شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا آسري
يا آسري أَحْكِمْ عليَّ وِثاقي
سأَضيعُ لو بادَرْتَ في إطلاقي
خُلِقَتْ لبحرِكَ يا جميلُ سفينتي
فاعْصِفْ بها .. لا خوفَ من إغراقي
وَخُلِقْتَ قنديلاً يَرشُّ بضوئِهِ
ليلاً عَصِيَّ الفجر في أَعماقي
لا تخْشَ من ريحٍ عليَّ وموجةٍ
فالخوفُ كلُّ الخوفِ من أشواقي
شَفَعَ الجنونُ لخافقي أَنْ لا يرى
إِلاّكَ منقوشاً على أحداقي
إنْ قَدْ تَهَيَّمني هواكَ وَصَدَّني
عن بردِ مائدةٍ ودفءِ عناقِ
فلأَنَّ لي طبعَ النخيلِ تَشَبُثاً
ولأنَّ صَوْنَ العهدِ من أخلاقي
ولأننا ليلانِ يَذْبَحُنا معاً
عَطَشٌ لفجرٍ ضاحكِ الآفاقِ
ولأننا نجفو ونعرفُ أننا
لا بُدَّ مُلْتَقِيانِ بعدَ فراقِ
ولأننا مُتَماثلانِ غَرابَةً
مُتَباينانِ كما حروف طِباقِ
تَقْتاتُ زُقّوماً وأنتَ بيادرُ
حُبلى بأَصْنافٍ من الأرزاقِ
وأفرُّ من نبعٍ لأَحْسوَ أَدْمُعاً
مُزِجَتْ بِقَيْحِ السهدِ والإخْفاقِ
ولأننا في الحالتينِ خُرافَةٌ
تُدعى بقاموسِ العذابِ: ((عراقي))
خَطفوكَ مني ضحكةً وخَطَفْتُها
شَجَناً أُنادِمُ كأسَهُ وأُساقي
وَتَمَنَّعَتْ مُقَلي عليَّ فلم تَجُدْ
إلاّ بطيفِ سخينِكَ المِهراقِ
عَتَبي عليَّ ـ ولا عليكَ مَلامَةٌ ـ
كيفَ ارتضيتُ النأْيَ بعد تلاقي؟
أَدْريهِ جَلاّداً يُذِلُّ رجولتي
ويُشيصُ بستاني وَيُوْهِنُ ساقي (1)
أدْريهِ لا يُبْقي ببستانِ الهوى
من ظِلِّ أفنانٍ ومن أَعْذاقِ
يا آسِري والعشق في غَلوائِهِ
ضَعْفٌ يُلينُ تَجَلُّدَ العشّاقِ
يا آسري والمرءُ في غاياتِهِ
إبريقُ سَمٍّ أو نفيسُ حُقاقِ (2)
يا آسري والخائنون بلادَهم
موتى وإنْ نبضوا لُمىً وَتَراقي (3)
يا آسري والدّاءُ أَوّلُ أمرِهِ
وَهَنٌ وآخِرُهُ تَمامُ فُواقِ (4)
ولربما فَزِعَتْ لهمسِ ربَابَةٍ
نفسٌ وقد طَرِبَتْ لصرخةِ غاقِ (5)
يا آسري والمستحيلُ كِنايَةٌ
للطهرِ يُغْويهِ مجونُ مساقِ (6)
يا آسري والعاشقون جميعُهم
مُتَابهونَ بميسمِ الإرهاقِ
يتقاتلونَ مع الصروفِ رماحُهُم
أوجاعُ أضلاعٍ وَسُهْدُ مآقي
ولربما اتَخذوا سخينَ دموعِهِم
لجراحِهِمْ ضرباً من التِرياقِ (7)
يا آسري والمُثْكلون بأَرْضِهِم
كالمُثكلاتِ بـ ((زينبِ)) و ((بُراقِ)) (8)
يا آسِري وذوو القَرابةِ في الهوى
أَهْلٌ برغمِ تَعَدُّدِ الأعراقِ
فإذا نَصَبْتُ وراء سورِكَ خيمتي
فَلَرغْبَتي في العشقِ دونَ نِفاقِ
لم يُنْسِني عَهْدَ المودَّةِ والهوى
ما كنتُ قد لاقَيْتُ أو سأُلاقي
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :577  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.