكم مني كل التقدير والحب للوطن ولكم وفي أشخاصكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :603  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.