شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(125)
(أخي الكريم وصديقي الحميم سيادة الشيخ عبد المقصود خوجه، أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة، أودُّ في البدء أن أقدِّم عبارات الشكر جزيلاً وخالصاً وصادقاً لصاحب هذا النادي الثقافي الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه، وأودُّ كذلك أن أهنئه بالعود الميمون إلى أرض الوطن وقد شُفي داعياً له وداعين جميعاً له بتمام الصحة وكمال العافية، ثم أود أن أنقل إلى الصديق السيد عبد المقصود خوجه عبارات التقدير والتنويه التي فاه بها في حقه جلالة الملك سيدي محمد السادس ـ نصره الله ـ إذ عرف أني سأحضر إلى هذه الندوة وأذِن لي بالمشاركة فيها على الرغم من كثرة المشاغل والالتزامات، أودُّ في نهاية هذه المقدمة أن أشكر جميع الأخوة الذين تفضلوا فأعربوا عن نبيل العواطف نحو شخصي المتواضع، ولعلَّهم بالغوا في الإطراء بما يجعلني أستصعب الرد أو الإجابة عن هذا الشكر أو عن هذا الإطراء. مما استمعت إليه جاءتني أفكار كثيرة لأصوغ حولها الكلمة، وهي أفكار كثيرة لو أسعفتها ولو أسعفني القول فيها لاحتاج مني ذلك إلى وقت طويل، ولكني سأقصر هذه الكلمة على بعض النقاط لعلَّها تَلمُّ شتات ما تودون أن تخرجوا به من هذه الأمسية، ربما أول ما وقع لفتُ النظر إليه هو هذه الاهتمامات المتشعبة أو الموسوعية التي شغلتني محاضرة وتأليفاً وغير ذلك، الحقيقة أن هذه نقطة لا يمكن أو أوضحها إلا بإثارة بعض المسائل وبعض الجزئيات.
ـ إلى أن قال معاليه:
وأنا أقترح على صديقي الشيخ عبد المقصود خوجه أن نعقد توأمة بين نادي الندوة الاثنينية والنادي الجراري في الرباط بين جدة والرباط، ونحن إن شاء الله سنسير على هذا الهدي، وهذه العملية إذا تمت وستتم بإذن الله وفي القريب، ستكون لبنة تضاف إلى اللبنات التي نؤسسها الآن لتقوية الروابط الثقافية بين أخوتنا في المملكة العربية السعودية وأخوتكم في المغرب، وأكبر دليل على ذلك هو أنه في هذه السنة ولعلَّكم علمتم بذلك قد أسس مركز في الرباط، مركز للدراسات الأندلسية وحوار الحضارات، هذا مركز أنشئ بتعاون وتنسيق بين نخبة من الدارسين والباحثين من المملكة العربية السعودية ومن المغرب، ويرأس مجلس هذا المركز الأستاذ العلاَّمة الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، وأسندت إلى شخصي المتواضع الأمانة العامة لهذا المركز، الذي أردناه أن يكون مفتاحاً للاطلاع على جوانب من هويتنا ومن ثقافتنا ومن تراثنا، وكذلك لربط الصلات مع الآخرين الذين نحن مطالبون اليوم بأن نفتح معهم الاتصال واللقاء والحوار لترسيخ المفاهيم الصحيحة عن ديننا وعن تاريخنا وعن ثقافتنا، ولهذا جعلنا هذا المركز يدور حول الأندلس، باعتبار الأندلس رمزاً تلخّص كل همومنا وكل اهتماماتنا العربية والإسلامية، وباعتبار حوار الحضارات يفرض نفسه اليوم ونحن أمة الحوار وديننا يدعو إلى الحوار، والقرآن أكبر مدرسة لتعليم الحوار، فما أحوجنا إلى أن نقوِّي إذاً هذه المناسبات لمزيد من التواصل ومزيد من التعارف ومزيد من اكتساب القدرات لمواجهة التحديات الكبرى التي تتحدانا والتي نحن جميعاً مطالبون بأن نستعد لرفعها ولتجاوزها.
أشكر لكم مرة أخرى ولن أملَّ من الشكر ومن الإعراب عن التنويه لهذه الندوة ولهذه الاثنينية، وأجدد الدعاء لصديقي الكريم الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه أن يمتعه الله بالصحة الكاملة والعافية التامة في جسده وفي فكره وثقافته ونفسيته، وفي هذه الندوة التي نريدها أن تستمر وأن تكون إشعاعاً ليس فقط بالنسبة للملكة العربية السعودية أو لبلدان المشرق، بل كذلك لأمتنا العربية الإسلامية، وأعتذر إن كنت أطلت أو أثرت ما لم يكن ينبغي أن أثيره, لكن العذر مقبول إن شاء الله).
معالي الأستاذ الدكتور/عباس عبد الله الجراري
6/2/1422هـ ـ 30/4/2001م
مفكر إسلامي، شغل منصب أستاذ التعليم العالي
كرسي الأدب المغربي
* * *
تعليق الشيخ/عبد المقصود خوجه: سيدي الكريم كم استمتعنا بحديثكم القيِّم ونقاط الضوء التي ألقيتموها على كثير من الجوانب الهامة التي فتحت لنا آفاقاً يجب أن نتدارسها، والأبواب مفتوحة دائماً وقبلها قلوبنا، وإن شاء الله هذه نقطة بَدْءٍ كما أسلفت في كلمتي لتحاورنا بين المشرق والمغرب بدأتموها وهي خير بداية، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تستمر لتقوِّي الأواصر فوق ما هي قوية عليه، وأن يعينكم الله سبحانه وتعالى أيضاً على مشواركم في الكفاح، أقول الكفاح لأن العلم والمعرفة والسير في طريقهما هو طريق كفاح، بدأتموه ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يشد أزركم للمسيرة لتكملوها مع إخوانكم في المغرب، ونحن لكم إزراً دائماً وأبداً، فالأيدي ممدودة والصدور مفتوحة.
وأما عن تآخينا بين (الاثنينية) والنادي العريق (الجراري)، فقد أشرت إلى ذلك في كلمتي ويسعدني هذا الشرف الكبير، وأهلاً وسهلاً ومرحباً، وإن شاء الله نُفعِّل هذا القول بالعمل ولي معكم جلسة إن شاء الله لتفعيل ذلك عملاً. وأكرر الشكر باسمي واسم الأخوة الحضور لمعاليكم وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمدَّكم بالصحة والعافية، وأنوِّه بهذه المناسبة بشكري الجزيل لكل من تفضَّل بالثناء علي فقد ألبستموني ثوباً فضفاضاً لا أستحقه، فاللَّهم اجعلني في عين نفسي صغيراً وفي أعين الناس كبيراً، واللَّهم أنت أعلم بنفسي مني وأنا أعلم بنفسي منهم، فاغفر لي ما لا يعلمون واجعلني برحمتك خيراً مما يظنون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :370  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 125 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.