شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(26) (1)
كنت أدير في رأسي هذا اليوم.. فكرة انعدام النقد الأدبي لدينا انعداماً تاماً في مستواه المدرسي يقوم على القدرة على الفحص.. والتمييز.. وتتبع أوجه النقص في الأثر الأدبي.. وتخطيط المنهج والأنموذج.. وعدم وجود الناقد الأدبي الذي مارس الحياة الأدبية ذاتها بكل جوانبها.. عملاً أدبياً منه.. وتذوقاً له.. وكشفاً لجوانب الحس والصحة.. وإدراكاً لمواطن الضعف والتفاهة والمفارقة.. لا يدرك كل ذلك إلا متمرس بصير.
وللبحث في أسباب هذا القحط النقدي لدينا في مجالي الكتابة والشعر بالذات مجال أوسع من دورتي الرأسية في يومي لا تتفرع لتبويب الموضوع.. والإسهاب فيه.. فإنها لتشبه.. حمار الشيطان.. في قفزاتها وراء ما تقرأ من نتف نقدية يريد بعض أصحابها أن يتسلقوا على أكتاف بعض أصحابنا.. تماماً كبعض الأعشاب التي نطلق عليها.. العليق.. ولم يكن لهم في الأصل نتاج أدبي يعرب عن ذواتهم الأدبية.. في قليل.. أو كثير.. وذلك شرط أساسي في رأيي.. لوجود الناقد المضارع للعقاد ولشكري وللمازني كجسور أولى في حياة النقد لمطلع الحياة الأدبية بمصر.. فإن لكل من هؤلاء كيانه الأدبي الممثل في نتاجه الذاتي نثراً.. أو شعراً..
ولعل النقد ذاته في تقنين النظرة البسيطة له.. يساوي إدراكاً ولمحاً فطريين لما يجب أن يقال كأحسن ما يقال.. ولما يعاب كشيء واضح يصدم الحس والوعي.. ولقد يتوافر ذلك حتى لبعض الناس العاديين.
وفي حدود هذه الإيماءة العابرة.. فقد شاءت المصادفة الطيبة أن أقرأ في ذات اليوم.. هذه الطرفة البسيطة المتواضعة رغم مدلولها الموضوعي الضخم عن موضوع النقد الأدبي من زاوية توفرت لها النكتة الساخرة.. والإدراك الواعي رغم فطريته الساذجة وتقول: ـ
بينما كان كثير عزة الشاعر المشهور ماراً في الطريق يوماً.. إذا هو بعجوز عمياء على قارعة الطريق تمشي.. فقال لها.. تنحي عن الدرب.. فقالت له.. ويحك! ومن تكون.. قال: أنا كثير عزة.. قالت: سامحك الله.. وهل مثلك يتنحى له الطريق؟ قال: ولم؟ قالت ألست القائل: ـ
وما روضة بالحسن طيبة الثرى
يمج الندى جثجاثها.. وعرارها
باطيب من اردان عزة.. موهنا
إذا وقدت بالمجمر اللدن.. نارها
ويحك يا هذا.. لو تبخر بالمجمر اللدن مثلي.. ومثل أمك لطاب ريحها!! لم لا قلت مثل سيدك امرىء القيس: ـ
وكنت إذا ما جئت بالليل طارقاً
وجدت بها طيباً.. وإن لم تطيَّب
فقطعته.. ولم يرد جواباً!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :591  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج