شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رحلة عبر الفكر!! (1) - 3 -
الشعر!!
المعروف عن الشاعر أبو العلا كشاعر حقوقي وكاتب اجتماعي أنه حين يقرض الشعر والشعر عنده هواية لا - احتراف - يختار لشعره مناسبة حيّة يفجِّر فيها مشاعره وأحاسيسه ليؤرخ فيها المشاهد ويسجل المحامد.. ويختار لنثره أفكاراً معيَّنة.. فهو لا يكتب إلا عن قناعة.. لذا نجده عبر هذه الرحلة التي يضع خطوطها بفكر وروية. قوي النّبرة، صريح الرأي، بعيد النظر!!
فنسمعه يقول عن الشعر: إنه الشعور الصادق والجيّد منه هو الذي يصف الحادثة، أو المشهد، أو يترجم بما توحيه خلجات النفس.
ونسمعه يقول عن تفرُّغ الأديب للإنتاج الأدبي: ميول الأديب أو الشاعر هي المقياس في الحكم.
ونسمعه يقول: عن عمادة الأدب وريادته - يكفي أن نعرف أنه على كثرة من نسمع عنهم في العالم العربي لم نجد في النصف الأخير من القرن العشرين من يستحق لقب العمادة أو الريادة بحق.
فلنقرأ ماذا يقول الشاعر عن الشعر والشعراء!!
ـ الشعر الحر.. ما رأيكم فيه.. هل قلتم شيئاً منه؟
الشعر الحر لا أقوله ولا أقرأ منه إلا ما اشتمل على المعاني الرفيعة.. أما رأيي فيه فإنني أفضل الشعر المقفى الموزون - وهو الشعر العربي الأصيل المميز بالوزن والقافية الذي يهزك عند سماعه، أما الشعر الحر فهو دخيل على الشعر العربي، وما هو في الحقيقة إلا نماذج مترجمة من الشعر الإفرنجي الذي يجمع المعاني ويرصف الكلمات والجمل رصفاً لا يتفق وجمال الجرس في شعر العرب..
ـ الركود في الشعر العربي الحديث.. ما أسبابه؟
أعتقد أن سبب الركود في الشعر العربي هو قلة الشعراء في عصرنا المادي وانصراف الشباب والطلاب بخاصة إلى العلوم العصرية وعدم الدراسة والتعمق في فهم وتحليل قصائد الشعر العربي التي تزخر بها دواوين الشعراء في العصر الجاهلي وفي صدر الإسلام - وأقول إنه من المؤسف جداً أن نجد بين المتخرجين من الجامعات والحاصلين على أعلى الشهادات من يلحن في نعته لغة الضاد، ولا يجيد قراءة بيت من الشعر فالشعراء الذين برزوا لو لم يتفرغوا لفهم ودراسة شعر من قبلهم دراسة عميقة لما ظهر منهم في سماء الأدب من خلَّدوا تاريخهم الشعري بقصائد نجد بين سطورها الحكمة والعاطفة والذكرى الشيء الذي يبهر العقل ويغذّي النفس..
ـ لماذا الشعر من أنجح الفنون منذ الجاهلية وبعض العصور التاريخية؟..
كان الشعر دائماً من أنجح الفنون الأدبية. لأنه المرآة الصافية التي يسجل على صفحاتها الشاعر أحداث الحقبة التي عاشها. فكنت تجد في الشعر الجاهلي الحماسة وما تحلى به العرب من الإيثار والتضحية وحب الوطن ومواقف الحب والغزل. وهذا ما ينطبق على شعراء العصور الذهبية في عهد الرسول والخلفاء ومن بعدهم حتى الآن.
ـ ما رأيكم في تفرغ الأديب للإنتاج الأدبي؟
ميول الأديب أو الشاعر هي المقياس في الحكم على تفرغه للشعر أو الكتابة في الصحف، أو النشر والتأليف، فكثير من الأدباء من آثر التفرغ لجانب خاص من هذه الجوانب، وآخرون لهم ميول للشعر والنثر معاً، وفريق حاز قصب السبق في كل مضمار فهو شاعر مبدع وكاتب يخلب اللب ومؤلف أعطى قراء العربية مجلدات تعتبر مراجع هامة في العلوم والاجتماعيات وغيرها..
ـ ثلاثة شعراء معاصرين تعتبرونهم أفضل الشعراء السعوديين المعاصرين:
من الشعراء السعوديين من برز ونشر شعره ومنهم ثلاثة شعراء هم الأستاذ محمد حسن فقي، والأستاذ عبد الله القرشي، والأستاذ طاهر زمخشري، لكن هناك البعض من الشعراء المغمورين في المملكة العربية السعودية ممن لا نسمع عنهم ولا نقرأ لهم لو نشر شعرهم لأتحفنا بالجيد من الدرر، كما أن في المكتبات الكثير من الدواوين المخطوطة للشعراء المعاصرين فلو طبعت ونشرت لوجد عشاق الشعر والأدب فيها ما يرفع رأس الأدب في هذا العصر الزاهر.
ـ قصيدة من قصائدكم لها مكانة خاصة لديكم:
كل قصائدي عزيزة علي تقريباً فكل واحدة منها كانت نتيجة إلهام في مناسبة هزت مشاعري. فلا أفرِّق بين واحدة وأخرى..
ـ متى يكون الشعر سلعة ومتى يكون حياة؟
الشعر هو الشعور الصادق والجيد منه هو الذي يصف الحادثة أو المشهد أو يترجم بما توحيه خلجات النفس، وهذا الشعر هو الحياة التي يعيشها الشاعر في مجتمعه بل وفي عصره ودنياه.. وهو الذي يبقى أيضاً.
يقول الشاعر (دعبل):
يموت رديء الشعر من قبل أهله..
وجيده يبقى وإن مات قائله..
ـ ندرة الكتب الجديدة في أسواقنا - ما سببها - وهل لديكم حل لهذا وتفسير لهذه الظاهرة؟
ترجع ندرة الكتب الجديدة في بلادنا إلى إحجام الكتَّاب والشعراء والمؤلفين عن نشر إنتاجهم على الرغم من كثرة المطابع في بلادنا.. ولا بد ونحن نعيش في عصر انتشر فيه العلم في بلادنا وأصبحنا نعتز بكفاءات علمية وأدبية، من أن تعمل النوادي الأدبية على تشجيع الطبع والنشر، ولا يفوتني أن أشكر الأستاذ الأديب الأخ عبد العزيز الرفاعي على جهوده وإسهامه في طبع تراثنا الأدبي وإنتاج بعض الأدباء في المكتبة الصغيرة، ونأمل المزيد من التشجيع فنحن كما يقول الأستاذ العطار لدينا أدب لو نشر لأغنى المكتبة الأدبية ولدخل الحلبة من أوسع أبوابها.
ـ من هو صاحب مدرسة الشعر العمودي الملتزم والشعر الحر؟
أصحاب مدرسة الشعر الملتزم هم كثر، وفي مقدمتهم المعري ومن بعده في نظري شوقي والبارودي، أما الشعر الحر فكانت مدرسة شعراء المهجر وبعض من نشرت لهم مجلة (أبولو) وغيرهم..
ـ بماذا تنصحون كل من يمارس فن الشعر ولاسيما المبتدئين منهم؟
قراءة دواوين وقصائد الشعراء العرب ودراسة وتحليل مناهجهم في فنون الشعر..
ـ أهم العوامل لتكوين شخصية الشاعر؟!
الذي يحلِّق بك في أجواء تشاهد تحتها المناظر الخلابة.. وتلمس وتشاهد على البعد والخيال ما لا تراه في الحقيقة والواقع..
ـ الموشح.. هل قلتم شيئاً منه؟
لم يسبق أن عالجت في قصائدي شيئاً من الموشحات.. مع أنني طروب دائماً بحلاوة جرسها. وحسن إيقاعها..
ـ هل هناك شعراء تأثرتم بهم؟ .. وجه الإعجاب؟
تأثرت بشعر شوقي ثم بالبارودي والجارم. لأن من يقرأ شعرهم يعيش التاريخ الذي عاصره كل واحد منهم في شعر السياسة والغزل وتسجيل الأحداث في العالم كله تقريباً. وفي الرثاء أيضاً..
ـ الشعر المسرحي - هل حاولتم معالجة هذا اللون - الذي هو الآن في العالم العربي؟
الشعر المسرحي هو ما افتقدناه بعد مسرحيات أحمد شوقي وعزيز أباظه وهما اللذان أوجدا في الوطن العربي روايات كانت في غاية الإبداع حيث حفلت بمختلف المواقف العاطفية التي تمثل الحب ومواقف الشرف والإباء بين العرب - وليتني أستطيع أن أحقق شيئاً أعتز به في هذا المجال..
ـ في القديم كان الشعراء يبدأون قصائدهم بوصف الأطلال أو الناقة أو النساء - فما الطابع للشعراء اليوم؟
الحقيقة أن شعراء الجاهلية وما بعدهم في صدر الإسلام كانوا يبدأون قصائدهم بالغزل وذكرى الحبيب والمنزل أو الإشارة بالطلل الدارس. تمجيداً لعهود كانت مصدر اعتزاز لهم - أما في عصرنا الحاضر فإن لغة المادة هي التي طغت وليتنا نجد في شعرنا المعاصر من يحرص على سبك المعاني في مطالع القصائد إلا قليلاً ممن كانت لهم اليد الطولى.. في مجال الشعر..
ـ العلاقة بين الشعر الحر والشعر الشعبي العامي؟
الشعر الشعبي ومنه ما يسمى بالزجل فيه بعض الحكمة وفيه الوصف وفيه الإشادة بالشهامة - والفارق كبير في نظري بينه وبين الشعر الحر..
ـ من هم في رأيكم عمداء الأدب الحديث في الشعر والنثر في العالم العربي؟
كانت مجلة الرسالة وانتشارها في العالم العربي هي المجلة التي تجعل أبناء العروبة في مكان الحكم على وضع ترتيب لكتَّاب العربية وشعرائها.. أما اليوم وبعد أن سجل منتصف القرن العشرين أسماء أقطاب وعباقرة الأدب، أجدني في بحر يصعب الخوض فيه إذ انحرف أكثر الأدباء إلى ما يسمى بأدب الفراش والقصص الرخيصة فلا نستطيع أن نحكم على وجود من يخلف الرافعي أو العقاد أو المازني أو طه حسين. من أدباء النثر، كما أنك لا تستطيع أن تضع على كرسي العمادة أو إمارة الشعر من يخلف شوقي أو يجدد كحافظ أو يسجل شعر الحماس كالبارودي.. ويكفي أن نعرف أنه على كثرة من نسمع عنهم في العالم العربي لم نجد في النصف الأخير من القرن العشرين من يستحق لقب العمادة أو الريادة بحق..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :688  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 324 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.