شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحركة الأدبية.. مرة أخرى (1)
بقلم: عبد الله إبراهيم رجب
الكاتب، والأديب، وكذلك الصِّحَفي، منهم من يفرط في الثقة بنفسه ويحسب أن له قراء يتابعون أعماله الكتابية، ويجرون وراءه من صحيفة إلى أخرى، والثقة في النفس مطلوبة، والأمل في القرّاء جميل ومتوقع ولو في بعض الحالات.
وأنا أتوقع في القرّاء ما يتوقعه غيري تماماً، وأحسب أن فيهم من قرأ لي (حديث عن الحركة الأدبية منذ مراحلها الأولى) الذي نشرته الندوة ـ بتاريخ 4/7/1407هـ. وكان يدور حول كتاب: أدب الحجاز، الذي أصدره الشيخ محمد سرور الصبان يرحمه الله قبل أكثر من ستين سنة خلت.
ولهؤلاء القرّاء أن يعجبوا كما يحلو لهم، ويسألوا أنفسهم لماذا كتبت عن ذلك الكتاب؟ في الوقت الذي كتب فيه غيري عنه ـ أيضاً ـ وكان ذلك منا اتفاق صدفة، ففي مجلة (المنهل) نشر بحث قيّم: نحو الكتاب السعودي، للدكتور علي جواد الطاهر بدأه بقوله: ((وهاأنذا في سنة 1940 أقع لأول مرة على خبر لأدب الحجاز الحديث إذ تهيأ لي مصادفة اقتناء كتاب ((أدب الحجاز)) أو صفحة فكرية من أدب الناشئة الحجازية شعراً ونثراً)).
ويقول: ((لا بد من أني قرأت كتاب ((أدب الحجاز)) أو قرأت فيه على الأقل كما هو طبيعي جداً ولكني لا أذكر أي انطباع معيّن من آثاره فيَّ.. وكأن الأمر طبيعي جداً أن يكون في الحجاز شعر ونثر وشعراء وكتّاب كما هو طبيعي في العراق وفي مصر وكل قطر عربي.. أما فيما عدا ذاك فلا تعني أعلام الكتاب شيئاً.. فمن عبد الوهاب آشي؟.. ومن محمد حسن عواد؟.. ومن..؟.. فأسئلة لم ترد على البال ولم تلفت النظر كلمة ((الناشئة)) الواردة على غلاف الكتاب. وأولى ـ بعد ذلك ـ أن يغيب عن الذهن سؤال أو أسئلة عن الذين أخل بذكرهم الكتاب.. ولماذا أخل؟.. ولم يمر بالبال أن يكون هؤلاء ((الناشئة)) من ذُكر ومن لم يذكر يكونون طليعة الأدب الحديث والجيل الجديد ويكونون ـ بعد ذلك ـ الرواد والرعيل الأول)).
وفي مجلة (الفيصل) نشر ملف خاص يتضمن ((لمحات من الأدب العربي السعودي المعاصر)) بقلم: د. منصور إبراهيم الحازمي يشير فيه إلى ((أن العهد الهاشمي يعتبر بداية التخمر الفكري والتكون الأدبي لمجموعة من شداة الأدب في تلك الفترة. فهم ـ وإن لم يشاركوا مشاركة ملموسة في تحرير جريدة ((القبلة)) ـ لصغر سنهم وضآلة تجاربهم أمام أساتذتهم من الأدباء العرب من أمثال محب الدين الخطيب وفؤاد الخطيب ـ فإنهم ظلوا وراء الستار يتداولون شؤون الوطن وقضايا الأدب، إلى أن ظهروا فجأة ـ وبقدر غير قليل من النضج ـ في مطلع العهد السعودي في الحجاز سنة 1343هـ/1924م وقد ضمهم الكتيب الذي أصدره الشيخ محمد سرور الصبان سنة 1344هـ، (حوالى سنة 1926م) بعنوان: (أدب الحجاز ـ أو صفحة فكرية من أدب الناشئة الحجازية شعراً ونثراً)، وهو أول مطبوع نقرأ فيه نماذج للأدب الحديث في بلادنا. وللصبان الفضل في تعريفنا بهؤلاء الشباب الذين نسمع بأسمائهم لأول مرة.. وفي مقدمة الصبان للكتاب إشارات مهمة تلقي بعض الأضواء على هؤلاء الأدباء المجهولين الذين كانوا عصاميين في تعليمهم، وطنيين في أفكارهم ومشاعرهم، يملأ قلوبهم الحزن على ما أصاب البلاد من تأخر وضعف خلال العصور الماضية.
يقول الشيخ الصبان في مستهل مقدمته: ((أقدم بين يدي القارئ الكريم صفحة فكرية وجيزة من شعر الشبيبة الحجازية ونثرها لهذا العهد، ولأول مرة في التاريخ الأدبي لهذه البلاد، بعد فترة طويلة وقرون كثيرة قضى بها سوء الطالع لهذه الأمة.. ولهذا الوطن، أن يكون علم الأدب فيها غريباً و(الأديب) مبتذلاً)).
ومن حديث الدكتورين الطاهر، والحازمي عن هذا الكتاب ندرك أهميته في تحديد معالم الحركة الأدبية، وتسجيل محاولات وبدايات هؤلاء النفر الذين يطلق عليهم جيل (الرواد) وجيل (التجربة).
والمحاولات الأولى على قوتها وضعفها سواء في الشعر أم في النثر تنطلق من روح وطنية، وحسّ إسلامي، والتزام بالعادات والقيم الأصيلة التي تربى عليها ذلك الرعيل.
وبعد: فقد نشرت مجلة (المنهل) بحث الدكتور الطاهر في عددها رقم 452 الصادر في شهر رجب الجاري، ونشرت مجلة (الفيصل) الملف الخاص في العدد 121 والصادر في هذا الشهر رجب، واتفاق الصدفة أن ثلاثتنا نشر عن كتاب: ((أدب الحجاز)) في وقت واحد، وهذا ما دعاني للحديث عن (الحركة الأدبية مرة أخرى).
سلطان الفضاء:
ـ اللقاء بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز (أول رائد للفضاء عربي مسلم، كان أمنية وتحققت من خلال الحفل التكريمي الذي أقامه الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، واستمع الأمير سلطان بن سلمان إلى كلمة المحتفي، وكلمات الأساتذة: محمد حسين زيدان، عزيز ضياء، عبد الله الحصين، والدكتور عبد الحليم رضوي، كما استمعوا إلى تحية الشعر.
والحق إن الكل أجاد القول وأعطى الأمير حقه من حيث أولويته في ارتياد الفضاء، وخدمة البحث العلمي الذي استهدفته رحلة ديسكفري جي ـ 51) والتي تمت بنجاح كبير والحمد لله.
وطلب من سلطان بن سلمان أن يتكلم فقال: (كما كانت الرحلة مفاجئة لي، فإن طلب هذه الكلمة مفاجأة لي أيضاً، لأنني أتكلم إلى أهل البيان، وأساتيذ الكلام).
واستهل سلطان كلمته بأنه ليس الإنسان السعودي الوحيد الذي كان في تلك الرحلة، بل إن معه فريق متكامل (من الرجال والنساء) عمل بعلمه وخبرته في الإعداد والمتابعة لمراحل الرحلة، وهذا الفريق يقوم إلى الآن بإجراء الدراسات الكشفية على النتائج العلمية، مؤكداً أن اشتراك (المملكة العربية السعودية) في علوم الفضاء مفيد لها في حاضرها ومستقبلها، وهذا يتطلب من الشباب مضاعفة جهودهم، والانصراف إلى العلم والبحث حتى يتمكنوا غداً من العمل في خدمة الوطن العزيز.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :415  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.