شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(27) (1)
انشغلت في هذا اليوم ـ جماعتنا اليومية ـ البشكة.. بحادثة بسيطة في ذاتها.. لكنها.. كموضوع.. جرت إلى نظريات شخصية.. وإلى اقتراحات وآراء عديدة.. فقد أصيب رئيس البشكة.. بداحوس.. في أصبع يده اليمنى.. وللتاريخ والأمانة فيه.. فقد كان الإبهام بالذات هو الأصبع المصابة.. بهذا الداحوس اللئيم..
والداحوس.. لعلم من لم يعلم ـ يطلق بلدياً على ورم ـ بسيط أو حومة.. لم تسمح رأسها بظهور الفتحة فيها.. أي أنها لم تتنسم بتعبيرنا.
ومجاراة لحالة الألم في إبهام كبير البشكة.. وجلوسه صامتاً على خلاف عادته.. ولتعطيل يد الصن كلها لا أصبعها.. فقد توالت الوصفات الشعبية السريعة والبطيئة للعلاج وللشفاء بإذن الله.. فقال قائل.. يعالج الداحوس دائماً بإدخاله في بصلة صغيرة مشوية.. وظهر بالمناقشة أن عيب هذه الوصفة البصلية.. إن البصلة تطبخ الورم.. وتحيل موضعه إلى دمل.. أو خراج.. فاستبعد ذلك حالاً.. وقال قائل.. الأولى أن يوضع على الداحوس نفسه الاكتيول ـ وهو المرهم الأسود ـ ولكن تبين أن ذلك ملطف بسيط لا جدوى منه شأنه شأن البنسلين أو الترومايسين.
وهكذا استمرت الوصفات تتوالى.. فنشأت عن ذلك مجادلات عقلية مركزة تقول خلاصتها ـ هل من الأفضل لنا ونحن في عصر بلغ فيه الأمر بالطب الجراحي أن أصبح كتاباً مفتوحاً مقروء الصفحات وسطورها في سهولة لكل طبيب مختص أن نبادر بمراجعه الدكتور فيما هان أو جل من مرض؟ أم أن من المناسب الاستمرار على أسلوبنا المعتاد في القيام بتجارب تطبيق الوصفات البلدية ـ كعادتنا ـ حتى إذا ما استفحل الأمر عمد المصاب مضطراً لمراجعة الطبيب المختص؟
وكانت النتيجة في نهاية السهرة ـ من غير صن ـ مراعاة لحالة كبير البشكة أن حررت محضراً ينص بالتزام أفرادها بضرورة مراجعة الدكتور المختص فور حدوث أية إصابة مهما كان نوعها.. درءاً للمضاعفات.. ولعدم تعطيل أي فرد عن أداء واجبه الليلي على الأخص.. عن مزاولة هوايته.. وهواية الجميع..
وقد اضطررنا للتاريخ الداحوسي.. وللمناسبة.. تسجيل هذه المناسبة في التالي على لسان المصاب نفسه:ـ
قل لداحوس.. اتانا
فجأة.. دون علامه!
لاففا.. فوق صباعي
وعلى العقلا.. عمامه
لا تكن ضيفاً ثقيلاً
تكره البشكا.. مقامه!
انسيب الصن.. يعني
أم ترى نلعب.. دامه؟
أنت لم تحفظ معانا
أي حرمة.. أو كرامه!
فتفضل غير مطرو
د.. ودرج بالسلامة!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :778  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 66 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.