الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > ولو!

ولو! ..

على طريقة وديع الصافي غلطنا مرة .. وحبينا ..

غلطنا مرة وسافرنا إلى لبنان الشهر الماضي .. وما أن استقر بنا المقام حتى توالى الرقع على الأصداغ ليرا .. قفا ليرا .. وتكرم .. وكرمالك! ..

وقد سبق لجنابنا أن زرنا لبنان من حوالي عشر سنوات ونظمنا فيه قصيدة بالفصحى مطلعها "لبنان يا بلد الهوى وهوى الفؤاد" وكانت البلد رخا .. والمطرة نازلة ـ فطبعنا ثلاثة دواوين شعرية أما في هذه المرة فقد لقيناها نار ..

فقلنا هناك لواحد جرسون صاحبنا .. تحب تسمع شعر .. في لبنان .. قال .. ولو! ..

إلى لبنان شديت الرحالا

وقلت لعقل بالي .. يالا .. لالا

وكنت لبست بدلا يا حبيبي

وطبقت الصمادة .. والعقالا

وفي البوينج ظنوني .. خواجا

من الأقريق .. أعمل في البقالا

ومن صهد الشموس وحر جدا

قد اسمر المصخم واستحالا

وقال البعض هندي قد نمته

بلاد تركب الفيل انتقالا

وما علموا بأني من بلاد

بها الأفيال قد صارت جمالا

وأني كنت مأموراً ولكن

طلبت تقاعداً حالاً .. وبالا

فأصبحت المحال على معاشي

هزيل .. لا يوديني كوالا ⁽¹⁾

ولما طارت الطياره دغري

وودعت الجماعة والعيالا

أتتني الهوستس الأولى يمينا

وجات الهوستس الثانيا شمالا

ومن هرج إلى هرج تبدى

بأنهما .. ومن لبنان .. قالا

فدرناها معا شو؟ شو؟ وها اللا

وعم نحكي .. فياعمو .. تعالى!.

وفي وسط الطريق سألت نفسي

إلام نعيش في الدنيا عوالا ⁽²⁾

أريد أشوف جنسي في العلالى

ولاداً .. أو بناتاً .. أو رجالا ..

وفي بيروت شغل الللى ⁽³⁾ دارت

على راصي مشاكله .. ثقالا

فتاكسيهم بلا عداد يمشي

كتاكسينا .. ولكنو .. تغالى

وعشنا بين تكرم يا خواجا

وكرمالك .. حياة لن تقالا

اصخ .. نعم اصخ .. وكل قرد

إذا ما قيل صخ أجاب لا .. لا..

ولكني المبحبح في حياتي

وقرشي عاش للراجي .. منالا

أفنط طول ليلي أو نهاري

من الليرات أوراقاً طوالا

فمن ليرا قفا ليرا تراني

زهقت العمر واشتقت الخبالا

إذا حطيت إيدك فوق شيء

فقد فرغت كل الجيب حالا

كأنك في نيويورك يهودى

يلقط من كناستها الزبالا

أو أنك وسط باريس برنس

يقول لكيسها ..وى .. وى .. قوالا ⁽⁴⁾

ومن غلبي نسيت أزور زحلا

وأرشف من منابعها الزلالا

وقاطعت التكاسي في مقامي

وعشت بها على السرفيس عالا ⁽⁵⁾

فيا ولد الحلال ويا ابن رضوى

ويا ورع الهدى وأخا سوالا ⁽⁶⁾

ويا نجل الخريق بنى وعلا

بيوتاً حلوة حتى استقالا

"سقى الله الحجاز وساكنيه" ⁽⁷⁾

من القهوا .. مع التمرا .. دلالا

بلاش القرش ندفعه حراماً

وخل القرش ينفعنا .. حلالا

لنا في الطائف المأنوس حقا

مصيف فاق في الدنيا الخيالا

على رأس الشفا في الفرع أنسٌ

تنوع في كرا الغالي جمالا

وحسبك أننا هوني ⁽⁸⁾ نسوي

من القرشين يا خيا .. ريالا..

فإن عصعصت فاركب بعد بكرا

إلى لبنان وانطرني .. تعالى

تعالى لكن تراني بعد دور ..

على النشفى رقعت لك النعالا

وبعت الشنطة السوداء عصراً

وقطعت الدبارة والحبالا

وفي ورق الجرائد وسط ليل

درقت حوائجى ثوباً .. وشالا

وبت بفوطتي ملطاً أهاتى

والعن سفرة .. جلبت وبالا

وحاسبت الأوتيل وقلت حسبي

لدى "لبنان" طنبرة الحبالى

وقلت اروح للروشا ⁽⁹⁾ .. وأرمي

بها نفسي حراما .. أو حلالا ..

[1]	كوالا: المقصود بها كما هو معلوم كوالا لامبور .. والمعنى أن مقدار راتب التقاعد لا يوازي قيمة التذكرة من جده .. إليها.
[2]	عوالا: أي عالة على سواه بالفصحى.
[3]	شغل الللى: يعني اللى ما تعرف فيه راصك من رجلك.
[4]	الكيس: البنت اللي تستلم الفلوس؛ وى .. وى: أي نعم .. نعم..؛ قوالا: هذا هو الحساب فخذيه!..
[5]	السرفيس: المركبة العمومية لمن هب ودب.
[6]	رضوى، والهدى، وسوالا، والخريق أسماء أعلام شهيرة في بلادنا ما بين جبل ومنازل ـ وحواري.
[7]	شطر بيت قديم حفظناه صغاراً عن ظهر قلب.
[8]	هوني .. بالبيروتي .. يعني هنا وانطرني في البيت الثاني يعني .. انتظرني بالجداوي.
[9]	الروشا .. صخرة الانتحار في رأس بيروت رحمنا الله وإياكم من الكفر والتفكير فيه.