فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتب "مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية 1426هـ" > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد قنديل > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد قنديل - الجزء الأول - الشعر > الزهراء - ملحمة إسلامية > الكيان > الشرارة.. والجزيرة..
الشَّرَارَةُ (1) .. وَالجَزِيرَة.. فَتَجّلَّتْ.. والصُّبْحَ.. لَمْ يُزْهِهَا الصُّبْحُ.. فَمَا زَالَ لِلَّيالِي سُرَاهَا (2) فَمَعَ الْهَجْمَةِ الْعَظِيمَةِ في الشَّهْرِ عَظِيماً.. أَعْزَّهَا.. أَغْلاَهَا في الْتِهَابِ الْهَجِيرِ.. في العَاشِرِ أَجََتْ رَمْضَاؤهُ بِصَلاَهَا (3) بَيْنَ صَوْمٍ مُبَارَكٍ.. وَصِيَام عَنْ هَوَانِ النُّفُوسِ طَالَ انْطِوَاهَا كَانَتِ الْهَجْمَةُ.. اسْتَقَامَتْ عُبُوراً وَاجْتِياحاً في مَدِّهَا.. وَمدَاهَا قَدْ هَفَتْ صَوْبَهَا الْجَزِيرَةُ رُوحاً وَقُلُوباً.. وَمَسْمَعاً.. وَشِفَاهَا كُلُّهَا قَدْ تأجَّجَتْ.. كَشُوَاظٍ مِنْ لَظى.. لاَ تَحُسُّه قَدَماهَا (4) كَالأَعَاصِيرِ.. كَالسُّيُولِ تَعَدَّتْ وَتَخَطَّتْ.. في دَفْعِهَا.. مَجْرَاهَا إنَّهَا صَرْخَةُ الْمَلاَيِينِ.. قَدْ طَالَ بِهَا الصَّمْتُ.. فَاسْتَحَرَّ نِدَاهَا هَلَّلَتْ.. كَبَّرَتْ.. يَرِنُّ بِهَا الصَّوْتُ رَهِيباً مُحَبَّباً في سَمَاها هُرعَتْ كُلُّهَا.. يَقُودُ.. وَيَحْدُو رُوحُ إسْلاَمِهَا الْخُطَى مِنْ خُطَاها وأُصُولٌ تَشَابَكَتْ في فُرُوعٍ وَدِماءٌ تَمَازَجَتْ بِدِماهَا قَدْ تَلاَقَتْ فِيهَا الْجَزِيرَة دَوَّى بَيْنَ أَعْرَاقِهَا صَدَى آبَاهَا فَاشْرَأَبَّتْ.. تَمُدُّ مِنْهَا رِقاباً عَالِيَاتٍ.. نَصَّتْ عَلَيْها الجبِاهَا تَتَسَاوَى في كَوْنِهَا الْوَاسِعِ الصَّدْرِ.. خُدورٌ تَعيشُ وَسْطَ فَلاهَا وَقُصُورٌ تَزْهُو.. وَسُمَّارُ لَيْلٍ وَكُهُولٌ قَد اسْتَعَادَتْ صِبَاهَا وَشَبَابٌ.. وَصِبْيَةٌ مَلَّتِ اللِّعْبَ.. وَعَافَتْ أشْياءَها.. وَدُمَاهَا إنَّهَا هَجْمَةُ الشَّرَارَةِ نَارَتْ فَأَنارَتْ قَنَاتَهَا بِلَظَاهَا (5) وَتَنَادَتْ بِهَا الْعُرُوبَةُ تَشْدُو خَيْرَ أَلْحَانِهَا.. وَرَجْعَ صَدَاها تَتتالى أَنْغَامُهَا.. تَتَعَالَى بَيْنَ جَولاَنِهَا.. وفي سِينَاهَا حَثْحَثَتْهَا لِمَجْدِهَا.. لِعُلاَهَا رُوحُ ((بَدْرٍ)) بِنُورِهَا.. بِفِدَاهَا (6) وَدَعَتْهَا لِلْثَأْرِ مَا زَالَ حَيًّا مِنْ حُزَيْرَانِهَا الَّذي أخْزَاهَا فَجَلَتْهَا الْفَيْحَاءُ رُوحاً تَسَامَى في ذُراهُ إلَى مَرَاقي ذُرَاهَا حِينَ دَوَّتْ أَرْجَاؤُهَا حَيْثُ رَوَّتْ بِدِمَاءِ الأَعْدَاءِ قَلْبَ ثَرَاهَا بِالصَّنَادِيدِ.. لَمْ يَزَالُوا عَلَى الْعَهْدِ.. رُجُوماً.. مَا أَخْطَأَتْ مَرْمَاهَا (7) * * *   [1] الشرارة: الاسم الذي أطلق على عملية العبور ـ والبداية للمعركة التي أطلق عليها الاسم الكلي العام لها ـ وهو ((بدر))تيمناً بمعركة بدر الكبرى في رمضان. [2] فتجلت: أي دعوة التضامن ـ ولكنها لم تزه ـ لأن دور دعوة التضامن الإسلامي المؤثر والكبير لما يأت بعد. حيث لا تزال لليالي سراها.. [3] الهجير: الهاجرة من نصف النهار ـ شدة الحر.. والعاشر: اليوم العاشر من رمضان وأجت: اضطرمت ـ وتلهبت ـ والرمضاء: الأرض الحامية من شدة حر الشمس وتتضمن اسم الشهر ((رمضان)) فهو من رمض. [4] في البيت وما تلاه من أبيات: تصوير لصدى المعركة الرمضانية المباركة بالجزيرة وانفعال أهلها بها ـ وتسابقهم إلى واجباتهم نحوها ـ بكل طاقاتها ـ نزولاً على حكم الروح الإسلامية ـ والدم العربيّ ـ وأصولها العرقية، الخ. ـ ودُماها: الدُّمى ج. دمية.. الصورة المزينة فيها حمرة كالدم ـ وتشمل بمعناها الحديث الشائع لعبات الأطفال بأشكالها المعروفة. [5] هجمة الشرارة: والشرارة الاسم السري لساعة الصفر ـ وقناتها: قناة السويس. [6] حثحث: حرك.. وحض ـ وكان الاقتداء بمعركة بدر في الاسم العام للمعركة ظاهراً في الروح المقاتلة.. وفيما اشتملت عليه من فداء نادر وعظيم ـ وهي الدافعة للثأر من ((حزيران)) الذي كان خزياً وعاراً للأمة العربية كلها مهما كانت أسباب الهزيمة الفظيعة فيه. والفيحاء: اسم دمشق.. [7] الصنديد: السيد الشجاع.. ورجوم ج. رجم: وهو ما يظهر في السماء كأنه نجوم تتساقط ـ وفي ذلك ضمنياً إشارة للصواريخ وما فعلته بطائرات العدو.
طباعة تعليق  القراءات :841  التعليقات :0
صفحة 33 من 207

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج