شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حَنِين
كان الشاعر صيف عام 1358 هجرية في مصر وأرق ذات ليلة نازعه فيها الحنين إلى الوطن.
أرقت وكم في الليل مثلي وهاجني
إليكِ هوىً تحيا به روح شاعر
وزلزل إحساسي وأشعل فكرتي
من الشوق ممتد الحنين مسامري
بلادي بلادي لا عدمتك موطناً
حبيباً إلى قلبي ونفسي وخاطري
ولا عاش من ألهاه عنك احتقابه
منى العيش مزهو المنى بالصغائر
ولا اليائس العاني إذا هزه الجوى
فأبلس ميئوس الخطى والمشاعر
ولا الوالغ القاصي بقلبك باسطاً
إلى الناس قلب المستهام المداور
ولا الشانئ اللاحي بنيك وبينهم
أقام على صفو الهوى والسرائر
ولا الراغد الهاني بعيشك منكراً
هواك وُجوداً أو حقوقاً لذاكر
ذكرتك والذكرى من الحب روحه
ومن خلجات النفس وحي الضمائر
وذكرك في الأحياء همسة واجد
وترديد إيماء وقولة عابر
ذكرتك والذكرى حياة لوامق
غريب شجي القلب بالليل ثائر
ذكرتك في مصر العظيمة بالذي
به مصر قد فاقت جميع الحواضر
بأعظم ما فيها وارشق ما حوت
وافتن ما يصبي فؤاد المغامر
بأهرامها العليا تطاول في الذرى
ذرى الدهر زخّاراً بهول المخاطر
بآدابها فتانة بفنونها
محببة في كل نادٍ وسامر
بأعلامها السامين في العلم والتقى
وبين فنون الفن من كل قادر
بأبنائها، بالسالبات قلوبنا
بكل ضروب السحر من كل ساحر
بايامها، بالليل فيها محركاً
هوى كل فنان الصبابة شاعر
بكل رقيق الحسن فيها منوعاً
يفيض به الروح الطليق البوادر
ذكرتك والدنيا تموج بأهلها
حياة وإحساساً دقيق البصائر
وحولي شكول تنضح الحسن فتنة
لكل ذكي القلب بالحس زاخر
وفي القلب حس تعرفين اتقاده
بروح شجيّ بالهوى الحر عامر
وفي مصر ما يُنسي ولكن ذاكراً
حماك المفدى لا يُرى غير ذاكر
إليك بلادي فكرة وعقيدة
سمت بهما فوق الطلاب مشاعري
إليك، إلى الثغر المطل على الدنى
من البحر منداح السوى للمعابر
إلى الشاطئ المزهو فيه بمن به
أصيلاً، إلى الأهلين في كل سامر
إلى مكةٍ في قدسها وجلالها
وعزتها الكبرى على كل كابر
إلى البيت محفوف الرحاب بطائف
وضيء المحيا أو مصلٍّ وشاكر
إلى المنحنى أجباله ووهاده
ورواده ما بين ثاوٍ وسائر
إلى طيبة في عزها وعلوها
وخضرائها الخضراء مجلى النواظر
إلى المسجد المحبوب فيها محبباً
إلى كل موهوب الهداية زائر
إلى السهل من حراتها وعقيقها
وبين مجاليها الحسان النواضر
إلى الطائف التيّاه تبسم غبطة
بأفنانها فيه ثغور الأزاهر
إلى وجه آكامه ورماله
فنعمان في آماده فالمشاعر
إلى سهلك الهاني بظل جباله
إلى غورك الداوي بصوت الكواسر
إليك، إلى أهلي وأهلك كلهم
سواء بقلبي كل بادٍ وحاضر
تحية معمود وتحنان وامق
وتسليم مشتاق وذكرة ذاكر
إلى أن تئوب النفس فيك ملولة
بما اهتاج منها الآن وجدَ المسافر!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :644  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 112 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج