الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > > المحمدان.. والدعوة

الْمُحَمَّدَان.. وَالدَّعْوَة ⁽¹⁾

.. وآنْجَلَى الصُّبْحُ فِي النَهَايَةِ يَعْلُو فَوْقَ آفَاقِهِ إلَى مُنْتَهَاهَا

فِي الأَعَالِي مِنْ قَلْبِ نَجْدٍ مُطِيفاً

بِسَرَاةِ الْحِجَازِ.. فِي مُعْتَلاَهَا

يَتَهَادى عَلَى الْجَزِيرَةِ.. رَهْواً

بَيْنَ أَرْهَائِهَا.. وَفَوْقَ سَمَاها ⁽²⁾

بالأَقَاصِي مِنْ سَاحِهَا.. أيْنَمَا كَانَ.. تَقَصَّى دَارَاتِهَا وَفَلاَهَا

بِابْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ يَخْطُو.. وَئِيداً

فَبَعِيداً بَيْنَ الْفَيَافِي طَوَاهَا

جَاهِداً.. مُجْهَداً.. رَفِيقَ مَبَادٍ

قَدْ جَفَاهَا ضَلاَلَةً مَنْ جَفَاهَا ⁽³⁾

مُسْتَعِيناً.. بَعْدَ الْمَطَافِ طَوِيلاً

بِسَمِيٍّ.. أَعْطَى الْعُلاَ أَسْماهَا

وَسْطَ ((دِرْعِيَّةٍ)) أَطَلَّتْ كَمَا النَّجْمِ سَنَاء لِلطَالِبِينَ سَنَاهَا

بِالْمُشِيدِ الصَّرْحَ.. الْمُقِيمِ عَلَى الدَّرْبِ صُرُوحاً للأَكْرَمِينَ جِبَاهَا

لِلْغَوَالِي.. لِلصِّيدِ آلِ سُعُودٍ

مَنْ أَقَامُوا لِلصَّالِحَاتِ بِنَاها

لَمْ يُطِلْيوا.. بِالصَّبْرِ حِيناً.. وَبِالْقَسْرِ مُلِحًّا.. لِلْمُنْجَزَاتِ مَدَاهَا

فَتَلاَقَى الْمُحَمَّدانِ عَلَى الدَّعْوَةِ

إِلاّ.. وَذِمَّةً رَاعَيَاهَا ⁽⁴⁾

* * *

وَمَضَى الشَّيْخُ فِي الصَّبَاحِ مُثِيراً

وَمُشِيراً لِلتِّيهِ.. طَالَ.. تَنَاهَى

صَامِداً في عَزِيمَةٍ مَا نَضَاهَا

وَبِنَفْسٍ صَبُورَةٍ مَا رَهَاهَا

صَائِحاً يَزْجُرُ الضَّلالَةَ وَالشِّرْك..

رُجُوعاً للَّهِ جَلَّ إلها

نَائِباً لِلْكِتَابِ فَصَّلَهُ الْحَقُّ تَعَالَى

حَقَائِقاً.. لِنَرَاهَا ⁽⁵⁾

وَإِلَى السُّنَّةَ الْكَرِيمَةِ تَسْمُو

بِنَبِيِّ الإِسْلاَمِ.. فَهْماً وَعَاهَا

كَلِمَاتُ التَّوْحِيدِ فِي شَفَتَيْهِ

طَلَقَاتٌ قَدْ أَخْرَسَتْ أَفْوَاهَا

* * *

[1]	المحمدان: هما: محمد بن سعود.. من آل مقرن.. العنزي ـ رأس الأسرة السعودية المالكة.. وقد احتضن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومبادئها السلفية من مركز رئاسته.. ومكان ولادته ـ في الدرعية ـ والشيخ الإمام محمد بن عبد الوهَّاب بن سليمان ـ وقد سماه أبوه محمداً تيمناً باسم النبي صلى الله عليه وسلم ـ وكان قد لجأ بعد إخراجه من العيينة إلى المؤسس محمد بن سعود في الدرعية ـ وتعاهدا وتعاقدا وتبايعا على نصرة الدعوة التي أمضيا أكثر من عشرين عاماً في نشر مبادئها السلفية ـ وفي ترسيخها في الجزيرة ـ وسط طوائف شتى من البدع والضلالات والخرافات والشرك بالله تحت الشعار الإسلامي الخالد ((لا إله إلا الله)).. هذا وكتب السير والتاريخ غنية بالتفاصيل عن كل منهما. وعن جوهر الدعوة ذاتها.
[2]	الرهو: السير السهل ـ والأرهاء: الجوانب ـ والأرجاء.. وتقصى: ـ بلغ الغاية في البحث عن الشيء ـ وفلاها: ج فلاة: وهي الصحراء الواسعة والفيافي: ج الفيفَاة.. والفيفي: المفازة لا ماء فيها ـ (والمفازة الفلاة لا ماء فيها وهي مأخوذة من فَوزَ أي مات لأن المفازة مظنة للموت لخلوها من الماء).
[3]	الجاهد: السهران والمجهد: البالغ الجهد ـ والمتعب محملاً نفسه فوق الطاقة والسمِيّ: المسمى باسم الآخر.. وقد رأينا استعمالها هنا رغم عدم نص الفصحى عليها لكونها أدق أداء ـ ونقصد بسميّ الإمام المؤسس فكلاهما اسمه ((محمد)).
[4]	الألُّ: العهد.. والذمة: الضمان والعهد ـ ورهاها: من رها: رفق يقال ((لم يره على نفسه)) أي لم يرفق بها.
[5]	نائباً من ناب: إلى الله أي لزم طاعته ـ ورجع إلى كتابه.. وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ـ والتوحد مختصراً: اعتقاد وحدانية الله تعالى ـ ووحد الله توحيداً: أي قال:لا إله إلا الله ـ.