شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"كلمة المحتفى به الشاعر الكبير علي حسن أبو العلا"
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إخوتي الأحبة.. إخواني الذين شرفونا من مصر الحبيبة.. الإخوان الأعزاء الذين شرفونا من مكة الحبيبة أسدي إليهم جميعاً شكري.. ويسعدني أن ألقي قصيدتي وأن أعود بكم بذاكرتي إلى خواطر وذكريات يوم قابلت الشاعر أحمد رامي. وقد جاء إلى جدة معتمراً إلى مكة المكرمة ثم سافرنا سوية بالطائرة إلى المدينة المنورة وتحدثنا عن الشعر والشعراء.. وقال إنه أعجب بشعري ويسجل ذلك بخط يده.. وأنشدت له قصيدتي المخمسة سلوا كؤوس الطلا ومطلعها:
بدت كبدر الدجى يختال عطفاها
كأنها الغصن تاج الحسن حلاّها
وثغرها الدرُّ يُبهيه محيّاها
سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها
رنت وحيّت بعين جد ساهية
أومأت مجلسنا قرب ساقية
حتى إذا الليل قد أغفى بداجية
باتت على الروض تسقيني بصافية
واستخبروا الراح هل مسّت ثناياها
وإليكم قصيدتي المخصصة لهذه المناسبة ولمصر وشعبها.
نحو مغناك جئت هيمان حائم
أمتطي الريح قبل بيض الحمائمْ
لك يا مصر في فؤادي حب
كيف أخفيه إنني لست حارمْ
كيف أخفيه وهو سر هيامي
لك يا مصر يا ملاذ العظائمْ
إنّ بعض الصحف وقتها نشرت أنني أجمع قصائد ديوان شعري الذي سأطلق عليه اسم "بكاء الزهر" وكنت قد زرت معالي الشيخ محمد سرور الصبان يرحمه الله عندما كان في عيادة بلندن وكان يزوره الموسيقار محمد عبد الوهاب فقدمني الشيخ محمد للأستاذ محمد عبد الوهاب على أنني من شعراء مكة المكرمة وأنني سأصدر ديوان شعر باسم "بكاء الزهر" فقال محمد عبد الوهاب:
"يا أخي حرام تخلّي الزهر يبكي وهو الذي يعطر المنتديات وقد ظلمته لأن الزهر لا يبكي فقلت له غداً سآتيك بالجواب شعراً وفي اليوم الثاني في الموعد نفسه وفي المكان نفسه أتيت ومعي الجواب قصيدة شعرية وهي التي أقول فيها:
يقول كيف بكاء الزهر؟
وهل دمعه كدموع البشر
وهل للنبات عيون ترى
وفيها جمال وفيها "حور"
فقلت: أجل للزهر عيون
تبث شعاعاً بشتى الصور
وفيها من السحر ما يجتلي
لناظره ومعان أخر
ومن دمعها "قطرات الندى"
ترف مع العجز تحت الشجر
يفوح بعطر الشذى في الرياض
إذا الطل بلّلها في السحر
وأنها في دروب الجمال
منمقة تحت ضوء القمر
فلا تعجبوا إن جعلت قريضي
وديوان شعري "بكاء الزهر"
وعز ما عز من حسنه
فماس بوصف جميل عطر
وفي الطائرة المتوجهة من جدة إلى المدينة المنورة توجه الشاعر أبو العلا بهذه الأبيات إلى الأستاذ أحمد رامي:
رجع ألحانك العذاب
خلد "الحب" والشباب
وصف الشوق والهوى
وصدى الوصل والعتاب
قد كفى اللحن "ذكريات"
تعبر الأفق كالسحاب
* * *
درر أنت صغتها
تأخذ الفكر واللباب
رددتها "حناجر"
شدوها أعجب العجاب
دع حديث الهوى هنا
واطلب الأجر والثواب
واقصد المسجد الذي
نشر الحق والصواب
* * *
قف تلمس مواقفاً
حمت الدين بالحراب
بين "أحد" و "خندق"
وعلى السفح والهضاب
وتذكَّر بذي قبا
"طلع البدر" والركاب
يوم أن جاءها "النبي"
فاح منها "الثرى" وطاب
وإذا رمت عمرة
فاقصد "البيت" والرحاب
واشرب الكأس "زمزماً"
تفضل الشهد و "الرضاب"
واتئد عند "مروة"
فهناك الدعا المجاب
واسأل الله "عفوه"
فهو يعفو لمن أناب
ولك العود سالماً
ولتدم "شاعر الشباب"
ويرد عليه رامي برسالة رقيقة يقول له فيها:
عزيزي الشاعر الرقيق الأستاذ علي أبو العلا
كان من سعدي وأنا في رحاب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أن أنعم بلقائك وأن أطرب بحلو حديثك ثم أن أعجب ببديع نظمك. وإني لأشكرك من صميم القلب على هذه الأبيات الرقيقة التي توجت رأسي بما ورد فيها من معانيها العذاب فلك الشكر والعرفان الجميل وعشت للأدب.
والرسالة مذيلة بتوقيع أحمد رامي وتحمل تاريخاً هو 15/12/1965.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :570  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 376 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج