فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > سلسلة الاثنينية > الجزء الرابع والعشرون (سلسلة الاثنينية) > حفل تكريم سعادة الأستاذ الدكتور حسان بن يحيى رفه (اثنينية - 309) > الحوار مع المحتفى به
((الحوار مع المحتفى به)) عريف الحفل: نبدأ فتح باب الحوار والسؤال الأول من الأستاذ سعد سليمان: أرجو أن توضحوا لنا الفرق بين عمليتي القلب المفتوح والقلب المقفول؟ الدكتور حسان رفه: عملية القلب المقفول تعني إجراء الجراحة على القلب النابض من دون إيقاف القلب عن الحركة وذلك إما من خلال فتح الصدر الأيسر أو الصدر الأيمن وإجراء جراحة تلطيفية لتحسين حالة المريض بينما القلب ينبض ويقوم بدوره في الدورة الدموية، أما عملية القلب المفتوح فتعني الحاجة إلى فتح القلب وذلك باستعمال مضخة ورئة صناعية تقوم بأكسدة الدم بدلاً من رئة المريض ومضخة صناعية تقوم بضخ الدم إلى الدورة الدموية الكبرى إلى الشريان الأبهر بدلاً عن القلب وبذلك يتمكن الجراح من إيقاف القلب عن الحركة وفتحه وتصحيح أي عيب خلقي به أو استبدال الشرايين. الأستاذة نازك الإمام: شكراً الأخ حسان، بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يطيب لي نيابة عن الأخوات الحاضرات الكريمات أن أرحب بكم في هذه الأمسية الثانية من أمسيات الاثنينية وأن يشاركنا فيها الأستاذ الدكتور حسان بن يحيى رفه، الذي تخطت إبداعاته أسوار الوطن إلى العالم العربي والغربي والذي أصبح أحد أشهر جراحي القلب في العالم، ونشكر معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السابق على تفضله برعاية هذه الأمسية والشكر موصول للجميع. سؤال طبي من الأستاذة فاطمة ميرفت تقول: إنه أجري لوالدتها عملية تغيير صمامات القلب عام 1421هـ ولم يكتب للعملية النجاح وتمت إعادة العملية لها مرة أخرى في لندن عام 1423هـ، وهي الآن تحتاج إلى عملية للمرة الثالثة وتراجع المستشفى العسكري في الرياض، وهي تنوي الزواج هل يجب أن تراجع طبيب القلب قبل ليلة زفافها حتى لا تتعرض لأي عملية نزيف؟ وبماذا تنصحها؟ الدكتور حسان رفه: إذا كانت تعالج حالياً بعد عمليتي الصمام الرئوي والأبهر بأدوية لمنع تجلط الدم والحفاظ بنسبة سيولة معينة لمنع تجلط هذه الصمامات المعدنية أو البشرية أو البقرية فلا بد من عمل فحص سيولة الدم وبعض الفحوص الخاصة بتجلط الدم قبل الزفاف مع متابعة الطبيب للحالة. عريف الحفل: هنالك الكثير من الأسئلة تدور حول: أن الكثيرين يحسون بـ (( نغزة )) في الصدر من جهة اليمين أو اليسار ويودون أن يعرفوا كيف يكون القلب مريضاً ومتى يجب أن يذهب فوراً لمقابلة الطبيب؟ الدكتور حسان رفه: هنالك أمراض مختلفة، أمراض شرايين القلب يعاني القلب من الذبحة الصدرية وآلام في الصدر مع الخناق عند القيام ببعض المجهود، بينما هنالك أمراض ربما يعاني المريض من ضيق وصعوبة في التنفس عند أداء الحركة، وهنالك بعض الأمراض الخلقية وهناك أمراض مختلفة مصاحبة لها منها ضيق التنفس أو الخفقان وغيرها بحسب الحالة، بالنسبة إلى الأشخاص الذين يصابون بما يسمى بـ ((نغزة)) في القلب، فقد تكون هذه الحركة بريئة عند الأطفال وصغار السن، وفي النساء توجد نسبة أعلى من وجود ارتخاء في الصمام، ويتم التأكد من ذلك بالكشف، أما إذا كانت النغزة لدى الكبار والمدخنين ومن هم فوق الثلاثين من العمر فيجب عمل فحوص معينة منها جهد القلب، وعمل كشف بالموجات فوق الصوتية للتأكد من عدم وجود ضيق في أحد شرايين القلب التاجية. الأستاذة نازك الإمام : هناك سؤال من الدكتورة نجاة من كلية التربية. هل جراحة القلب كتخصص تعد من التخصصات الصعبة بحيث إننا لم نسمع عن طبيبة سعودية متخصصة في جراحة القلب؟ الدكتور حسان رفه: هو تدريب شاق وطويل ولا بد أولاً من عمل تدريب في الجراحة العامة لمدة خمس سنوات ثم بعد ذلك يتخصص الطبيب في جراحة القلب، كما أن الحياة العملية لجراح القلب شاقة مدى العمر، وهنالك في الغرب بعض الطبيبات جراحات في مجال القلب وفي المملكة العربية السعودية توجد الزميلة الدكتورة هويدة القثامي في مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض والتي تعمل كإستشارية في جراحة القلب للأطفال وجراحة القلب للكبار أيضاً، وهي الآن تنوب عن الزميل الدكتور محمد راشد الفقيه في ذلك المركز بكل كفاءة ونجاح. عريف الحفل: سؤال من فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني يقول: الدخان (( طاعون )) هذا العصر، هل هو السبب في سرطان الرئة والكبد عند الإنسان، نرجو الإفادة لنتعرف على الحكم الشرعي فيه هل هو مكروه أو حرام وجزاكم الله خيراً. الدكتور حسان رفه: لا شك في أن هنالك علاقة وطيدة ومثبتة ومؤكدة علمياً أن التدخين قد يؤدي إلى سرطان الرئة، وبما أن ذلك قد يحدث فإننا نعتبر أن الدخان نوع من الانتحار البطيء، والانتحار مرفوض في الإسلام كما هو معروف ولذلك أعتبر أن التدخين حرام في نظري. الأستاذة نازك الإمام: سؤال من دانيا سعيد من مجلة الاستثمار العربية: ما مدى تقييمكم لجراحي القلب في الوطن العربي وكيف تصنفون المملكة العربية السعودية بالنسبة إلى الوطن العربي والعالم؟ الدكتور حسان رفه: إن جراحي القلب في مصر وتونس والمملكة العربية السعودية حصلوا على تدريب ممتاز إما محلياً وإما في دورات في مراكز أخرى عالمية رائدة في مجال القلب، وفي المملكة العربية السعودية يعتبر الأطباء والتدريب ممتازين. عريف الحفل: الأخ بندر المالكي من ART يقول: هل خطوات إجراء عمليات القلب تختلف من شخص إلى آخر أم أنها خطوات موحدة لا تختلف من شخص إلى آخر، وما هي أصعب العمليات التي قمتم بإجرائها؟ الدكتور حسان رفه: خطوات الجراحة كالطيران هناك قائمة للتأكد منه check list وهناك خطوات لا مفر من إجرائها في كل جراحة، قد يحصل نوع من التأقلم في بعض الخطوات، لكن الخطوات الرئيسية كلها واحدة، في العمليات قد يكون إعادة استبدال صمام أو صمامين تالفين في القلب وأن المريض يكون قد أجرى جراحة في القلب وقد تكون هنالك التصاقات ما بين القلب والأغشية والصدر وهذه الجراحة قد تؤدي إلى نزيف شديد، أما جراحة القلب تقنياً فهي من الجراحات السهلة فقد تتم خياطة الثلاثة أجزاء من القلب المتبرع به إلى القلب الذي تم استئصاله من المريض الذي يعاني من الفشل القلبي. الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت منى مراد من جريدة البلاد ومجلة ((إقرأ)): من المسؤول عن الحب بين الناس العقل أم القلب؟ وإذا كان القلب هل يمكن توضيح الطريقة التي تقوم بها هذه العضلة الصغيرة في الحب والألفة بين الناس؟ الدكتور حسان رفه: طبعاً المسؤول عن الحب هو العقل أو المخ والجهاز العصبي المركزي وهنالك مراكز عصبية مسؤولة عن ذلك، المخ عند رؤية شخص عزيز يرسل إشارات للغدة فوق الكظرية تفرز هرمون الأدرنالين الذي بدوره يزيد في تسرع ضربات القلب فيحس الشخص بالخفقان ويعتقد أن الحب يأتي من القلب ولكن صراحة أن الحب هو من وظائف المخ المتعددة. عريف الحفل: الأخ حسن أبو عمر يقول: سمعنا عن نجاحك وعن إنجازاتك والسؤال هل جمعية أصدقاء القلب تساعد الناس لوجه الله أم تأخذ مقابلاً نظير ذلك؟ الدكتور حسان رفه: الجمعية ومنذ أكثر من عشرين عاماً تساعد مرضى القلب بصورة خيرية وتجري جراحات من دون أخذ أي مبالغ من المرضى، حتى إذا أخذت من البنك مبالغ مالية دون إرجاعها فإن البنك سيفلس، فلا بد من وجود أهل الخير الذين يتبرعون بمبالغ تغطي نفقات إجراء تلك العمليات لمرضى القلب، لذلك عندما يتقدم إلينا أحد المرضى ولا يستطيع تحمل نفقات العملية نكتب لأهل الخير، وعموماً يتفاعلون معنا وكثيرون في المجتمع السعودي الذين تفاعلوا مع هذه الجمعية على مدى عشرين عاماً في ذلك المجال، ويتم بعد ذلك إجراء جراحات القلب لهم بالصورة الخيرية.. الأستاذة نازك الإمام: هنالك عدة أسئلة بالمعنى نفسه تقريباً، سؤال من الأستاذة آمال كلنتن وهي مدير عام مكتب التوظيف تسأل: عن أعراض روماتيزم القلب وما هو السبب؟ وسؤال من سيدة أخرى تقول: إنها مريضة بروماتيزم القلب وضيق في الصمام وما هي علاقة هذا الضيق بانتفاخ القدمين وما علاقته بمرض القلب، وأخت أخرى أيضاً تسأل عن سبب تكون الماء في الرئة، وما مدى خطورة ذلك على المدى البعيد؟ الدكتور حسان رفه: بالنسبة إلى الحمى الروماتيزمية هي عبارة عن ارتفاع في درجة الحرارة مع آلام في المفاصل في الرباط والركبة وغيرها يأتي عموماً بعد أسبوعين أو ثلاثة من حصول التهاب بالبكتيريا السواحية في الأذن الوسطى أو الحلق أو اللوزتين، وهو يؤدي إلى حدوث أو تركيب أجسام مضادة قد تهاجم أنسجة القلب وعضلاته وأنسجته الداخلية وخصوصاً شغاف القلب وتؤدي بالتالي إلى تليف أحد صمامات القلب، وسبحان الله الشريان الأورطي يكون ذلك أكثر في الرجال والصمام التاجي أكثر في النساء، وعموماً يحدث التليف بعد سنوات طويلة إلى أن يستدعي التدخل الطبي أو الجراحي، أما بالنسبة إلى تكون سائل مائي في القفص الصدري بعد العمليات الجراحية فله أسباب كثيرة قد يكون هنالك تجمع عندما نفتح صدر المريض نفتح الغشاء البلوري لإحدى الرئتين وعادة نرغب في أن يتجمع أي سائل بعد الجراحة هناك ونستطيع أن نسحبه بدلاً من أن يضغط على القلب في التجويف الصدري الأمامي، وفي بعض الحالات هنالك نوع من الالتهاب غير الجرثومي، أو قد يكون هنالك عدم انتظام في وظيفة البطين أو الأذين الأيمن، وهو ما يؤدي إلى تجمع بعض السوائل في القفص الصدري، عموماً إما أن تكون مطلوبة من الجراح لتفادي الضغط على القلب أو أنها تكون كالتهاب أو مشاركة من الأغشية المحيطة بالقلب لأن لا شك في أن ذلك شيء غير طبيعي نفتح الأغشية المحيطة بالقلب وغيرها وهنالك مادة تسمى ((الكومبلنت)) يحصل لها تنشيط وقد يؤدي ذلك إلى حدوث تجمع للسوائل.. عريف الحفل: الأخ فيصل ال الوجيه يقول: أنه من المشاع أن من أصيب بجلطة في القلب سواء كانت خفيفة أو ثقيلة يجب عليه إجراء عملية قسطرة قلبية، ما مدى صحة ذلك؟ وهل يكتفى بالعلاج بالأدوية أو أن عملية القسطرة حتمية؟ الدكتور حسان رفه: أعتقد أن أي شخص حدثت له جلطة حادة في القلب بعد عمل الفحوص المبدئية كفحص الدم وعمل الموجات الصوتية، لا بد من عمل قسطرة تشخيصية في القلب للتعرف على الضيق في شريان أو عدة شرايين ونسبة الضيق ومكانه والحاجة إلى عمل توسيع بالوني ووضع دعامات، حتى وإن كان عمر المريض سبعين أو ثمانين عاماً فنحن نوصي بإجراء القساطر التشخيصية، ومن ثم القساطر العلاجية لأن العمر ليس مانعاً لإعطاء المريض فرصة أفضل في الحياة.. الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت الصحفية مها الفهد: على الرغم من حصولك على هذا الكم الهائل بفضل الله من الشهادات التعليمية التي يفخر الوطن بها، ورغم كل الأوسمة التي حزت عليها من جهات عدة فإنك اليوم تكرم تكريمك الأول في بلدك فما تعليقك على ذلك؟ الدكتور حسان رفه: لقد كرمت من قبل المرضى الذين أحبوني وصمموا على إجراء جراحات على يدي وبأيد وطنية ورفضوا حتى السفر إلى خارج المملكة مثل العميد البلبيسي الذي أصر على إجراء العملية لوالدته بينما كان في الديوان الملكي وكان يمكن أن يعالجها في أميركا، وكذلك الأديب الفاضل ـ عزيز ضياء رحمه الله، فالتكريم قد حصل من قبل المرضى الذين أحبوني وأحببتهم، وهذا التكريم اليوم في الاثنينية له وقع خاص في قلبي فهو شيء جميل في مسيرة الاثنينية والتي أنا أعرفها وأحضرها أكثر من عشرين عاماً وأنا أشكر الأستاذ عبد المقصود خوجه ومعالي الدكتور محمد عبده يماني لاستضافتي وترشيحي لهذا التكريم. عريف الحفل: سؤال من الأخ محمد سعيد عبد الواسع يقول: بالنسبة إلى الشريان التاجي إذا كان مسدوداً، هل تجرى له عملية تغيير الشريان أم يعيش المريض على الأدوية، وبم تنصحه، علماً بأن عمر الجلطة سنتان، وكانت عضلة القلب تعمل بنسبة 10% والآن تعمل بنسبة 35%؟ الدكتور حسان رفه: بالرغم من أنها ارتفعت إلى 35% فإن لا بد من عمل قسطرة تشخيصية للتعرف على الشرايين المصابة وحالة عضلة القلب وضغط القلب الارتخائي في البطين الأيسر والضغط الشرياني الرئوي ومن ثم جمع صورة كاملة للمريض وحاجته إلى أي تدخل طبي أو جراحي وإمكانية ذلك أو لا . الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت الأستاذة هند مدني تسأل: ما هي العلاقة بين القلب وترشيح الرئتين؟ الدكتور حسان رفه: في حالة حدوث هبوط في وظائف القلب وهو ما يسمى بالفشل القلبي خصوصاً في البطين الأيمن لا يتم ضخ الدم بصورة جيدة عبر الدورة الدموية الصغرى إلى الرئتين وبالتالي يحتقن ولا يستطيع البطين الأيسر ضخ الدم عبر صمام الأورطى إلى الدورة الدموية الكبرى، وبذلك تحتقن الرئتان بالدم ويرتفع الضغط بهما وقد يؤدي ذلك إلى ترشح بعض السوائل في القفص الصدري الأيمن والأيسر وهذا معروف لدى مرضى الفشل القلبي وعدم انتظامه، وعلاج ذلك ممكن إذا عرفت المشكلة فيتم علاجه بصورة طيبة، وقد رأينا المئات من المرضى الذين تخلصوا من ذلك الرشح بعد أن عُرفت الأسباب وعولجوا العلاج الصحيح. عريف الحفل: الأخ حسين البقمي يقول: ممارسة الرياضة لمن بلغ عمره الخمسين سنة هل لها أثر سلبي على القلب أو لا؟ الدكتور حسان رفه: لا أعتقد أن لها أثراً سلبياً على القلب ومن كان عمره خمسين سنة لا يزال شاباً ونشيطاً ويجب أن يمارس هذه الرياضة وغيرها حتى وإن كان عمره ستين سنة، عمري الآن اثنان وستون عاماً وأمارس الجري ولا ضرر من ذلك.. الأستاذة نازك الإمام: تقول: ما مستوى المنافسة بينكم وبين الدكتور ربيعة وهل هنالك بحث مشترك بينكما في هذا المجال وهل هنالك تواصل بينكم وبين الدكتور المشهور مجدي يعقوب؟ الدكتور حسان رفه: الأستاذ الدكتور الزميل عبد الله ربيعة استشاري جراحة الأطفال الذي قام بالعديد من عمليات فصل التوائم السيامية أحمل له كل تقدير وإعجاب وهو زميل عزيز، لكنه في مجال آخر، نحن في جراحة القلب وهو في مجال جراحة الأطفال، أما بالنسبة إلى الدكتور مجدي يعقوب فهو زميل عزيز وقد زرته عدة مرات ودعوته إلى جدة ثلاث مرات فهو يحضر للمستشفى التخصصي في الرياض بصورة دورية كل بضعة أشهر وهو الجراح الأول في العالم في جراحة القلب وقد أجرى أكثر من ألف وخمسائة زراعة قلب في مستشفاه في بريطانيا وأكبر عدد من زراعات القلب والرئتين أجراها الدكتور مجدي يعقوب، كما أنه عبقري إلى درجة كبيرة، فقد عمل الكثير من البحوث وبدأ يستخدم الكثير من الجينات في أمراض الفشل القلبي لكنه اضطر بعد أن بلغ السبعين عاماً من عمره أن يتخلى بحسب القانون البريطاني عن منصبه كجراح في مستشفى هيرفلد ويقوم الآن بعمل جراحات في أماكن أخرى وإلقاء المحاضرات في عدد كبير من دول العالم. عريف الحفل: الأخ عبد المجيد الزهراء يقول: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ما هي بعض الوقفات الإيمانية الخاشعة التي وقفتموها أثناء وبعد إجراء بعض العمليات الجراحية؟ الدكتور حسان رفه: بعض الجراحات قد تكون معقدة بسبب أن كثيراً من المرضى في الوطن العربي يأتي إلينا والمرض في حالة متقدمة وربما متأخرة فتكون هنالك خطورة وضعف في القلب وخطورة في إجراء الجراحة، وفي بعض الحالات بعد فتح القلب وتغيير صمامين ثم تشغيل القلب مرة أخرى بصدمة كهربائية تجد أن القلب لا يضخ الدم بالصورة المطلوبة وقد يؤدي ذلك إلى خطر الوفاة، وفي بعض الأحيان نظل نعمل عشر ساعات أو اثنتي عشرة ساعة متواصلة لإنقاذ ذلك المريض ونحن في غرفة العمليات بكل مشاعرنا وأفكارنا وعلمنا مع ذلك المريض، فهنالك الكثير من الوقفات الإنسانية أو الإسلامية أو الدينية مع بعض المرضى الذين كانوا في عداد الموتى، وأراد الله لهم الحياة بفضله ثم بيد الفريق الطبي الذي قام بإجراء تلك الجراحة ولا ينتهي الأمر في غرفة العمليات، هذه البداية، ثم بعد ذلك ينقل المريض إلى قسم العناية المركزة لتتم رعايته بطريقة مكثفة، بمراقبة كل وظائف الرئة والكبد والكلى وغيرها، وقد تنجح العملية في غرفة العمليات ثم يتوفى المريض في غرفة العناية المركزة إن كانت سيئة، فلذلك هي منظومة كاملة بين العمل الجراحي والعناية المركزة، وبعد ذلك يأتي الجزء الثالث وهو متابعة المريض لدى الطبيب في العيادة، فقد يتوفى بعض المرضى عندما لا يتناولون أدوية منع التجلط وقد يكون عمل له صماماً صناعياً! ويحدثني أحد الزملاء في مستشفيات الليث وغيرها ويقول إن مريضاً حدثت له جلطة حادة في المخ لأنه توقف عن تناول الأدوية المانعة للتجلط، ولا بد من ازدياد الوعي الصحي أيضاً لدى المريض. لذلك كنا في كندا وسويسرا نقدم للمريض كتيبات إرشادية قبل وبعد الجراحة وفي كليفلاند يتم أخذ المريض إلى غرفة ويقوم أحد الأطباء النفسيين بعرض فيلم فيديو عليه ليرى ماذا سيحدث له في العناية المركزة وإعطائه فكرة عن الأدوية والحركة وممارسة الجنس وكل ما يتعلق بذلك بعد الجراحة.. الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت ميمونة تقول: عند السفر بالطائرة لمدة طويلة قد تبلغ أربع عشرة ساعة لمرضى القلب سواء أجريت لهم عملية أم لا وهل له تأثير؟ الدكتور حسان رفه: الطيران لمدة طويلة لا يؤثر فقط على مرضى القلب وإنما يؤثر أيضاً على الأشخاص العاديين وقد يشكل خطورة إذا كان الشخص لا يتحرك من مكانه، ونحن نعلم أن سيدة بريطانية توفيت حين كانت تسافر على الخطوط البريطانية قبل ستة أشهر من سدني في أستراليا إلى بريطانيا وقد حصلت لها جلطة رئوية حادة بسبب تجمع الدم في الساقين لعدم الحركة لمدة طويلة، فيوصى بعمل بعض التمرينات وعمل بعض الحركات للرجلين، أما بالنسبة إلى المرضى فتزداد الخطورة نوعاً ما ولا بد من أخذ الأدوية الموصى بها قبل الرحلة واستشارة الطبيب أيضاً خصوصاً في الرحلات الطويلة التي تتعدى الثلاث ساعات وغيرها.. أما بالنسبة إلى مرضى القلب فقد يؤدي ذلك إلى ذبحة صدرية إذا كان لديه ضيق في النفس أو ضيق في الشريان التاجي، فلا بد من أخذ الأمر نوعاً ما ببطء وعدم الإسراع في الحركة والطلوع إلى الأدوار العليا. عريف الحفل: الأخ هاني يعقوب يقول: ما أسباب تضخم القلب، وهل يمكن الشعور به فجأة وهو في حالة تضخم شديد جداً؟. الدكتور حسان رفه: تضخم القلب نوعان: إما تضخم فسيولوجي يكون عند الأشخاص الذين يمارسون الرياضة فترى عضلاتهم مفتولة فيكون قلبهم أيضاً عضلاته مفتولة، وأما النوع المرضي فقد يكون بسبب ارتفاع ضغط الدم وتكون عضلات البطين الأيسر مفتولة وقوية ويحصل فيها تضخم أو في أمراض الصمام الأورطي والمترالي، أو في الارتجاع تكون عضلات القلب متضخمة أو مفتولة، أو في مرض ضيق البطين التاجي تكون العضلات أيضاً متضخمة بسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي فهناك حالات مرضية وحالات فسيولوجية. الأستاذة نازك الإمام: تقول: ما هي آثار استخدام الجوال عموماً وعلى مريض القلب الخاضع لجهاز تنظيم ضربات القلب؟. الدكتور حسان رفه: يتأثر الإنسان من الجوال يقال إنه قد يكون له تأثير سيئ على الجهاز العصبي المركزي ولكن لم يتم إثبات ذلك، أما إذا كان المريض يستخدم جهاز تنظيم ضربات القلب فالأفضل أن يكون الجوال بعيداً عن منطقة الصدر لأن فيه موجات كهروفسيولوجية أي كهرو مغناطيسية، وعموماً نوصي هؤلاء المرضى ومطارات العالم ومطارات المملكة تعرف أن أجهزة المسح الإشعاعي للمسافرين أثناء دخولهم صالات المطارات قد تؤدي إلى اضطراب في وظيفة منظم ضربات القلب، لذلك يجب إظهار الشهادة الطبية التي تثبت وجود منظم ضربات القلب لدى المسافر. عريف الحفل: الأستاذان عبد الرزاق الغامدي ومحمد المالكي لديهما سؤالان متشابهان: هل الأدوية المسيلة للدم كأسبرين الأطفال تقلل من خطر حدوث الجلطات وهل يغنيك عن حبوب الكوليسترول وما هي موانع استعماله؟ الدكتور حسان رفه: الأسبرين من أرخص الأدوية المعروفة في العالم وشركة باير أنتجته منذ أكثر من مائة عام وهو من أبسط الأدوية، ولكن وجد أن المرضى الذين يتناولونه لديهم نوع من تسييل الدم فحامض السلسليك يؤثر على أنزيم يؤدي إلى تسييل للدم وفي ذلك فائدة للمرضى الذين لديهم مشاكل في شرايين القلب التاجية لأنه قد يمنع حدوث جلطة وهذا قد أثبت، والوفيات قلت بنسبة تفوق الـ 37% لدى المرضى الذين يتناولون الأسبرين بصورة يومية، عموماً ينصح كل من هو فوق سن الأربعين وخصوصاً المدخنين حتى ولو كان عمرهم عشرين سنة بتناول حبه بيبي أسبرين حبة (2 ملجم) يومياً، ويجب ألاّ يستخدمه من لديه ارتفاع شديد في ضغط الدم وحصل له نزيف في الجهاز العصبي قبل أو لديه حموضة شرسة في المعدة فيجب عدم تناول الأسبرين ويمكن إعطاؤه أدوية أخرى لا تؤثر على غشاء المعدة وتؤدي إلى حدوث نزيف في المعدة لا قدر الله.. الأستاذة نازك الإمام: سؤال أخير من الأستاذة الدكتورة بدرية مبارك عميدة في كلية الاقتصاد بكلية التربية سابقاً، تقول: نحن نعلم أن الرجل يتحمل مشاكل الحياة ولا يشتكي دائماً، وهو ما يؤدي إلى إصابته بأمراض القلب بعكس المرأة التي تشتكي وتبكي دائماً في أقل مشكلة تحدث لها، وهذا يؤدي إلى عدم إصابتها مبكراً بأمراض القلب.. هل هذا صحيح؟ الدكتور حسان رفه: هذا صحيح فالرجال أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وأمراض شرايين القلب التاجية وفي النساء أقل، يقال إن الهرمونات الأنثوية يكون لها دور في تقليل الإصابة بهذه الأمراض، فقد تكون نسبة المرض 70% للرجال و30% للنساء.. عريف الحفل: الدكتور عبد الله محمد يقول: يقال إنه كان بينكم وبين الملك فهد خط ساخن ودعم لا محدود فلماذا لم توظفوا ذلك بإنشاء مركز قلب متخصص وكبير ورضيتم بقسم فقط في مستشفى الملك فهد. الدكتور حسان رفه: في الحقيقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز كان سعيداً بالخدمات التي يقدمها لمرضى القلب وكنت على اتصال دائم به، وكنت أزوره في الديوان الملكي ثم طلب مني إعداد قائمة بإنشاء مركز للقلب في جدة وأعطيته جميع الوثائق والمستندات الخاصة بذلك ثم أخبرني أنني سأكون المسؤول والمشرف على ذلك المركز إلا أنه لظروف معروفة لدى الجميع ومرضه في تلك الفترة أدى إلى عدم اكتمال هذه الفكرة، وقد كتبت إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد رعاه الله بذلك وأخبرته برغبة الوالد آنذاك والمستندات التي قدمتها وسألته إن كان من الممكن تحقيق رغبة الملك فهد رحمه الله. عريف الحفل: سؤال من الأخ صالح المتعب يقول: حدث الكثير من الجدل حول مستوى الجامعات السعودية وأنت خريج هذه الجامعات وقد درست في جامعات خارجية، كيف ترى ذلك من خلال معايشتك للجامعات العالمية؟ الدكتور حسان رفه: هذا سؤال صعب وقد يثير نوعاً من المشاكل، صراحة فإن الجامعات العالمية أنا زرت الجامعات الكندية والسويسرية والبريطانية والأمريكية لها مستوى مرموق في الأطباء في الممرضين في المدرسين في الإمكانات في البحوث العلمية، والميزانية التي ترصد للبحوث، ولكن للأسف الشديد المستشفى الجامعي لجامعة الملك عبد العزيز افتتح بعد عشرين عاماً من فكرة بنائه وبعد ذلك كله ظل مقفولاً خمس سنوات، ثم لم يفتتح من 840 سريراً، ولم يفتتح إلا 350 سريراً، أي إن هناك أكثر من 450 سريراً مقفولة، وهنالك ثلاثون غرفة عمليات في ذلك المستشفى لا يستخدم منها إلا في معظم الأحيان 5 أو 6 غرف للجراحات، وهنالك أكثر من 20 غرفة مقفولة لم يتم استعمالها، ويتم التعذر دائماً بالميزانية وأنا لا أقتنع بذلك، أنا أقتنع فقط بأن قلب الشيء إدارته وأن الإدارة الجيدة تستطيع أن تتخطى جميع هذه العقبات ويجب مثلاً أن يستفاد من ذلك المستشفى الجامعي الكبير من 800 سرير في خدمة المواطن والمجتمع، في رأيي قد تكون هنالك بالفعل مشاكل فيما يتعلق بمستوى الجامعات ولا بد من أن نكون واقعيين، وننظر للأمر بواقعية ونعلم المشاكل ونعمل على حلها حتى نصل إلى مستوى الجامعات العالمية والريادة العالمية لأننا نتكلم عن تدريب أجيال وليس سنوات فقط. عريف الحفل: سؤال من الأخ خالد محمد دحلان: ما مدى تأثير الأشعة الملونة على المريض الذي أجريت له عملية جراحية في القلب المفتوح لأسباب ضعف في عضلة القلب وهل هي ضرورية في حالة عدم وجود بديل في حالة وجود ماء بالمرارة؟ الدكتور حسان رفه: إذا كان الشخص مريضاً بالقلب فيقيم من قبل أطباء واستشاريي أمراض القلب والأشعة وقساطر القلب التشخيصية، قد يكون في بعض الحالات من الأفضل عدم لمس المريض، ولكن عموماً حتى المريض الذي لديه ضعف في القلب أو لديه ضعف في وظيفة الكلى نستطيع أن نجري له قسطرة تشخيصية وذلك بعد أخذ بعض الاحتياطات مثل استعمال أقل كمية من مادة اليود المركز، استعمال أقل تركيز من هذا اليود، قصر الأشعة على بعض مناطق القلب وليس على التجويف القلبي بإعطاء المريض قبل وبعد وأثناء القسطرة نوعاً من الديلزة أو الغسيل الدموي لتنقيته من المواد السامة وكل طبيب متخصص في هذا المجال ولديه الخبرة يستطيع القيام بذلك من دون أي مشاكل من المريض. عريف الحفل: السؤال الأخير الذي سنختم به هذا اللقاء، هنالك بعض الأسئلة المتشابهة وأعتقد أن الأستاذ أجاب على كثير منها، سؤال من الأخ أحمد نواف يقول: نعرف أنه يكون هنالك ضيق في شرايين القلب وهل يوجد توسع في الشرايين القلبية وما هو الفرق بين المرضين؟ الدكتور حسان رفه: عموماً أن ضيق الشرايين يعني تصلب الشرايين الداخلة إلى القلب، وهو ما يؤدي إلى تراكم الكوليسترول والكالسيوم والدهنيات وغيرها بحيث لا يتم مرور الدم المؤكسد عبر هذه المنطقة وبالتالي يحس المريض بألم شديد في الصدر، نعم هنالك مرض توسع الشرايين يعرف بمرض كوازاكي يصيب بعض الأطفال وبعض الشباب في اليابان وآسيا، ويؤدي إلى حدوث توسع في جدار الشرايين التاجية وحدوث تكيس في جدار الشرايين التاجية ما يؤدي إلى عدم سريان الدم بالسرعة نفسها وبالتالي احتقان الدم ثم حدوث جلطات كثيرة في الشرايين وهو قليل ولم نره إلا نادراً في هذا الوطن..
طباعة تعليق  القراءات :4599  التعليقات :0
صفحة 17 من 242

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج