شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد الله الجفري.. طائر النورس أو امبراطور الرومانسية!!
إبن أرومتي، كلانا من شجرة كبيرة، باسقة، مثمرة، أصلها ثابت، وفرعها في السماء!!
غمز بعضهم منه ((كاتباً رومانسياً)) في عصر تجاوز مرحلة ((الرومانسية ))، أرادوا التقليل من أثره، وتأثيره، متناسين أن جيلاً كاملاً تخرَّج على يديه، فتح لهم قلبه، ومنحهم من مشاعره النبيلة، فشجعَّهم في بدايات طريقهم الأدبية. كان يفرح، ويحك رأسه ـ كما هي عادته ـ انتشاء باكتشاف أديب، أو شاعر، أو قاص جديد. لا يكتفي بحرصه على النشر لهؤلاء، بل يضع ما يكتبونه في المكان المناسب في الصحيفة التي يعمل بها، ولا ينسى أن يشيد بأسماء بعضهم في زاويته المرْتَحِلة دائماً في أي صحيفة يتعامل معها (( ظلال ))، هذه الزاوية المشرعة دائماً في وجه الريح، المبحرة في عنف العاصفة، وفي أحضان النسائم الربيعية المحملة بطيور ((النورس))، يوماً تجدها مشرقةبالفرح، والسعادة، ويوماً تجدها غاضبة، عاصفة، كإعصار ((تكساس)) عمرها يزيد عن أكثر من أربعة عقود دون توقف.
وهو بين النسائم الربيعية، وطيور ((النورس)) وبين الرياح، والأعاصير والعواصف لا يفقد شخصيته كأديب فنان لا يخلو من حساسية مفرطة، كأنه يشبهني في هذه الحساسية المفرطة، أو كأنني أشبهه!!
لقد كَتَبَ عن حساسيتي مرة الصديق، المبدع ((المشاكس الشقي)) الكاتب (محمد عبد الواحد) فقال عني ((علوي، ولدته أ مه في ((سبَتٍ)) من البهارات، فأورثته حساسية مزمنة))!!.. وقد صدق فيما قال، ولله في خلقه شؤون!!
وهذه الحساسية التي تجمع بيني، وبين الصديق الأديب المبدع الفنان، طائر النورس، أو إمبراطور الرومانسية كما أطلقت عليه احدى الكاتبات أخيراً (عبدالله عبدالرحمن الجفري) شخصية هذا الموضوع، هذه الحساسية هي التي قادت الصداقة التاريخية بيننا، إذ كان اللقاء الأول بيني وبينه على سطوح (( مطابع الأصفهاني )) حيث كان يعمل في جريدة (( عكاظ )) اليومية، في الوقت الذي كنتُ أعمل في جريدة (( البلاد )) اليومية، في غرفتين متجاورتين، كان ذلك عام 1386هـ ـ كما أذكر ـ.
كان ذلك اللقاء الأول بيني، وبينه ((خصاماً)) وكان من الممكن أن يتحوَّل ذلك الخصام إلى كراهية مزمنة، لكن لأن ((الدَّم يحن)) كما قال أستاذ الطرفين (محمد حسين زيدان) رحمه الله، تحوَّل الخصام بيننا إلى صداقة تاريخية، ومودة مزمنة، وإحترام متبادل، كلها ما تزال قائمة، وقد تعمَّقت، وترسَّخت في الأسفار التي تكشف معادن الرجال، حتى أننا حين ننزل في فندق، نشترك معاً في غرفة واحدة، ليس لتوفير إيجار الغرفة الثانية، وإنما للتجاذب النفسي الذي يشدنا إلى بعض وكشقيق روح.
أما كونه (( رومانسي الأسلوب ))، فمن قال إن الرومانسية سُبَّة، أو مَطْعَن يغض من مكانته؟ إن الرومانسية كما أفهمها تعيش في أعماق كل سكان الشرق بصورة أخص، فكل شرقي في أعماقه وشعوره، وأحاسيسه تسكن الرومانسية، بمتخيلاتها الذهنية، وشطحاتها الإبداعية، ونفورها من المدن الأسمنتية المكتظة بملايين البشر، وزحامها الشديد، وضوضائها الأكثر شدة، بحيث يفقد فيها الأنسان إنسانيته، وتسيطر على نفسه مشاعر القلق، والاكتئاب والاختناق!!
فالرومانسية هي الرفض الإنساني لحياة المدينة، وصخبها، والتشوُّق إلى الحياة الهادئة، المريحة للنفس، وإقامة العلاقات الدافئة مع الآخرين الذين يعرف بعضهم البعض فتحكمهم المودة، والحب الإنساني الراقي الذي يسمو على المصالح الذاتية ((الأنوية))، الموغلة في ((الأَثَرَة)) وهذا لا يتحقَّق إلا في الأرياف والمدن الصغيرة حيث الطبيعة التي تعانق رموشها النسائم، وتستنشق الهواء النقي، غير المؤكسد!!
وأذكر أن الروائي (( أريك سيجال )) ألَّفَ رواية رومانسية باسم (( قصة حب )) في العصر الحديث، وقد أخرجتها (( هوليود )) في فيلم سينمائي، ظل يعرض في أكثر من ألف صالة عرض سينمائية في العالم لفترة زمنية تزيد عن عام.
حضرتُ الفيلم في ((بيروت)) بشق الأنفس، للزحام الكبير من خلال الإقبال على الفيلم، والذي أذكره أن كل من في الصالة من المتفرجين رجالاً ونساءً كانوا يجهشون بالبكاء، أثناء عرض تلك المواقف الإنسانية الرائعة، كأنهم قادمون من (( العصر الرومانسي )) المنحسر، مع أن الواقع أن داخل كل شرقي يعيش رجل رومانسي، كما أنه في داخل كل امرأة شرقية تغفو امرأة رومانسية، وفي رأيي الذي لاشك فيه أن العالم يحلم بعودة ((المرحلة الرومانسية)) بكل جمالياتها، ومفرداتها المبهجة للنفس!!
وقصة الفيلم بسيطة في أحداثها لأنها تعالج كيف ينتصر الحب على ((الطبقية الاجتماعية)) فالبطل المحب من طبقة ((أرستقراطية)) يعيش في القصور، ويركب الخيول، وعاشق للرياضة، ويأكل ((الكافيار)) وغيرها من الوجبات النادرة! أما البطلة ((المحبوبة)) فهي من طبقة الكادحين تعمل لتعيش من دخل عملها، قد لا تتناول وجبة ((الفطور)) وفي وجبة ((الغداء)) تأكل ((ساندوتشاً)) جافاً، أما وجبة ((العشاء)) فقد تبيت على ((الطوى))، أو تأكل أرخص وجبة مثل ((الطعمية)) عندنا، لكن الحب الصادق العنيف جمع بين قلبي ((البطل الارستقراطي الشاب المدلل)) و ((البطلة الشابة الكادحة)) رغم معارضة ((الأب البرجوازي)) الطبقي المتعجرف.
وينتصر الحب في نهاية الرواية، حيث أصر والد البطل على موقفه، فيهجر الأبن المدلَّل قصر أبيه الفخم مع من أحبها ليعيش حياة الشظف، والمسغبة على ظهر سفينة شراعية فيتزوجان، ويعيشان من دخلهما.
أما نهاية الرواية فلا أريد أن أذكرها حفاظاً على مشاعر القراء، لقد كانت نهاية أكثر من مأساوية، وأشد عنفاً من أعنف ((دراما)) عاصفة!!
لقد كان ((أريك سيجال)) مؤلِّف هذه الرواية من الكتّاب المغمورين البسطاء، لكنه بعد كتابة هذه الرواية، وإخراجها فيلماً ((هوليودياً)) مثيراً، أصبح من الأغنياء، وأصبح اسمه نجماً لامعاً، يتردَّد على الألسنة، وهرع إليه الناشرون يطلبون وده، ويبذلون له من المال ما يطلب مقابل أن يؤلِّف رواية أخرى، وما خفي من التكريم كان أعظم، هكذا هم في الغرب في اهتمامهم بالمواهب الجديدة، وتحفيز أصحابها أدبياً، ومادياً، أما عندنا في الشرق العربي، فإن الكاتب المبدع لا يُحَارَب فحسب، بل يُرمى بالحجارة، وتوجيه التهم الجزافية المسيئة له، والتي ما أنزل الله بها من سلطان، عجبي!!
ونحن لا نستغرب سلطان الحب، وقوة دولته، إذا عرفنا أن أحد ملوك انجلترا تنازل عن عرشه مقابل حبه لفتاة عادية من وسط الشعب الإنجليزي وتزوجها!!
وأذكر يومها أن الأديبة العربية المبدعة المعروفة ((غادة السمان)) نشرت موضوعاً أندهاشياً عن فيلم رواية ((قصة حب)) والاقبال الكبير الذي تدافع عليه جمهور بيروت لمشاهدة الفيلم، أذكر بالنص قولها ((إن هذه الرواية هي رده للعصر الرومانسي)) مستغربة ما حقَّقته من نجاح، مع أنني لا أستبعد أن داخلها يسكن شرقي رومانسي!!
لهذا سررتُ جداً لحصول الصديق ((الجفري)) على (( جائزة الإبداع العربي )) من (( منظمة التربية والثقافة والعلوم )) بتونس.
كما سررتُ لتكريمه من قبل (( مهرجان أبها السياحي ))، وبتكريمه من قبل جريدة ((الرياض)) ممثلة في ربانها الصديق العزيز الأستاذ (تركي عبدالله السديري).
وطائر النورس الأديب (( عبدالله الجفري )) يشجيك بأسلوبه الحزين، الفرحان (( المتعَب )) ـ بفتح العين ـ و (( المتعِب )) ـ بكسر العين ـ !!
فنَّان من شعر رأسه الذي بدأ الشيبُ ينثر غباره عليه، إلى أصابع قدميه، أو أخمص قدميه كما تقول العرب، وهما راحتا القدمين!! يمتلك أسلوباً مميزاً، لو حذفت إسمه من أي موضوع يكتبه، لقلت إنه: أسلوب الجفري)) هذا، إذا كنت من المدمنين على قراءة ما يكتبه.
لا يعجبني حيث يكتب في (( السياسة )) ليس لعدم قدرته، وإنما لأنه يكتب أدباً، لا سياسة، والسياسة في رأيي، علم مستقل، ولها أسلوبها الفني تعليقاً، أو تحليلاً، هو أسلوب فني خاص، لكنه يتغيَّر بتغير الظروف، والأحداث، والأزمات، ويتميَّز بالتسويغات والمواقف الإقليمية، والعالمية، والمساوامات والمعاهدات، والاتفاقيات الظرفية (زمكانياً) لهذا أطلقوا عليها ((فن الممكن)).
بينا ((فن الأدب)) بكل أجناسه هو ((فن الموقف والقضية))، الحادة أحياناً، وله ((أخلاقياته)) التي لا تقبل ((التبرير)) ولاترتدي زي ((النفاق))، ولا تحتجب بـ ((الأقنعة)) المزيفة، ولا تهادن ((الظروف الوقتية العابرة المتلونة))!!
ولا أغالي حين أقول إن (( السياسة )) لا أخلاق لها !! فأنت إذا كُنْتَ صديقها ((اليوم))، فليس غريباً أن تكون عدوها ((غداً)) فهي تعمل بالقاعدة ((الميكيافيلية))، التي تقوم على ((الغاية تبرر الوسيلة))، حتى لو كانت هذه الوسيلة قذرة، ورخيصة!! كما تعمل بقاعدة (( من ليس معنا، فهو ضدنا )).. (البوشيه الأمريكية) المتغطرسة، لا تحكمها إلا ((المصالح))، ولا تغريها غير ((المنافع))، ومصالحها ومنافعها تصنَّفها إلى درجات، فلها ((مصالحها العليا)) التي تأتي في الدرجة ((الأولى))، ولها ((مصالحها الدنيا)) التي تحتل الدرجة ((الثانية))! وهذه نقطة أحسبها لصالح صديقنا ((الجفري)) المسكون بالأدب الرفيع.
إن صديقنا العزيز ((الجفري)) طائر النورس حين يأتي زائراً إلى الرياض، يترك ((فلل)) أرحامه بصالاتها الواسعة، وغرف نومها الوثيرة، وينزل في شقتي الأرضية المتواضعة، والواقعة في نهاية ((شارع الوزير))، وأنت في طريقك إلى ((كلية التربية للبنات)) يومذاك.
حين كان الصديق ((الجفري)) يسكن معي عند مجيئه إلى الرياض زائراً، تزداد سعادتي، فنشعر في أعماقنا أننا نسكن قصراً أسطورياً.
كنا ننام في على صوت (( فيروز )) بألحان (( الأخوان رحباني )) ، ونصحو على زقزقة العصافير، ما أبسط تلك الأيام، وأجمل لياليها المقمرة، المتشحة بالنجوم، فلا قلق، ولا أرق، ولا هموم، ولا (( اتيفان )) أو (( فاليوم )) ، أو (( اكتئاب )) !!
لم يكن طائر النورس، الصديق ((الجفري)) يشعر بأي ((بروتوكول)) عائلي يقيَّد حركته، وحريته، يعمِّر ((شيشة الجراك)) بنفسه قبل أن يصاب بالأزمة القلبية، وانسداد ((الشريان التاجي))، ويجري عملية جراحية كبيرة، شقوا فيها صدره، لعلاج قلبه ((المتعَب)) بفتح العين ـ بالحب.. حب الحياة.. وحب الناس، هذا الحب الذي كان رسالته الأدبية الرئيسة، وعلى إثر هذه العملية امتنع عن التدخين، وأخيراً تمرَّد عليه قلبه فوضعوا له جهازاً لضبط نبضاته، أطال الله عمره.
دوري كان محصوراً في إعداد الشاي، وهو الشيء الوحيد الذي أتصور أنني أتقن إعداده، ومع ذلك قد ينقص السكر، أو يزيد، فينكِّت عليَّ الصديق ((الجفري)) قائلاً You Are Bad cooker.. فنضحك معاً، والدنيا كلها بما ومن فيها لا تسع السعادة، والرضا، والقناعة التي كانت تسكن قلبينا.
وتزدحم الغرفة الأخرى التي كنا نسميها ((صالة استقبال الضيوف)) تجاوزاً بمحبي الصديق ((الجفري)) الكُثر، أذكر منهم الأصدقاء (عبدالله القرعاوي، عبدالله الماجد، أحمد الصالح أو الشاعر (( مسافر )) حمد عبدالله القاضي، إسماعيل كتكت ـ رد الله غربته ـ.. وغيرهم ممن لا أتذكر أسماءهم).
وتقام من أجله الولائم، فترتاح معدتانا من أكل ((الساندوتشات)) يومياً، وننعم بأكل ((الكَبْسة))، و ((الجريش)) و((المرقوق))؟
وحين أقول عن طائر النورس، الصديق ((الجفري)) إنه أديب فنان مبدع، فأنا لا أقول مديحاً عاطفياً جزافياً، أو أخلع عليه ألقاباً من ((عندياتي))، فشهادتي له وعنه بحكم قرابة النسب والمودة والتقدير مطعون فيها، لكنني أقر حقيقة، وأعطي لأصحاب الفضل الذي يستحقونه، فهو يمتلك قدرة خاصة على ابتكار المفردات اللغوية الجديدة من خلال (( الاشتقاق )) في اللغة )) فيصبغها بروحه، غير روحها ((المعجمية)) بل يسبل عليها مدلولات لم يسبقه أحد إليها، هذا ما أكتسبه من (أستاذ الجيل) الذي كان يخصه بمودة الأب، أستاذنا، ووالدنا جميعاً (محمد حسين زيدان) طيّب الله ثراه، وهو من قلتُ عنه ((إنه يتلمظ العبارات المجنحة باشتقاقات مفرداتها الجديدة،، كما يلتمظ نواة التمر)).
لقد كان ((الزيدان)) أمه في رجل واحد، عِلْماً، وأدباً، وسلوكاً، وخدمة الآخرين ممن يعرفهم، ولا يعرفهم، ذاكرة حافظة تختزن ما تسمع، وما تقرأ من وقائع، وأحداث تاريخية عربية، وإسلامية، وحكايات أدبية، وأبيات خالدات من غرر الشعر، وأقوال مأثورة، لكنها حين تخرج من ذاكرته على لسانه الشَّجي تحس أنها ((زيدانية)) روحاً ولُحمة، وسُدى، ولأن الكتابة عنه لا تنتهي فسأفرد له، وعن ذكرياتي معه موضوعاً إذا مدّ الله في عمري القصير.
ويندر أن تجد قارئاً مثقفاً لا يعرف الأديب المبدع (( عبدالله الجفري )) .. وهو رغم وداعته، وإمعانه في الكتابة عن الحب، ومن أجل الحب، لأنه يعد الحب زاد الحياة، وقوامها، وأن الحياة عنده دون حب هي حياة بلقع، أو سبخة مالحة ميتة، لا روح فيها، وهي كئيبة جرداء، لا زرع فيها، والبيادر تتوق أنيناً لسنابل القمح!!
((التعشق)) افتعال إكراهي، أما ((العشق)) فهو ((الانفعال)) الذي لا يخضع للإكراه، إنه شعور ((لا إرادي)).
ومن يؤلِّف كتاباً عن (( فن المقالة )) ، أو (( فن الرواية )) ، أو (( فن القصة القصيرة )) في المملكة دون أن يشير بأصابع يديه العشر إلى (( الجفري )) فهو كتاب ناقص، لأن مؤلفه يجهل الحركة الأدبية في المملكة، ذلك لأن (( الجفري )) علامة بارزة، ورمز من رموز تاريخ أدبنا المعاصر.
قلتُ، رغم وداعة ((الجفري))، وشغفه بالكتابة عن الحب، والعشق، والغرام، بأسلوب ((رومانسي)) عذب، وجميل، ينعش لا يجرح، ويتوشَّل ((هتَّاناً)) دون صواعق، إلا أنه إذا أساء أحد إليه، أو خدش كرامته، أو أساء إلى وطنه، ورموز وطنه، فإنه يتحوَّل إلى ((عاصفة))، أو (( إعصار تكساس )) يأتي على الأخضر واليابس!! وهذه روح الفنَّان الحسَّاس، يتحوَّل إلى كاتب عنيف السخرية كما حدث له مع (( الرجل المحنَّط )) و ((مستفيد فوري)).. و ((زاهد وهبي)).. وغيرهم، ولن يكون آخرهم (( يوسف القعيد ))!!
ويبدو لي أن الصديق ((الجفري)) يحتفظ بمفكرة خاصة يسجِّل فيها ما تمر عليه من خواطر، وأقوال مأثورة خالدة تلقى هوى في نفسه، سواء في التراث العربي والإسلامي، أو الإنساني، لأدباء، وشعراء، ومؤرخين، وقادة، وزعماء، وفلاسفة، وفنانين.. لأنني أقرأ دائماً من خلال استشهاداته، مثل هذه العبارات، والأقوال المأثورة في ((قفلة)) زاويته اليومية (ظلال) تحت عنوان ((آخر الكلام)).
والغريب في الأمر، أو اللافت للنظر أن العبارة، أو القول المأثور يتناسب، وموضوع الزاوية، ويتناغم مع معانيها، وينسجم مع مضمونها، فلا أدري فيما إذا كان يحفظها، وهو ما أستبعده لكثرتها، وتعددها مع زاوية يومية!!
وأحياناً لا يذكر اسم صاحب المقولة مكتفياً بتقويسها تضميناً لأمانة ((النقل والاستشهاد)) دون ذكر مرجعه، أو مصدره.
وأضيف إلى اعتقادي السابق احتفاظه بمفكرة خاصة أخرى، أنه يبوِّبها حسب مضامينها، أو بطريقة خاصة لتسهيل، وسرعة الرجوع إليها في الوقت المناسب، وعند ((جهينة)) الخبر اليقين، فما الحقيقة يا عبدالله ((جهينة))؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :531  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 43
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج