شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد الله الغذَّامي.. الناقد المثير للجدل!!
بعض الأشخاص حين تقابله لأول مرة، وتتعرَّف عليه تحس أن جاذبيه خاصة تشدّك إليه، وأن هناك أشياء مشتركة بينكما، قد لا تدرك هذه الأشياء من أول لقاء، لكنها بمرور الأيام تنمو، وتزداد في جاذبيتها دون أن تحكمها مصالح مادية، أو مشاريع لصفقات دنيوية.
هذ البعض يمتلك أشعة إنسانية مخترقة، جاذبة، لا طاردة، فلا تستطيع أن تراه، أو يراك إلا وابتسامة الترحيب والتحية تفترش وجهيكما، وتحس أن هذه الابتسامة المشتركة بينكما تسمو على ((اتيكيت)) المجاملات وترقى على ((بروتوكول)) العلاقات الاجتماعية العابرة، كأنك، وهو مثل (( الأقطاب غير المتشابهة )) في (( الفيزياء )) أقطاب تتجاذب، لا تتنافر!! هناك خيط ((هارموني)) غير مرئي يربطكما ببعض إرتباطاً قد لا تجد له تفسيراً محدداً، معيناً!!
وبعض الأشخاص تقابله عشرات المرات، فتشعر أن هناك مسافة تفصلكما عن بعض كالمسافة التي تفصل (( الربع الخالي )) عن ((المحيط الهادي)) مساقة طاردة، لا جاذبة، كأنك وهو، مثل (( الأقطاب المتشابه )) في الفيزياء (( طاردة، تتنافر، لا تتجاذب، غير قابلة للتلاقي، ولله في خلقه، وفي مشاعرهم، وأمزجتهم وطباعهم شؤون وشؤون.
وصديقنا العزيز الأستاذ الناقد الثقافي، الدكتور (عبدالله محمد الغذَّامي) ابن (( الجهينة )) الرائعة التي أنجبت هذا الإنسان الرائع هو من النوع الأوَّل الذي تشدُّك إليه قوة سحرية غير منظورة.
سمعتُ عنه قبل أن ألتقي به شخصياً، فقد كان يقيم في ((جدة)) في الوقت الذي كنتٌ أقيم في مدينة ((الرياض)).
حين أصدر كتابه / القنبلة (الخطيئة... والتكفير) هبَّت عليه (( العواصف )) الهوج، وتناوحت (( الرياح )) من كل اتجاه، لأنه جاء بالجديد والمجهول ـ والناس أعداء ما جهلوا ـ في الوقت الذي استقبل كتابه في الأوساط الثقافية في أقطار الوطن العربي مشرقاً، ومغرباً، بالترحيب، والثَّناء والتقريض، ونُشرت حوله الدراسات القيِّمة، قوَّمته بالتحليل، والموضوعية العلمية.. كأنه في هذا الموقف ينطبق عليه المثل العربي (( زامر الحي الذي لا يُطرب )) !!
وقد وُجَّهتْ إليه في الداخل ((السهام)) ظاهرة بالنشر في الصحف، وغير مباشرة من خلال أشرطة ((الكاسيت))، وزاد من أوار الحملة عليه أن تظاهر طفيليو الحداثة بالانتماء إليه، وهو براء منهم، ومن انتمائهم ((الثللي))، فأساءوا إليه، ولا أدري لماذا شعرتُ أنه وقع في فخ ((الثللية الحداثية))!! وأن فكره وتفكيره غير منتم لأي جماعة من جماعات الأشجار الطفيلية التي لا تحسن إلاَّ التسلق على غيرها من الأشجار الكبيرة التي تثمر الخير، وتنشد الحقيقة التي هي ضالة المؤمن.
وقد أنكرتُ في نفسي هذه الحملة الشَّعواء التي خَرَجَتُ عن قواعد (( الحوار الحضاري الموضوعي ))، فالاختلاف في الرأي مظهر صحي، لكن أن يتحوَّل إلى استعداء، وكيل الاتهامات للشخص، لا للفكرة، فإن الحوار يتحوَّل إلى وسيلة لاستعمال الهراوات، ويصبح صورة من صور حلبات الملاكمة، والمصارعة!! فالحوار الحضاري الموضوعي العلمي له مناخه الخاص، وقواعده المتميزة، وأدواته النظيفة، وسلوكياته التي تجمع لا تفرِّق، تبني، لا تهدم، والأصل في الشرع حسن النية، وافتراض الصلاح.
إن (( الحوار الحضاري الموضوعي )) ، حين يخرج عن مساره، وينحرف عن قواعده العلمية، يصبح نوعاً من (( الهَوْجَة )) أو رقصة (( زار )) مجنونة، في قبائل متخلِّفة، تعيش في أدغال مجهولة، لم تمسسها روح الحضارة، ولم تمر بها نسائم المدنية والتمدن!!
قلتُ له مرة بعد أن تعارفنا أنت طَبَّقْتَ مذهب ((البنيوية)) في دراستك لشعر (( حمزة شحاته ))، لكنَّك لم تفترض (( موت المؤلّف )) كما يرى أحد رواد ((البنيوية))، وهو (( رولان بارت )) ، فهل تدعو في كتابك (( الخطيئة والتكفير )) إلى بنيوية عربية؟
رَدَّ في الإذاعة إن ((شحاته)) تحول إلى ((نص))، وأن المذاهب والمدارس الأدبية والنقدية لا يمكن تصنيفها على أساس إقليمي، عربياً، كان أم أمريكياً أم ألمانياً، كما فهمتُ، وهو يتحدَّث بتدفق من الإذاعة مع أنني أرى ـ ليس اعتراضاً او اختلافاً أو ادعاء فانتازياً ـ أن الألسنية نفسها بمذاهبها هي في روسيا، غيرها في ألمانيا، غيرها في أمريكا!!
وهذا ينطبق ـ كمثال ـ على الكلاسيكية، والرومانسية، فهي في (( فرنسا )) قد لاتلتقي مع (( بريطانيا )) فالمناخات والمتغيِّرات الاجتماعية، والظروف النفسية، والنزعات الإنسانية تختلف من بلد إلى آخر، لهذا تجد في بعض الدراسات مصطلح (( الكلاسيكية الفرنسية )) ومصطلح (( الكلاسيكية الإنجليزية ))، ومثلها، ((الرومانسية))، ذلك لأن المذاهب والمدارس الأدبية والنقدية ليست عمليات ((لوغاريتمات))، وليست كالعلوم التطبيقية، فكل مجتمع له خصوصياته، وخصائصه، وله مناخه الاجتماعي المتميِّز عن غيره من المناخات نفسياً، وعقلياً، واجتماعياً، وعند صديقنا الغذَّامي، ((جهينة)) الخبر اليقين..، ومنك نستفيد أيها الصديق العزيز ((الغذَّامى))!!
وقد تميَّز الصديق (( الغذَّامى )) أنه أدار ظهره لكل ما أُثير حوله، وقابل (( الهَوْجَة )) و (( رقصة الزّار )) بالعمل الدؤوب الذي شغل به نفسه، ووقته، فانتشر كالمطر لا يألو على شيء، يحاضر هنا، وينتدي هناك خارج المملكة، ليعطي الصورة المشرقة لبلاده، ومجتمعه ثقافياً، وأدبياً بنصاعة سمائنا، وسعة صدره للحوار كصحرائنا.
عرفته أول ما عرفته شخصياً في أحد مهرجانات العراق (( المربد )) جمعتنا المصادفة فقضينا معاً بعض الوقت في زيارة (( مكتبات بغداد بشارع المتنبي )) لشراء ما نحتاج من كتب بأثمان زهيدة، كما زُرنا (( مدرسة المستنصرية )) وتجوَّلنا في أبهائها، وفصولها، وفنائها، فشممنا داخلها عبق التاريخ القديم، كما زرنا بعض القصور التاريخية البغدادية.
واكتشفتُ يومها أن صديقي ((الغذَّامى)) متحدِّث بارع، ومناقش لا يجف لسانه وحنجرته من النقاش، لأنه يتحدِّث بحماسة، يحرص أن يقنعك برأيه، لكنه لا يفرضه عليه لإيمانه بالاختلاف ليس على طريقة ((خالف تعرف)) أو على طريقة ذلك الإعرابي ((عنز ولو طارت))؟
يسعده أن تلتقي مع رأيه من خلال ((التراكم المعرفي الإنساني)) المتسع لكل الآراء، حاضر الفكر والتفكير، سريع البديهة، لا يعرف الكلل والملل، يعامل الناس كما هم عليه، لا كما يريد هو، فالناس عنده مشارب، ونزعات متباينات!!
ومن أغرب، وأطراف ما اكتشفته فيه ولعه بجمع (( السُّبَح )) مفرد سُبْحَة فهو يجمعها من أي مكان، أو بلد يذهب إليه، ويعدّها من هواياته المفضلة!!
ولقيته مرة أخرى في ندوة (( قراءة جديدة لتراثنا ))، وهي الندوة التي أصبحت تقليداً سنوياًَ لنادي جدة الثقافي الذي يعمل بصمت في مواجهة اجتماعية سلبية لا يحسد عليها، وما أكثر الذين ينقدونه لكن ما أبعدهم عن نشاطاتهم رغم أن أبوابه مشرعة للجميع كبيرهم، وصغيرهم، أعانك الله يا أستاذي ((عبدالفتاح أبو مدين))!!
كان صديقنا (( الغذَّامي )) مشغولاً بضيوف الندوة الذين كانوا يمثَّلون رموز الأدب والثقافة والنقد في عالمنا العربي كأنَّهم ضيوفه شخصياً، وكان في منتهى السعادة، وهو يتحرَّك في كل اتجاه، كيف لا يكون كذلك وهو يري مدينة (( جدة )) كلها تحوَّلت إلى (( تظاهرة ثقافية عربية )) ، بعد أن عاشت بلادنا حقباًَ زمانية في ظل (( التعتيم )) الإعلامي العربي ؟!
تحس وأنت تتابع تحركاته أنه حريص كل الحرص على إعطاء صورة مشرقة لبلاده التي عانت من العزلة، وجهل الآخرين من الأشقاء العرب لأدب وأدباء المملكة كأن لسان حاله كما يقول الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند
كان يحرص أن يجعل وطنه في ((بؤرة)) الأحداث الثقافية، والأدبية عربياً، وعالمياً إذا أمكن وتمكَّن، وهي مهمة وطنية سامية يستحق عليها الأوسمة، والميداليات، والجوائز، وهذا ما حصل، فقد أثمرت جهوده، وبدأ قطاف حصادها، إذا حصل أول ما حصل على جائزة (( مكتب الخليج للدول العربية )) في الرياض على كتابه / القنبلة ((الخطيئة والتكفير))، الذي أثار عليه الأعاصير، كما حصل على ((جائزة العويس ((الخليجية))، وهي من الجوائز العربية الرفيعة، ولن يكون حصوله على جائزة (( مؤسسة الفكر العربي )) لأول مرة مع كبار المفكرين العالميين مثل ((أدوارد سعيد)) آخر المطاف، فالقادم أفضل، وأحسن، وأجمل!!
وهذه الجوائز تتساقط على رأسه كالأكاليل، تقديراً لأعماله المتواصلة المتسمة بجديتها، وجديدها، لأنه لم يكن متخثِّراً ولا حاطب ليل!!
ثم أنتقل إلى مدينة ((الرياض)) مضطراً للعمل أستاذاً للنقد بكلية آداب (( جامعة الملك سعود )) بعد أن كان يعمل بجدة في (( جامعة الملك عبدالعزيز )).. كنتُ وقتها أعيشُ رهين ثلاثة محابس (المرض، والبيت، والوحدة) حيث هجرني الأقربون، والأبعدون من الأصدقاء، فكتبتُ موضوعاً في ((المجلة العربية)) مستمداً العنوان من قصيدة لشاعر ((ابن ديرتي)) الذي مرَّ في أخريات حياته بما كنتُ أمر به، وهو الشاعر الرقيق المغرِّد (محمد بن علي السنوسي).. بعنوان ((أصدقائي.. أم أصدقاء الوظيفة))؟ وقد كتبته في حالة نفسية إنسانية مجروحة بالعقوق، والجحود، مشروخة بالنكران والنسيان، أو التناسي، فماذا حدث؟
بعدها بأيام طرق باب منزلي المتواضع الذي حين فتحه ابني، جاءني ليقول لي إن شخصين لا يعرفهما جاءا لزيارتك، وحين سألتهما عن أسميهما، رد أحدهما يضع نظارة على عينيه قال ((قل لأبيك إننا أصدقاؤه، لا أصدقاء الوظيفة جئنا لزيارته))!! وقبل أن يكمل إبني حديثه، إذا بالصديق الدكتور (محمد أبو بكر حميد) الذي كان من القلة من الأصدقاء الذين لم ينقطعوا عن زيارتي، لكنه أخيراً رغم مرور سنتين أنقطع عن زياراته، مكتفياً من جانبي بما أقرأ له في جريدة (( الجزيرة )) من حين إلى آخر، وكما يقال ((لعل له عذراً وأنت تلوم))، إذا به يسبق الصديقين اللذين كانا أكبر من المفاجأة، وأكبر من فرحة الأطفال الأبرياء، هذان الصديقان الوفيان هما الصديق الدكتور (( الغذًّامي )) والصديق الدكتور (( باخشوان )) .
وأعترفُ للحقيقة أن آخر من تصوَّرت زيارتهم الصديق ((الغذَّامي)) لأنه كثير الترحال، ولاعتقادي بأنه مقيم في ((جدة))، أقامة دائمة، فتعانقنا عناق المحبين اللذين طال بهما النوى، ونأت بهم الدار، وشطَّ بهم المزار، شعرتُ أن دمعة ساخنة تود إشعال لحظة اللقاء، لكنَّني (( عصي الدمع، شيمتي الصبر ))، أحسستُ بدفء المشاعر التي يردِّدها المحبون، فيترجمها الشعر والشعراء في حلاوة وعذوبة، تذكَّرتُ وقتها قول الشاعر:
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنَّان كل الظَّن ألاَّ تلاقيا
شعرتُ وقتها أن الدنيا ما تزال بخير، وأن الزهر يوجد حيث الشوك، وأن من يطلب العسل لا بدجل له من إبر النحل، وأن الأخيار ـ رغم قلتهم، إلا أنهم يمنحون حياتنا بهجة، وأنهم كالزهر الذي يخترق الصخر ليجعل دنيانا جميلة، وأهلها أجمل!!
فتذكرتُ قول الشاعر (( الطوباوي )) الرومانسي (( إليا أبو ماضي )) (كن جميلاً ترى الوجود جميلا)!!
عرفتُ أن الناس الذين حولنا هم الذي يلوِّنون حياتنا، فيجعلونهما كئيبة، ((أضيق من جُحْر ضَب))، أو يحيلونها إلى إحدى ((جنان لبنان))، الأزهى، والأزهر، يعطِّرونها بمشاعرهم الإنسانية الشفَّافة، ويضمِّخونها بسلوكياتهم الأنبل والأجمل، بحيث تتحوَّل حياتنا إلى بلهنية العيش، ومساحات من الورود التي لا تذبل، وحالات انبهار وإبهار كشلالات ((نياجرا))!!
وألتفتُ إلى الأخ (باحشوان) الذي قابلته مرتين إحداهما حين كنت نائباً لرئيس تحرير جريدة ((المدينة))، فإذا لم تجمعنا صداقة فقد جمعنا التاريخ، والجغرافيا التاريخية، فهو يذكِّرني بأشياء حميمة رغم جهلي بها ولادة، ونشأة.
المتابعون لمسيرة الصديق الأستاذ الدكتور (عبدالله محمد الغذَّامي) الأدبية، والثقافية، والنقدية يكتشفون فيها (( روح المغامرة )) والبحث عن (( الجديد المتجِّدد )) ليظل متجدِّداً في معطياته، مثيراً للجدل فهو كالماء إذا ركد أسن.
وَاكَبَ مسيرة الحداثة، والشعر الحداثي، والنقد الألسني، وبخاصة ((البنيوية))، وحين توصَّل بفكره، وتفكيره، لا بد واعي التأثيرات الجانبية أن ((الحداثة مشروع فاشل)) انتقل إلى نقد (( السرديات ))، وأخيراً بحكم تركيبته الذهنية، ونفسه النزَّاعة إلي التجارب، من منطلق أن ((التراكم المعرفي الإنساني)) هو نتاج مجموعة من التجارب الناجحة، والفاشلة.
فما دام هناك أحياء، فلا بد من وجود التجارب المتعددة بتناقضاتها، والتقاءاتها، فالفكر الإنساني لا جغرافيا إقليمية ينحصر داخلها، الفكر الإنساني الجيد، مفتوح ومنفتح، مفتوح على نفسه، منفتح على الآخرين، والجماعات، الفكر الإنساني لا يعيش في جزيرة بمنأى عن الآخرين، أو على شاطئ مهجور من السفن، وناس السفن، وحركة الناس، والفكر أخيراً هو (( التجربة المتحرِّكة )) .
قلتُ وأخيراً، أنتقل إلى (( النقد الثقافي )) بشموليته وأنساقه ((المضمرة)) و ((غير المضمرة))، ولن يلقي عصاه لأن الآخرين وصلوا الى ((ثقافة ما بعد الثقافة))، فقد صدر أخيراً كتاب (الثقافة / مابعد الثقافة) لمؤلفه (فرانسيس مولهيرن) الذي ربما أطلع عليه الصديق ((الغذَّامي)) هذا الكتاب الذي وضع مجموعة من الكُتَّاب في (دائرة الشك) مثل (( ما نهايم )) ، و (( ليفر )) ، و (( وليامز ))، و (( هول )) .
و إذا ذُكِرَت (( الحركة النقدية )) ، في بلادنا فإن اسم (( الغذَّامي )) يأتي على كل لسان، وفي قائمة النقَّاد في الوطن العربي، لا في المملكة فقط، يقف بقامته السامقة، وبندادة مع رموز النقَّاد العرب.
وكما تقول العرب ((المعروف لا يُعَرَّف))، وصديقنا ((الغذَّامي)) علم على رأسه نور، وهو لا يحتاج إلي تعريف، أو مزيد من التعريف، وإنما هذه سوانح وانطباعات صديق محب، لصديق أحب، و إذا كان قد قوبل بشيء من الأذى النفسي، فإنما لأنه شجرة مثمرة، والعرب تقول: ((لا يُرمى إلا مثمر الشجر)).. والله المستعان.
وأخيراً أصدر كتاباً جديداً بعنوان ((حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية)) أثاراً جدلاً واسعاً في المشهد الثقافي السعودي والعربي بدأ ولما ينته بعد، حتى أنه نفذ من المكتبات في وقت قياسي لم أستطع أن أحصل على نسخة منه، وقد وعدني بنسخة منه، لكنه لما يفي بوعده كعادته معي في كتبه الأخرى ويبدو أنه ضنين باهداء كتبه، لهذا أعتب عليه، وبخاصة أن أغلب ـ ان لم يكن كل ـ كتبه تطبع وتوزع خارج المملكة، وليس لديَّ من كتبه سوى كتابه الأول (الخطيئة والتكفير) الذي أهدانيه أحد الأصدقاء وكتبت عنه في ((المجلة العربية))، ومن شيم العرب الكرام أمثالك أيها الصديق عبد الله الوفاء بوعودهم، فهل ستفعل ذلك بعد قراءة هذه الكلمة؟ الأمل فيك كبير!!
وقد قرأت مؤخراً أنه يعكف على تأليف كتاب جديد أخر عن ((ثقافة الصوت)) أو قريب من هذا العنوان (1) الذي يدل على جدته وإثارته للجدل كالعادة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :582  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 43
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.