شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
افتقدنا المسرحية الشعرية بوفاة أحمد شوقي وعزيز أباظة (1)
ويسعدني أن أقف عند مشهد من رواية (مجنون ليلى) لأحمد شوقي عندما أصر والد ليلى على تزويجها بـ (ورد) وهو من ثقيف بالطائف وقد زوجها فعلاً وهرب قيس من ديار عامر بنجد حتى أوصلته الجن إلى ديار ثقيف بالطائف وسار على رائحة ليلى حتى وصل عند دار زوجها ورد وكان موقفاً رهيباً بين الطرفين:
عندما رأى قيس ورداً بادره بالقول شعراً:
أهذا أنت ورد بني ثقيف
أجل والورد ينبت في رباها
ولم سميت ورداً لم تلقب
بغلام العشيرة أو غضاها
* يقول ورد
وما ضر الورود وما عليها
إذا المزكوم لم يطعم شذاها
ويتنافسان في قول الشعر على البديهة حتى يقول (ورد):
تعال قيس نحتكم
وليس بيننا حكم
أنا الذي ظلمت قيس
ما أنا الذي ظلم
منذ حوت داري ليلى
ما خلوت من ندم
وطالما جئت فراشها
فخانتني القدم
كأنها لي محرم
وليس بيننا رحم
* هل تعتقد أن النقد واكبه تطور الشعر أم تخلى عنه؟
ـ إن النقد - إن وجد - إنما هو دعامة لا يقوم الأدب إلا بها وعليها.. ولكن على الناقد أولاً وأخيراً.. على حد قول أحدهم.. أن يعرف الغابة بل لا بد في الغابة من أدغال وأشواك.. وأن البناء لا يقوم بالحجارة الكبيرة وحدها.. بل لا بد مع الكبيرة من صغيرة ولا بد من الطين..
والصورة لا تتم بالنور وحده.. بل لا بد مع النور من ظل.
* وماذا عن النقد في السعودية؟
ـ من المؤسف جداً.. أننا هنا وفي كل عالمنا العربي بصورة عامة نسخّر النقد دائماً للهدم دون البناء حتى لم نبق شيئاً قديماً أو حديثاً.. إلا وتناولناه بالنقد هدماً وتجريحاً حتى اختلط جد النقد بهزله فضاعت بين ذلك حقائق النقد وعيونه وفي طريق الضياع انعكست المفاهيم فالتوت على (المنقود) لحد أن يكون الخناق عليه أوجب من واجبات النقد.
* برغم بروز النقد في الساحة الأدبية إلا أن هناك أصواتاً تهاجم الحركة الشعرية الحديثة. إلى أي مدى يكون الاعتماد على آرائهم في هذه الصور؟
ـ بعض الاتجاهات في الشعر العربي محمودة، وبعضها مستساغ وبالمقارنة بين شعر المحدثين من شعراء العرب اليوم وشعر الأوائل إلى ما قبل ربع قرن.. يستطيع الإنسان أن يحكم بأن الصورة الجديدة للشعر لا تبشر بمستقبل أفضل. فأين نحن من الشعراء الذين كانوا يقومون ويقعدون ويسجلون في قصائدهم أحداث زمنهم ويلهبون المشاعر إن جد الجد لبذل النصيحة وللدفاع عن العروبة والأوطان!.
* ما هي في رأيك أبرز الأصوات الأدبية الشاجية في مجال الشعر؟
ـ الأصوات الأدبية الشاجية في مجال الشعر في البلاد العربية حولنا كثيرة وشعرها يرتفع إلى درجات الإبداع وحسن السبك ولكن أين القراء الذين يحللون ويرددون شعر الغزل والوصف وغيره، أما لدينا في السعودية فهناك أبطال الشعر كحسين عرب ومحمود عارف وحسن القرشي ومحمد حسن فقي وطاهر زمخشري رحمه الله وغيرهم الكثير ممن أثروا المكتبات بدواوين الشعر على اختلاف ألوانه.
* هل تأثرت بشاعر معين في مجال الشعر والكتابة بشكل عام؟
ـ تأثرت كثيراً بشعر شوقي ثم البارودي والجارم. لأن من يقرأ شعرهم يعيش التاريخ الذي عاصره كل واحد منهم في شعر السياسة والغزل وتسجيل الأحداث في العالم كله تقريباً وفي الرثاء أيضاً.. وكنا منذ عهد الدراسة نحفظ الكثير من المحفوظات لفطاحل الشعراء وننافس بعضاً على تفسير معانيها بعد حفظها عن ظهر قلب.. وإذا صادف وألقيت قصيدة شعرية أو نشرت في مجلة الرسالة نحفظها غيباً وما زالت بعض أبياتها حتى اليوم تعلق بأذهاننا.
* هناك من يقول إننا لا نستطيع التوقف عند أحد من الشعراء الجدد لأنه لا يملك تصوراً خاصاً؟
ـ نعم.. وهذا يرجع إلى قلة الشعراء في عصرنا الحالي وانصراف الشباب والطلاب خصوصاً إلى العلوم العصرية وعدم الدراسة والتعمق في فهم وتحليل قصائد الشعر العربي التي تزخر بها دواوين شعراء العصر الجاهلي وفي صدر الإسلام وأقول إنه من المؤسف جداً أن نجد بين المتخرجين من الجامعات والحاصلين على أعلى الشهادات من يلحن في لغته لغة الضاد. ولا يجيد قراءة بيت من الشعر. فالشعراء الذين برزوا لو لم يتفرغوا لفهم ودراسة شعر من قبلهم دراسة عميقة لما ظهر منهم في سماء الأدب من خلدوا تاريخهم الشعري بقصائد نجد بين سطورها الحكمة والعاطفة والذكرى الشيء الذي يبهر العقل ويغذّي النفس.
* لا يزال الصراع قائماً بين شكل القصيدة التقليدية وشكل القصيدة الحديثة انطلاقاً من تجربتك الشعرية كيف تنظر إلى هذا الصراع؟
ـ الصراع أصلاً قائم بين الجيد والرديء بشكل القصيدة الحديثة يكون أحياناً جيداً له معان أخاذة وإبداع رصين وهذا النوع يفرض نفسه على القارئ المتفهم. أما ذلك الرديء من شعر الحداثة فهو ذلك الذي يحاول أن يطمس معاني اللغة العربية لغة القرآن الكريم ويبدل الشعر الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن من البيان لسحرا وذلك ما لا تقبله النفس ولقد قلت في قصيدة ألقيتها في نادي مكة الثقافي في 5/7/1410هـ عن شعر الحداثة ما يلي:
كم من دعيّ أنا بالقول مؤتلف
وأصله لخسيس اللفظ منجذب
وشاعر أرسل الأبيات تحسبها
شعراً ولكنها من ساقط اللعب
لا تستبين إذا أمعنت تدرسها
إلا التفاهة في وصف وفي أرب
والشعر دون القوافي لا تردده
إلا بوزن جميل السبك ملتهب
قالوا "الحداثة" قلت الشعر تجربة
تعطي الشعور جمال الحس والطرب
مرحى بها أن تعالت عن سفاسفهم
ذكرى وعاطفة تخلو من الريب
* ثمة ظاهرة قطيعة بين الجمهور والشعر الحديث ما سببها في رأيك؟
ـ سبق أن أجبت ضمن الأسئلة السابقة عن أسباب القطيعة بين الجمهور والشعر الحديث والقديم بصفة عامة.. قلت إن مرجع ذلك انصراف الطلبة والناس بعامة إلى أمور تشغلهم كالفنون والرياضة والقصص الفجة التي تصرف أذهان القارئ عن الفهم والإبداع الشعري.
* كيف يمكن في رأيك توفير المناخ الملائم لظهور أجيال جديدة في الأدب؟
ـ يمكن توفير مناخ ملائم لظهور أجيال جديدة في الأدب. وذلك بقراءة الدواوين وقصائد الشعراء العرب ودراسة وتحليل مناهجهم في فنون الشعر وكذلك أن يتعرفوا الحياة الجديدة لهذا الكيان الكبير في كل مرافق حياته وفي كل مواكب تطوره بمقياس يتوافق مع كل تطلعات للأفكار الجديدة التي يعيشها طلاب الأدب وعشاقه. حتى يتمكنوا أن يملأوا هذا الفراغ الكبير الذي نعيشه تجاه الأدب عموماً شعراً كان أم نثراً وحتى يتمكنوا من تعويض ما فاتهم في عصور الغفلة والجمود حتى عصرهم الحاضر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :993  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 397 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.