شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ليلة جاسرية في جدة وأصبوحة في الرياض (1) !..
بقلم: حمد بن عبد الله القاضي
ـ بعض الرحلات تسعد بها، وبعضها تضيق بها.
ومن الرحلات المسعدة: رحلة في الأسبوع قبل الماضي أورق قلبي لها اخضراراً لسمو هدفها، وقيمة وغلاء من كانت الرحلة من أجله، تلك الرحلة كانت إلى جدة للحضور والمشاركة في ندوة أقامتها (اثنينية الوجيه عبد المقصود خوجه) للحديث عن الشيخ العلامة حمد الجاسر ـ رحمه الله ـ وعن أعماله وعطاءاته لوطنه، وتاريخ وطنه، وقد تمت الندوة وسط حضور عدد كبير من أدباء وكتّاب ورجال الشطر المقدس في هذا الوطن ـ حماه الله ـ وقد سعدت بهذه الرحلة بمصاحبة بعض أحبة من (حزب الوفاء للجاسر) وهم الأديب سعد البواردي، د. إبراهيم العواجي، د. عايض الردادي، وابن الراحل العزيز معن الجاسر، أ. سهم الدعجاني، وكاتب هذه السطور.
ـ لقد كانت ليلة وفائية (جاسرية) جميلة في تلك المدينة التي (هواها بين شاطئيها غريق)، كما وصفها شاعرها.. لقد كان الحديث عن الشيخ الجاسر وأعماله على مدى ثلاث ساعات ممتعة، تحدَّث فيها كثير من أحبة (الجاسر) إحياء لذكره، وتذكيراً بجهوده، وتعريفاً للأجيال الجديدة بعطاءات الرّواد، وكانت هذه (الاثنينية) أول اثنينية تقيمها ندوة الوجيه (خوجه) عن أحد الرواد الراحلين، ولعلّ هذه السنة أو (البدعة الحسنة) كما سماها صاحب الاثنينية تستمر تقديراً لعطاءات الرواد الراحلين، كما دعا وأيّد ذلك الكاتب الكبير أ. عبد الله عمر خياط.
ولا أدري ـ بالمناسبة ـ لماذا لا يسجل التلفزيون السعودي مثل هذه المناسبات الثقافية.. فهي مادة مطلوبة وجاهزة، وكم يتطلع الكثيرون إلى مشاهدتها في مختلف مناطق المملكة، وكم يتطلع إلى مشاهدتها ـ على وجه الخصوص ـ السيدات اللواتي لا يستطعن الحضور إلى مثل هذه المناسبات بحكم ظروفنا الاجتماعية.
وأختم الحديث عن ليلة جدة الجاسرية.. بما ختمت به حديثي في تلك الليلة عن الشيخ حمد الجاسر ألا وهو بيت للشاعر (المتنبي) كان معالي الوزير (غازي القصيبي) قد استغرب أن يكون للمتنبي عندما استشهدت به ذات مرة، ولكن ثبت ـ شعراً ـ أنه له:
مضى الليل والشوق الذي لك لا يمضي
ونجواك أحلى في العيون من الغمض
ـ ولعلّ من الجميل والمبهج تواصل عبق الشيخ حمد الجاسر بالرياض بعد جدة عندما التقينا (أعضاء اللجنة التنفيذية لمؤسسة حمد الجاسر الثقافية) مع سمو الأمير سلمان محب الجاسر، وأحد أهم قرائه والرئيس الفخري للمؤسسة، لقد ذهبنا إليه مع رئيس مجلس أمناء مؤسسة شيخنا حمد الجاسر، معالي د. عبد العزيز الخويطر، وكانت (ساعة) جميلة طوَّف بها سموه، وطوَّفنا معه في فضاءات التاريخ، والأدب، وعطاءات الشيخ الجاسر، وكم يأنس المرء بمثل هذه اللحظات الجميلة التي تأخذنا من هموم هذه الحياة إلى حوارات مضيئة بالمعرفة، والبحث، والشعر، والكلمة المتألقة.
ورحم الله شيخنا حمد الجاسر الذي أسأل الله كما جمعنا على محبته في الدنيا أن يجمعنا وكل الغالين علينا به في جنة المأوى.
كيف يبقى الإنسان..!
ـ مهما نال المرء في دنياه من وسائل السعادة من غنى وجاه وراحة وصحة فسرعان ما يزول كل ذلك بانتهاء عمره ـ طال أم قصر ـ ولن يبقى له من كل ما تمتع به مدة حياته سوى الذكر بعد وفاته..
وأعقل الناس من استطاع أن يضيف إلى عمره القصير في الدنيا عمراً آخر أطول منه كما قال المتنبي:
ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته
ما فاته وفضول العيش أشغال
ورجال الفكر حتى ذوو الآثار النافعة تطول أعمارهم بقدر ما لأفكارهم من أثر في حياة المجتمع وبقدر ذلك الأثر يخلدون).
((حمد الجاسر))
 
طباعة

تعليق

 القراءات :388  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 159 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل