شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شمعة مضيئة
افهموها يا شباب الإسلام (1) !!
بقلم: حسين عاتق الغريبي
ـ جاء الإسلام بكل ما يسعد البشرية.. وبالحكمة والموعظة الحسنة انتشر الحق والعدل والخير بين الناس. دعا الخلق إلى المحبة والسلام.. ووجَّه الإنسان إلى العمل الصالح وعمارة الأرض.. ولم يأمر قط بتدميرها.. هذب النفوس وسما بها عن الهمجية إلى مدارج الرقي والوعي الكامل بحقيقة الحياة.
لذا: كل ما نراه أو نسمع به من انحراف في السلوك، أو انجراف نحو الشر، إنما هو نتيجة جهل البعض بحقيقة الإسلام وما تأمر به الشريعة الإسلامية.. والانقياد إلى مهاوي الضلال الذي لا تجني منه الأمة سوى الهلاك والتدمير.
ـ وتزداد المشكلة تعقيداً حين تتضارب الآراء وتتعدد الأحكام حول مسائل دينية يفتي بها كل من هب ودبَّ، وكأن الدنيا خلت من العلماء أصحاب الحق في إصدار الأحكام الشرعية.. والحمد لله لا تزال بلادنا الحبيبة عامرة بالعلماء الأجلاَّء الذين لا يألون جهداً في سبيل الإرشاد والتوجيه والتحذير من مخاطر البعد عن تعاليم الدين المستمدة من كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله صلوات الله وسلامه عليه.
ـ وعندما ترتفع المناداة بضرورة تجديد الخطاب الديني، فإن العقل الواعي لا بد أن يستوعب المواقف والأحداث والدلالات كافة التي تؤكد على وضوح الدعوة الإسلامية وكمالها، وسلامتها من أي اتهام باطل يشكك بمبادئها القويمة.. أو يسند إليها ما ليس فيها.
ـ وما أجمل ما تحدَّث به الشيخ محمد رشيد قباني ـ مفتي الجمهورية اللبنانية ـ في أمسية تكريم اثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه له في 1/2/1425هـ قال فضيلته:
ـ ((لا بد من تجديد الخطاب الإسلامي، ألا نذكر جميعاً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم.. فينبغي على المسلم سواء كان من أهل الفكر أم من العلماء أو كان مواطناً عادياً مسلماً واعياً أن يتمتع بالحكمة التي تمكّنه من التخاطب مع الناس بحسب درجات تفكيرهم وفهمهم السريع أو البطيء.. فكيف إذا كانت هناك وسائل للمعرفة جديدة كثيرة خاصة في السنوات العشر أو العشرين الأخيرة..
ويواصل فضيلته الحديث قائلاً:
((تجديد الخطاب الديني مطلوب لأنه حتى الفهم أصبح أرقى وأصبح أعظم))..
لنستمع إلى ما قاله فيلسوف ألمانيا ((كوتيه)) بعد أن أطَّلع على الإسلام ـ قال: (أية شريعة لم تتمكن من أن تعلو فوق شرع محمد فهي ناقصة، وإن التشريع في الغرب ناقص على الرغم من تقدُّمه، ناقص بالنسبة للتعاليم الإسلامية، وإننا أهل أوروبا.. بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد).
ـ ويتساءل فضيلته: أين شبابنا ورجال التعليم فينا ومراكز التفكير في مجتمعاتنا لتتحدث بمثل ما تحدث به ((كوتيه))؟! أين حتى المسلمون منهم؟.. طبعاً هم مسلمون هم مؤمنون، ولكن ليسوا على درجة عالية من المعرفة، إلا القليل منهم، والقليل موجود وفيه خير كثير في أمتنا وفي بلادنا العربية والإسلامية، أنا لا أنكر هذا إطلاقاً، وإنما أتكلم عن مستوى التفكير..
ـ ثم يذكر مقالة أخرى لعلاَّمة من النمسا اسمه ((شيريل)) ذكرها في بحث له قدَّمه في مؤتمر للحقوقيين عُقد في فرنسا عام 1937م يقول فيها: (إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، ذلك أنه برغم أميَّته استطاع قبل بضعة عشر قرناً أن يأتي بتشريع ((نحن نقول إنه منزل من عند الله)) أن يأتي بتشريع سوف نكون أسعد ما نكون لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي عام) ـ يعني عام 1937م.. يتمنون أن يصلوا إلى قمة الإسلام، ولكن الإسلام ليس بين أيدي شبابنا، حتى هؤلاء الذين يتكلمون عن الإسلام إما بوعي أو غير وعي أو تغرير، لا يعرفون الإسلام في هذا المستوى وفي هذه المعرفة والدراسات الحقوقية التي تبين الأحكام إطلاقاً، وإنما ربما تحمسوا في قراءاتهم لمعانيه فخرجوا يريدون أن يطبِّقوا الإسلام.
ـ ثم يشير فضيلته إلى ناحية هامة أصبحت هاجس الأمة الإسلامية، وتشكّل تحدِّياً خطيراً لأمنها واستقرارها.. يقول:
((أعداء الإسلام يتمنون أن يخرج أبناء المسلمين على حكامهم. أعداء الإسلام يتمنون أن يخرج هؤلاء الشباب على أوطانهم، وأن يثيروا فيها المشاكل، وأن يُخلّوا بأمنها وبسلامتها.. إذاً علينا نحن المسؤولين سواء كنا ساسة أو علماء، أو رجال فكر وتوجيه أن نسارع إلى أبنائنا وأن نبين حكم الإسلام وشريعة الإسلام وعظمة الإسلام والشريعة التي نطبِّقها في حياتنا..)).
ـ ويحذِّر فضيلته شباب الإسلام من التعصب للآراء والمذاهب: (ينبغي ألا يصل شبابنا إلى تكفير بعضهم بعضاً، هذا الأمر ينهى عنه الإسلام وهو سبيل الفتنة بين المسلمين.. وعلى الآباء والأمهات أن يتثقفوا ويتعرفوا على الإسلام.. هنا في المملكة العربية السعودية ـ والحمد لله ـ المعرفة الإسلامية واسعة.. في أنظمة التعليم، وفي أجهزة الإعلام، والإسلام هو في حياة المسلم في كل مكان.. في الطريق.. في الشارع.. في البيت.. في جهاز التلفزيون.. في كل الأمور، ولكن هناك بلاداً للعرب والمسلمين بعضهم ـ لا أقول الكثير ـ لا يعرفون شيئاً عن الإسلام!!).
ـ وبعد: شريعتنا الإسلامية واضحة..فافهموها يا شباب الإسلام!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :404  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 162 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.