(أقف كثيراً وبإعجاب ودعاء لانعقاد مثل هذه الندوة بالشكل الجاد المتوالي، لماذا؛ لأن هذه الندوة ظاهرة حضارية إسلامية منذ القديم؛ فكم سمعنا عن ندوة ابن العميد في الرَّي، وندوة الصاحب بن عباد في أصفهان، وندوة آل نيكال في نيسابور، وكانت هذه المنطقة عربية اللسان إسلامية العقيدة ـ مئة في المئة ـ وكم سمعنا بندوة عبيد الله العضد بن سعدان وزير صمصام الدولة ابن بويه، الذي حاضر فيها عالم الأدباء وأديب العلماء أبو حيان التوحيدي، وندوة سيف الدولة في حلب، وندوة الرجل الفاضل العظيم كافور الأخشيدي في الفسطاط، أقول العظيم لأنه كان عظيماً.. بغض النظر عما وجِّه إليه من قدح أو هجاء؛ ثم اختفت هذه الندوات وبدأت تظهر من جديد وآية ظهورها هذه الندوة، غير أنها كانت تقام آنذاك عند الرؤساء والأمراء، وأما الذين يقيمونها هذه الأيام فهم إخواننا من أبناء الشعب).