شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا صَدِيقي
نظمت هذه القصيدة في عام 1355 هجرية، أما اليوم فإن الحقيقة والإنصاف والواقع تقتضينا الإشارة إلى ما وصل إليه الحجاز من مكانته الحاضرة المرموقة، سيان في ذلك النهضة التعليمية أو الاجتماعية، أو العمرانية والاقتصادية وسواها في عهد الملك عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية.
يا صديقي وُقيتَ همي لقد ذبت نحولاً وشاع في الجسم دائي
وبرغم الكتمان والجلد القاسي جلياً أمسى لديك عيائي
أنت لا شك عارف ما بقلبي
من أسى الوجد أو لظى البرحاء
كم تذرعت بالطلاقة والبشر
لأخفي كوامن الإعياء
وارتضيت الهدوء آناً لئلا
يعلم الناس لوعة في الخفاء
والتمست الأعذار كثراً إذا ما
سألوني عن علة الإغضاء
كم ترقبت مأملاً فض لو صح همومي وزاد في إرضائي
وترجيت دورة الدهر تأتي
بعد موت الآمال بالتأساء
والتزمت الصبر العسير وإن كان مصيراً بالطبع للجبناء
وبنفسي عزيمة تتسامى
أن تراني فريسة الإزراء
وبدهري في جوه تتراءى
سحُب من صروفه العسراء
فأنا اليوم بين نفسي ودهري
في عراك يجني على أعضائي!
يا صديقي كم رحت اطلب برءاً
في أمور عديدة سمحاء
فتطلبت في المجلات والكتب نديماً أحلى من الندماء
وتوسمت في الغناء وفي كامل
لهوي صفواً جميل الرواء
وتدلهت في الغرام زماناً
غير خافٍ عليك فيه ادعائي
وتسمعت في المجالس اسمى
ملح القول من فم الظرفاء
واعتزلت الأخدان حيناً وفي العزلة صقل للذهن والحوباء
وتذكرت ماضياً ملؤه الحظ تماماً من لذة ورضاء
وتناسيته وإن كان ما في
حاضري قطرة من الدأماء
وتعللت بالقضاء وعلّقت
عليه حلو المنى بالرجاء
وتركت القضاء يجري بما شاء
كما شاء مبدعُ الأشياء
وقَطوباً قابلت وجه حياتي
وبسوماً واجهته برياء
فرأيت الحياة في البُرد الضافي
سواء أو في طمير الرداء
كل هذا فعلته ولعمري
لست أدري للآن أين دوائي؟
يا صديقي وما دواعي همومي
ونحولي وشقوتي وبلائي
غير فقدي لراحة النفس دوماً
واكتئابي لحالة التعساء
ووجودي في موكن جُلّ ما فيه قبيح، مشبّع بالوباء
فاندفاع الأقوام في الخلة السوءى وترك الفضيلة الحسناء
وتلهي الشبان والشيب بالتافه شأناً يعود بالشحناء
وانقسام الأفكار والجهد سيان لدى المترفين والدهماء
وتفشي الأثْرات والبغض والوحدة، حتى في الجنس والأزياء
وكساد الآداب والعلم فينا
ورواج الخرافة الخرقاء
وتردّي السواد في حمأة
الجهل زرياً في سيرة الجهلاء
واحتقار الأحرار من نخبة
القوم وإعلاء منزل الأغبياء
وبقاء الحجاز اقدس قطر
في عداد الأموات لا الأحياء
كل هذي عوامل تجعل البرء
محالاً من قسوة الأدواء!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :612  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 132 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج