شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بَين الكمنجَة والعُود
يا حاضن العود هل حركت عودك أم
حركت منا قلوباً بين أضلعنا؟
أم بين أوتاره سر وأفئدة
لنا، فتلك تناجيها بمسمعنا ؟
أم كل عاطفة تهتز من وتر
فالروح أجمعها رقت كمدمعنا؟
ناشدتك اللَّه ألا زدتنا فلكم
أجدت لكن لعمري في تولعنا
زدنا فآلتك الخرساء إن نطقت
بقدرة الفن تأسو من مواجعنا
وخلّ عودك يشرع في الهوى نغماً
كيف اشتهى قلبه الباكي بأدمعنا
فإن شرعته في الحب نغمته
في القلب مشرعه استسقى بمشرعنا
ودع كمنجة من أمست كمنجته
تئن حيناً وتخشى من تصدّعنا
تردّ أناتها رِسلاً مصعدة
آهاتنا وتغالي في تخشعنا
وقل لحاملها رفقاً بها فلقد
قسا عليها ليرضي كل مطمعنا
فإن شكونا الهوى افتنّت مصورة
إحساسنا المتلظي في تلوعنا
وإن بكينا الجوى استبكت جوارحها فأبكت العين شكرَى من مدامعنا
كأنها في يد العزّاف لاعبة
بها يداه، يدٌ حسّ بمسمعنا
فقل لصاحبها إن بات يوجعها
بما استفز بنا أحلى مواجعنا
رحماك يا ربها إن التي نأمت
الاهة النور قد حلت بمجمعنا
متى لمستَ حشاها راح يؤلمها
وردد النوح حباً في تشفعنا
حتى تكاد من التحنان همستها
بالآه تجذبنا طوعاً لمصرعنا
بين الكمنجة والعود انقضى طرباً
ليل من الإنس خلو من ترفعنا
ورب صوت سبانا لحن صاحبه
صداه باقٍ لذيذاً في مسامعنا
يروي الصدى وينقّي النفس جوهرَها
مما تعانيه هماً من توجعنا
فالقلب يظمأ والأنغام أبدعها
ري حرى وتراءى في بدائعنا
والنفس تصدأ والألحان صيقلها
وكل فن رقيق من روائعنا
هي الحياة بما فيها وقد حفلت
بمرتعٍ خصِب، طوبى لمرتعنا!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :672  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 124 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.