الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > فلسفتي في هذا اليوم؟! سامح وواصل وواس كل الناس!!

فَلسفتي في هذا اليوم؟! سامحْ وواصِلْ وَواسِ كل الناس !!

في ليالي القدر وفي رحاب الكعبة المشرفة منزل الرحمات وموطن القداسات ومثابة الناس وأمنهم وبين الرهبة والخشوع، والتذلل والخضوع كنت أرى الظاهرة الطيبة وهي إقبال الشباب والفتيان وتهافتهم على أداء العبادة والصلوات في بيت الله الحرام ورأيت معهم الكهول وقد انتظمتهم الصفوف في دوائر حول الكعبة وكلهم خاشع لله خاضع.

كنت أستمع إلى دعوة الداعين متوجهة إلى الله الذي لا تختلط عليه الأصوات تسأله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.. ووسط هذا الخضم من الكتل البشرية التي تدفعها حلاوة الإسلام والأمل في عفو الله إلى ترك المضاجع والقيام لله بواجب العبادة تنفيذاً لما أمر وتأسياً بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم.

وقد دعوت بالدعاء المأثور في ليلة القدر وسألت الله ما أرجوه لنفسي وأهلي وأولادي وصحبي ومن له حق علي، ودعوت الله في خشوع وسألته أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يهب المجاهدين الذائدين عن حمى هذا الدين العون والتأييد.. سألت الله ضمن ما سألت أن ينير قلوب المسلمين وأن يقي شبابهم في كل بقاع الأرض شر الانحرافات المضللة.. فشباب المسلمين اليوم هم العماد للمستقبل القريب المحفوف بالمخاطر.. فإذا أنار الله قلوبهم بنور الإيمان وصبروا وكافحوا لصدِّ المذاهب الهدامة.. فإنهم منتصرون بإذن الله.

ثم دعوت أيضاً بأن يديم الله على هذه المملكة العزيزة نعمة الأمن. والاستقرار والاطمئنان وأن يحفظ لها حكومتها الرشيدة بقيادة فيصلنا المعظم.

والعرب الأمجاد في مختلف بقاعهم وأمصارهم سألت الله أن يجمع قلوبهم ويوحد شملهم وأن يحل الصفاء والوئام بينهم محل العداوة والبغضاء.. وسألت الله ألا يجعل للاستعمار ولا للشيوعية ولا للاشتراكية طريقاً عليهم.. وأن يعودوا لماضيهم المجيد.. وللعمل لعزَّتهم ومجدهم بعيداً عن الدوافع.. وعن المخططات التي وضعت لتفريق شملهم وتفتيت جمعهم.

كان دعائي هذا أمام الملتزم وفي الثلث الأخير رفعته مع دعاء الآلاف من المسلمين.. تقبَّل الله منا ومنهم وهو بالإجابة جدير.