شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رحلة عبر الفكر!! (1) - 2 -
علي أبو العلا شاعر وأديب ومسؤول نستضيفه اليوم في رحلة نطوف من خلالها على أفكاره. ونتعرف على شخصيته.. ونتحدث عن موهبته.. وعن آرائه في الفن والأدب والحياة والصحافة والمرأة..
وهذه بداية الرحلة:
* يقولون إن الموهبة تولد مع صاحبها.. فهل تتفق مع هؤلاء لتقول لنا ما هي الموهبة التي ولدت معك.. هل هي الشعر وحده.. أم حب العمل والعطاء في أي حقل من حقول الحياة؟
ـ الموهبة هي عطاء من عند الله وكان أن منَّ الله عليّ بمحبة الناس وهي أثمن موهبة، أما الشعر فبالدراسة وحفظ وفهم قصائد وبعض دواوين الشعراء ولد الشعر وكانت الموهبة وكان العطاء في كل حقول الحياة..
* الشاعر.. الموظف.. المطوف.. أي هذه الشعب أقرب إليك.. وأيها أكثر استحواذاً على اهتمامك وحرصك على أدائها.. أكثر من غيرها؟
ـ الوظيفة هي التي ملكت كل أوقاتي وأنا أحس بأنني أعيش في أكناف السعادة لأداء واجبي نحو بلادي ومليكي وأخوتي أفراد المجتمع.. أما الشعر فمبعثه المناسبة.. والمناسبة هي المنبع الذي يستقي منه الشاعر نظمه في كل مجال فللغزل مناسبة وللمديح مناسبة، وللرثاء مناسبة.. وهكذا دواليك أما الطوافة فهي إرث ومهنة وشرف تركتها للأبناء..
* كموظف في الدولة منذ زمن بعيد.. ولك تجاربك المتنوعة.. وبحكم مرورك يومياً بقضايا اجتماعية متعددة.. هل شعرت في يوم من الأيام أن قضايا اجتماعية محددة.. كانت لك بمثابة إيحاء لخروج (أبيات شعرية) تنقد.. أو تشيد بشيء من هذه القضايا؟
ـ لم يحدث شيء من هذا.. فالقضايا دائماً فيها أطراف تدَّعي أحقيتها والموظف الذي يعيش هذه الأجواء همه إرضاء ضميره وإيصال صاحب الحق إلى حقه.. وإن كانت هناك مواقف ومآس فإنها لا توحي بالخيال.. بل تستدعي البكاء أحياناً..
* الشعر السعودي.. والشعراء السعوديون.. إلى أين وصلت كلمتهم في هذا المضمار بالقياس إلى غيرهم من العرب في الدول الشقيقة؟
ـ في هذه الأيام الشعراء السعوديون تجدهم كثراً.. وقد أخذ الشعر النبطي والشعر الحر يطغى على الشعر المقفّى.. وإن كان هناك شعراء مبرزون.. ومن بينهم شعراء الرعيل الأول الذين عاصروا العهد السعودي وهو عصر النهضة التي نعيشها..
* هناك من يقول أن للشعر السعودي لوناً مميزاً لو اختلفت الأساليب في تصوير مظهره إلا أنها تتفق أخيراً في المضمون، فالشاعر السعودي يستلهم في شعره معطيات هذه الأرض الطبيعية كالصحراء.. والبحور المحيطة.. وقبل هذا وذاك عراقة وتاريخ هذه البلاد منذ بزوغ فجر الإسلام وحتى اليوم مروراً بتثبيت دعائم الإسلام وحتى إرساء الزعيم العظيم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود للأركان الثابتة للحكم السعودي المؤيد ترى هل في شعر الشباب اليوم ما يوحي بأن كلمة جيل اليوم تعتبر امتداداً لكلمة الرعيل الأول.. أم أن نزعة العصر قد أثرت إلى حد ما على هؤلاء؟
ـ هنا أود أن أقول شيئاً مهماً إن أول واجب على الشاعر السعودي عموماً هو أن يتعرف الحياة الجديدة لهذا الكيان الكبير في كل مرافق حياته.. وفي كل مواكب تطوره بمقياس يتوافق مع كل التطلعات للأفكار الجديدة التي يعيشها طلاب الأدب وعشاقه حتى يتمكن أن يملىء هذا الفراغ الكبير الذي نعيشه تجاه الأدب عموماً شعراً كان أم نثراً وحتى يتمكن من تعويض ما فاته في عصور الغفلة والجمود حتى عصره الحاضر..
وعلينا أن ندرك جميعاً دون غضاضة أن أدبنا العربي السعودي شعراً كان أم نثراً ما زال في منعطفه الذي تتغلب عليه النزعة الفردية لا النزعة الجماعية وهذه ظاهرة خطيرة قد تؤدي به إلى التقوقع في دائرته الصغيرة.. وما كانت حيوية الأدب العربي في يوم من الأيام لتعطي شيئاً للعالم كله أنها تقوقعت في مكانها المحدود..
وحديثك عن الأسلوب وما أدراك ما الأسلوب ليس مهماً أن يكون طابعه مميزاً أو غير مميز، فما الأسلوب في ذاته إلا فكرة ولفظ وصورة وهو ما يسمونه الطريقة التي يسلكها الشاعر للتعبير عن أفكاره باللفظة المختارة والعاطفة الاجتماعية.. أو بشيء من التفصيل أن تكون الفكرة أو الفكر عنصره الأساسي ثم يأتي بعده اللفظ الذي هو قوام الأسلوب ثم الصور أو الأخيلة وهي أدق ما يختبر به الشاعر في شعره تعبيراً عن عاطفته وتأثيراً في نفوس الآخرين..
وقد استقرت اليوم نظرية الأسلوب كمعطى جديد للدراسات النقدية التي تتصل بالأدب عموماً وتستخرج ما فيه من قيم تعبيرية وترصد ما فيه من خصائص مستفيدة في كل ذلك من البعد التاريخي الثابت.. واعذرني إذا قلت لك إنني أتضايق كلما تذكرت من يدعو ويتصور أدباً سعودياً خاصاً فمتى كان الأدب العربي أدباً مجزأً حتى نقول أدباً سعودياً وآخر مصرياً.. ويمنياً وعراقياً وشامياً ومغربياً وسودانياً وخليجياً، الخ...؟!
إن الأدب شعراً كان أم نثراً.. هو الأدب العربي.. لأن مصدره لا يتجزأ لغة وتراثاً وتربة..
أسمعت قول شوقي بعد مبايعته لإمارة الشعراء العرب حيث يقول:
أمكم أمنا وقد أرضعتنا
من هواها ونحن نأبى الفطاما
ويقول أيضاً:
ويجمعنا أن اختلفت بلاد
بيان غير مختلف ونطق
مهما تباعدت الأقطار أو تدابرت الحكومات.
وقول حافظ:
قد قضى الله أن يؤلفنا الجر
ح وأن نلتقي على أشجانه
وقوله:
إنما الشرق منزل لم يفرَّق
أهله إن تفرقت أصقاعه
وطن واحد على الشمس والفصـ
ـحى وفي الدمع والجراح اجتماعه
ويطربني قول الجارم:
إذا عدِّدَتْ راياته فهي راية
وإن كثرت أوطانه فهي موضع
فليست حدود الأرض تفصل بيننا
لنا الشرق حد والعروبة موقع
تذوب حشاشات العواصم حسرة
إذا دميت من كف بغداد إصبع
ولو صدعت في سفح لبنان صخرة
لدك ذرا الأهرام هذا التصدع
ولو بردى أنَّتْ لخطب مياهه
لسالت بوادي النيل للنيل أدمع
ولو مس رضوى عاصف الريح مرة
لباتت له أكبادنا تتقطع
إلى قوله:
همُ في ظلال الحق جمع موحد
وعند التقاء الرأي فرد مجمع
لذا أعود فأقول - لقد آن لشبابنا لكل طلاب الأدب وعشاق الحرف أن يدركوا أن الأدب العربي في شعره ونثره لا يختص ببلد دون آخر وأن الأدب العربي بالذات لا تتعدد مواطنه وإنما تتعدد عصوره ذلك لأن مصدره لغة واحدة وتراثه واحد - وحاضره هو الحاضر المعلوم ومصيره المشترك..
إننا في كل عالمنا العربي وبالذات نحن الذين نعيشه هنا ألماً ومواساة لأننا في القلب من المركز والمنطلق الروحي، إننا في عالمنا العربي من المحيط إلى المحيط كلنا وحدة في المشاعر في المصير في التعبير من الأحاسيس في علاج أو معالجة مشاكلنا في تطلعات أهدافنا كلنا بأدبنا جزء لا يتجزأ..!!
وبذلك أقول إن الشعر السعودي كالشعر المصري كالعراقي كاليمني كالمغربي الخ.. كله وحدة في اللغة، في الفكرة، في الأخيلة، ما نقص هنا كمل هناك، وحدة في المشاعر، في الأسلوب، في الآمال التي يتطلع إليها كل ذي قلم، شاعراً كان أم كاتباً، مدرساً كان أم محاضراً.. صحفياً كان أم كاتب مرفق من المرافق..
وإذا كان هناك من تفاوت فليس في الأسلوب فحسب بل في عطاء المشاعر وكلنا شاركنا في هذا العطاء..
وبقدر ما تغنّى شاعرهم ببلاده حيناً وأعني بتربته التي نشأ بها.. تغنّى أيضاً بصحرائنا وأوديتنا بجبالنا وسهولنا بتاريخنا المشترك وتراثنا المشترك أيضاً..
وحتى نفضل في الأسلوب أو نتساوى فعلينا أن نتغنى كذلك لنلتقي في الغاية والهدف..
وأخيراً.. فكلنا نلتقي بالشعر في الحرمين والقدس وفي الأزهر والزيتونة في بغداد وجلق والخرطوم، في لبنان في صنعاء والكويت، في عمان وعمان..
أما رأيي في شعر شبابنا اليوم فبصورة عامة فإن لدينا مجموعة جادة في شعرها سائرة في خطاها تمتلك من المشاعر والأحاسيس ما يمكِّنها من البروز.. ولا أرى لها أي امتداد بالرعيل الأول وهذا ما يبدو على الأقل في نهجها الشعري وفي أسلوبها عموماً.. وبشيء من التفصيل فإن تأثرها بمدارس الشعر الجديدة في مصر والشام أكثر منها تأثراً بشعر ومشاعر السعودية بالأمس..
* قد تتفقون مع من يقول إن الشعر الحر قائم بذاته وفرض نفسه كمجال يحاول من خلاله البعض مجاراة شعراء الشعر المقفى لكن السؤال هو هل استطاع فعلاً هذا (القالب) أن يستحوذ على القارئ بشكل أكبر منه بالنسبة إلى الشعر المقفى؟
ـ منذ فترة مضت ونظرتي إلى ما يسمونه بالشعر الحر جملة وتفصيلاً.. أن ليس هناك في نظري شعر حر وشعر مقيد.. وإنما هناك شعر جيد وشعر رديء.. وقد كفانا الدارسون لهذا وذاك عبر كل مدارس النقد التي أثيرت حتى يومنا هذا بتعريف ما يصح أن يكون شعراً وما لا يصح..
وأضيف هنا أننا نريد شعراً تكفل له أسسه البقاء والخلود.. بحيث يثري الفكر بعطائه.. فالشعر أفق مفتوح ولكل شاعر قادر على الإبداع.. يستطيع أن يزيد في سعة هذا الأفق ويضيف إليه مسافات جديدة.. أو على حد قول أحد النقاد.. إن كل إبداع هو في أنه ينبوع وإعادة نظر!! إعادة نظر في الماضي وينبوع تقييم جديد!!
أما غير هذا من الشعر مما يمكن أن نطلق عليه شعر مرحلة الضياع والقلق، شعر تأكيد النزعة السائبة هروباً من قيود وقواعد اللغة الثابتة فيتأتى لكل من هب ودب أن يقول شعراً بلهجته ويقول الثاني شعراً بلهجته وهكذا فتتعدد اللهجات هنا وهناك.. ويصر كل واحد على أن مفردات لهجته هي الأصلح والأقوى والأكثر تعبيراً لمعاني الشعر في الشارع.. فيصبح كل من في الشارع شاعراً ويصبح الأدب العربي الممثل في شعره أدب الشارع العام والخاص.. فنلغي بسطوره بكلماته المتنافرة بألفاظه الساذجة مجامعنا اللغوية وتراثنا اللغوي وأدبنا العربي عبر عشرات القرون وبذلك فقط نرضي كل حاقد على اللغة العربية ونحقق أهداف الذين بدأوا بتقليعة ما أسموه الشعر الحر.. وقد عرفناهم قلة في لحن القول!!
قال أحدهم وقد تصور أن يخلِّد تراثاً ويثير مشاعر ويحرك شعوباً.. "قربة ماء.. ونصف إناء"..
فتات من الجبن..
ملء شوال.. قراقيش لا تستساغ بحال
وقال آخر:
وأنا أقضي طول نهاري..
فوق المركب..
أصطاد من السمك البوري..
وأعود وقد أذن للمغرب..
وقال ثالث:
وقمت لأبحث لي عن وظيفة
وأمي تبخرني ببخور.. الخ..
والسؤال هنا.. إذا كان الشعر هكذا.. فكل البشر شعراء.. ثم أكثرهم ثرثرة أكثرهم شعراً..
* شعر نزار قباني يستوحي البعض منه الإباحية.. بينما البعض الآخر يقول عنه بأنه شعر يسهل التغني به وأنه رفيع المستوى من حيث صدق التعبير.. أين تقفون من هذين الفريقين؟
ـ من المؤسف جداً.. أننا هنا وفي كل عالمنا العربي بصورة عامة نسخِّر النقد دائماً للهدم دون البناء حتى لم يبق شيء، قديماً كان أو حديثاً.. إلا وتناولناه بالنقد هدماً والتجريح آخر.. وحتى اختلط جد النقد بهزله فضاعت بين ذلك حقائق النقد وعيونه وفي طريق الضياع انعكست المفاهيم فالتوت على (المنقود) لحد أن يكون الخناق عليه أوجب من واجبات النقد..
فإذا كان في شعر القباني دعوة إلى الإباحية - فهذا الزمن، وهذه الدنيا فينا ومن حولنا تدعو بكل وسائلها إلى الإباحية..
ثم ما هي هذه الإباحية؟!
وقد دخلت إلى حياة المجتمعات من مائة طريقة لا علاقة لها بشعر القباني.. وباختصار فالقباني كغيره من الشعراء عبر تاريخنا القديم والحديث له سيئاته "في المضمون" وله حسناته في التجديد والإبداع.. تماماً كما نقول وكما قال رجال نقدنا في كثير من كتب الأدب وكتب التراث الذي تمتلئ به مكتباتنا فهذا كتاب الأغاني عشرون مجلداً مأخوذ من أربعمائة مجلد كما يقولون.. هل قرأناه حقاً؟!. لنشاهد فيه من الغزل الإباحي أكثر بكثير مما قرأناه عن القباني..
ونقرأ فيه.. للأحوص، ونصيب، ولأبي نواس، والرقاشي، والخليع والوراق وحسين الخياط وبشار وأبو كوالبه بن الحباب، والعرجي.. ويزيد ابن الطثرين وكثير، ومن هو في الزعامة منهم ابن أبي ربيعة ممن بزوا القباني وأمثال القباني..
أرأيت بعد هذا النقد.. أن النقد إذا وجد - إنما هو دعامة لا يقوم الأدب إلا بها وعليها.. ولكن على الناقد أولاً وأخيراً.. على حد قول أحدهم.. أن يعرف الغابة بل لا بد في الغابة من أدغال وأشواك.. وأن البناء لا يقوم بالحجارة الكبيرة وحدها.. بل لا بد مع الكبيرة من صغيرة ولا بد من الطين،والصورة لا تتم بالنور وحده.. بل لا بد مع النور من ظل..
* الأندية الأدبية في بلادنا هل تعتقد أن هناك أهدافاً ملحة أسست من أجلها.. وبالتالي نجحت في الوصول إليها ثم ما هو مدى تعاونكم مع نادي مكة الثقافي؟
ـ من المفروغ منه أن أنديتنا قامت على أسس مدروسة ومخططة تخطيطاً دقيقاً يكفل لها النجاح المطلوب ولا شك في أنها قد حققت الكثير من المكاسب في مجال اللقاءات اليومية والأسبوعية والدورية وفي مواسمها الثقافية ويرتبط هذا النجاح أولاً وأخيراً بوعي القيادات التي ما فتئت تعطي جهدها ووقتها.. والشيء المثير للاعتزاز.. أن أنديتنا بالرغم من تعددها تكون في مجموعها نمطاً ومرمى يستهدف غاية واحدة وهي بث الوعي.. ونشر الفكر وتكوين الذات..
* المرأة بالنسبة إليك ماذا تعني؟.
ـ تعني أماً رؤوماً، وزوجة حانية مدركة.. وبنتاً صالحة واعية، وأختاً تعرف الواجب لها وعليها..
* هناك من يقول إن في ابتعاد المرأة عن إثارة زوجها إذا كان أديباً من حيث عدم إقحامه في مشاكل البيت حتى ولو لم تكن مثقفة في هذا - إسهاماً كبيراً تخدم به المرأة زوجها وتساعده على التألق والنجاح في حياته الأدبية.. فهل من تعليق لكم؟
ـ لا شيء !!
* الشعراء في مكة المكرمة.. وبالذات المتمكنون منهم (كثر) إلا - أن التقاءهم ولو عبر نادي مكة الثقافي شبه معدوم.. فلماذا لا يكون هناك التقاء في الأفكار بينكم يتمخض عنه ترتيب لقاءات دورية بينكم ولا سيما أن رئيس نادي مكة من كبار شعراء العاصمة المقدسة؟
ـ اللقاءات موجودة في النادي وغير النادي..
* أستاذ علي مَنْ - من الشعراء سواء القديم منهم أو الحديث الذي يستهويك شعره؟
ـ المتنبي في حكمته والبارودي في بيانه وشوقي في وصفياته..
* هل لكم هوايات معيَّنة أم أن مشاغلكم تحول بينكم وبين ممارسة هواية ما؟
ـ أهوى رياضة المشي ومن هواياتي المفضلة الاستمتاع برؤية البحر ومن هواياتي المفضلة الرحلات..
* الزواج على الطريقة الحالية من حيث المغالاة في المهور والمبالغة في التكاليف أليس من شيء يحدُّ منها في نظرك كمسؤول.. ومثقف؟
ـ كثر الحديث حول ذلك وأودُّ التنبيه إلى أن لهذا الشأن عواقب وخيمة إذا لم يراعَ فيها واقع الحال، والمسؤولية فيه مشتركة.. وما المهر في حقيقته إلا تكاليف الحياة الزوجية.. فلينظر كل منا على أي مستوى يقيم منزله الذي يحيا فيه مع زوجته وأهله إذا كان الزواج هو تلبية لمطالب الحياة فما هي هذه المطالب؟ والعقل يستبعد الكثير مما نسميه لوازم الزواج وخير الأمور أوساطها فمن لنا بمن يعقل هذا؟!
* هؤلاء سأترك أمام اسم كل واحد منهم فراغاً أرجو أن يملأه علي أبو العلا على النحو أو الكلام الذي يريده هو..
جرير..
المتنبي..
كعب بن زهير..
أبو القاسم الشابي
البوصيري
عمر الخيام
أحمد شوقي
عبد الله الفيصل
حافظ إبراهيم
عبد الله بن خميس.
ـ جرير نشأ في بيت شعر.. ويمتاز شعره بجزالة لفظه وشدة أسره..
المتنبي شاعر الحكمة وحري بشعره أن يحتل منزلة الاعتبار في مقاييس الآداب العالمية..
كعب بن زهير.. يفسر حقائق الحياة بميزان العقل ويعرضها في قوالب الحجة المنطقية..
أبو القاسم الشابي.. يتلاقى مع فيض الحس وثورة الطبع..
البوصيري.. الإيمان في شعره هو الشعور الدافق..
عمر الخيام.. يستمد المعنى من حرارة شعوره..
أحمد شوقي.. شاعر العرب ولسان مصر العربية..
عبد الله الفيصل.. أقرب إلى المزاج القوي والعاطفة الطاغية..
حافظ إبراهيم.. يستخرج التفاعل من روح الألم في حياة الناس..
عبد الله بن خميس.. يتلاقى شعره مع نثره في إحسان التعبير وجودة الصياغة..
* أستاذ علي.. الصحافة السعودية ما رأيكم فيها بحكم معاصرتكم لها سواء في عهد الأفراد أو المؤسسات وهل تعتقد أنها تعطي للأدب حقه كاملاً في النشر وتغطية الحدث أم لا؟
ـ لا وجه للمقارنة بين ماضي الصحافة وحاضرها سواء كانت بعهدة الأفراد أو المؤسسات ذلك لأن التطور الاجتماعي الذي نشهده اليوم كان معدوماً بالأمس والصحافة كالثقافة كالصناعة كالتجارة لا تبرز ولا تتقدم إلا في ظل تطوُّر الحياة الاجتماعية المشبَّعة بالوعي، زد على ذلك أن الإمكانات المتوافرة لصحافة اليوم تعطي إسهاماً قوياً للنجاح.. إذن - لا مجال بحال من الأحوال للمقارنة..
أما من حيث عطاؤها في الحاضر للأدب والفكر وتغطية الحدث.. فأودُّ أن أقول: إن من يتدبر مشكلاتنا في كياننا الكبير وتطلعاتنا إلى الأفضل في كل شيء وأخصُّ هنا مشكلة الفكر الثقافي الواعي يحسُّ إحساساً قوياً أن على صحافتنا بصورة عامة عبئاً كبيراً ينبغي أن تحمله.. ورسالة يجب أن تؤديها في سبيل كل ذلك ويحس أيضاً أن عليها أن تدرك أنه لا يكفي أن تكون الصحافة ناقلة خبر كثيراً ما يجده القارئ مكرراً في أكثر من صحيفة ويسمعه في أكثر من محطة وإنما عليها أكثر من ذلك الإسهام في نشر الوعي الأدبي والعلمي وحقائق المعرفة الأخرى بوجه عام.. فالصحافة بطبيعتها أداة كثيرة الذيوع لرخص ثمنها أولاً ولإقبال الناس عليها بل ولتحكم العادة الاجتماعية اليومية في قراءتها..
ولربما يقول أرباب الصحافة إنني قلت قولاً شططاً لأن الكثير منهم يعتقد أن الصحافة هي الخبر اليومي السائر ولا يمكن الجمع بين الخبر العابر والمقال الثقافي لأن الثقافة والفكر طعم يتطلب التأني والتروّي في القراءة وهناك معايير أخرى للصحافة لا يمكن أن تتخطاها إلا إذا بسَّطنا الثقافة على حد تعبيرهم حتى يفهمها قراء الصحيفة على اختلاف مستوياتهم الفكرية والاجتماعية.. وهنا نقول إن الواقع لا يقبل هذه المبررات.. فإذا كانت الجريدة ملكاً لكل قارئ من قرائها والقارئ هنا هو الرجل العادي ورجل الأعمال وأستاذ الجامعة والموظف والوزير والقاضي والمدرِّس والطالب والطالبة والمرأة في المنزل الخ.. فماذا قدَّمنا في الجريدة لكل هؤلاء..؟!
فإذا قلت إن الصحافة قد تمكنت أو كادت من تقديم تغطية الحدث فقد صدقت..
أما إذا قلت وكذا استطاعت أن تقدم للجانب الآخر وهو ما تحدثت عنه في مطلع الإجابة فقد غالطت نفسي وكذبت على الحقيقة!!
وكي لا أكون متجنياً على الصحافة.. أقول إنها وقد أعطت أيضاً إلى جانب الخبر صفحات أخرى مليئة بكل ثمين ورخيص بكل جيد ورديء.. فليس معنى هذا أن أغض من شأن صفحة دون أخرى من الصفحات التي تجد فيها طوائف كبيرة من القراء كثيراً من المتعة والفائدة ولكن أحب ألا تكون صفحة الأدب والثقافة والإسلاميات هي التي يفترض فيها أن يقرأها جميع قراء الجريدة وإلا فلا داعي منها أو الإقلال في نشرها..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :628  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 323 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.