شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إِنَّ جدَّة.. في حَياتي.. هي كُلُّ حيَاتي..
لقَدْ ولدتُ.. ونشأتُ وتربيّتُ بينَ بُيوتها..
أزِقَّتِها.. برَحاتِها ـ وَشوارِعِها ـ وحَاراتِهَا.. فما ذَنبي؟!
.. إنِّي أحبَبْتها ـ كوجودْ ـ وألِفتها كموجُودْ..
فَهَلْ يمكنُ أنْ أنكرَ المقدُورَ من حظِّي؟.
أو أنْ أتنكَّر.. لِلمقسومِ من عمْري؟!
إنَّ جدَّة في حياتي.. هِي كُلُّ حياتي.. فيها ذكرياتُ الصِّبا
والشَّبابَ.. الصِّبا اللاَّعبِ اللاَّهي..
والشَّباب.. الضَّاحِكِ الحاكِي..
الذِّكرياتُ الَّتي كُلَّما ضاقَتْ حلقاتُ الحياةِ لجأتُ إليها..
أجِدُ فيها فرجةً.. وشريطاً متَّصِل الحلقاتِ..
أتَنَسَّم بها.. ومنْ مشاهدتِهِ.. هواءً طلقاً نَقيَّا..
تهمسُ خفقاتُهُ في أذني:
أنت لا تَزالُ هنا في جدَّه..
الذكرياتُ التي كلَّما قابلتُ.. أو كلّما افتقدتُ صَديقاً عزيزاً
عاشَها معي فيها.. ثُمَّ ودَّعني.. أو ودَّعها.
لَقَدْ مَزَجْتُ الحاضِرَ مِنْها بالماضي..
مُستقبلاً.. بهما المُستقبل..
ثُمَّ.. هل أنا بها رقم بالتابعيَّة.. تساوى بها الأوَّل بالآخر؟؟
قالت لي آثارنا المشتركة بها: أنتَ لا تزال تَنْعَمْ بِما تُحبّْ..
.. لقد مزجْتُ الحاضِرَ فيها بالماضي منها.. مُستقبِلاً بهما المستقبل..
أتذكر.. أتبسَّمُ.. أغطْرِفُ لكلِّ جَديد..
هكذا عشت.. وأعيشُ جِدَّة.. جِدَّة أنا بها وَمِنْها وَفيها..
جزءٌ لا يتجزّأُ.. أليفَيْنِ لا ينفصلانِ.. أو يَفْتَرِقان..
قال لي مرّةً أحدُ الأبناء من شباب وجيل اليوم..
ماذا يهمُّك من بلدة اختلط فيها الحابل بالنابل؟؟
ثُمَّ.. من أنْتَ فيها؟؟ مجرَّد رقمٍ بالتابعيَّةِ تساوى بها الأوّل بالآخر؟؟
فقلت له من كُلِّ قلبي:
إنَّها بلدي .....
بلدي التي فيها دَرَجْتُ.. وبها أعيشُ.. بماضيَّ.. بحاضري
بكُلِّ وجودي.. أتفهَمْ؟؟ إنَّها الحبيبةُ.. حبيبتي الأولى
.. والأخيرة.. لقد قُلْتُ لها يوماً بالفُصْحى.. وما زِلْتُ أقولْ:
جِدَّةُ.. أُمَّ الرَّخَا وَالشِّدَّةْ..
لَكِ يَا جِدَّةُ الْحَبِيبَةُ فِي القَلْبِ..
مَكانٌ مُحَبَّبٌ.. مألُوفُ..
طَارَ فيهِ صَدَى الجَدِيدَيْنِ.. بِالأَمْسِ..
وَمَا زَالَتِ الْحَيَاةُ.. تَطُوفُ..
كَمَا قُلْتُ لَهَا.. بِالبَلَدِي.. يَوْماً.. وَأَيضاً لاَ زِلْتُ أقُولُ:
أَنَا ابْنُ جِدَّةَ أَيَّا كَانَ مَوْقِفُهَا
مِنَ الْحَيَاةِ.. وَأَيَّا صَارَ مَعْنَاهَا..
لاَ.. لَنْ أُفَرِّطَ يَوماً في مَحَبَّتِهَا
لَنْ يَخْرُجَ الضِّفْرُ مِنْ لَحْمٍ بِهِ تَاهَا..
أَظُنُّ هَذَا يُكَفِّي.. كَيْ أَقْولَ لَكُمْ:
بَايْ.. بَايَ.. فَاقْرُو.. وَعِيشُوا اليومَ دُنْيَاهَا..
وَبَعْدُ.. كَما تَقُولُ لُغَةُ الْمَنَابِرِ .. أَوْ جُمْلَةُ الرَّسَائِل:
هَذَا أَنَا.. وَهَذِهِ جِدَّتِي: جِدَّه.. أُمَّ الرّخَا والشِّده..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :744  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 93 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج