شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية الديوان
بقلم: معالي الشيخ حسين عرب
الشعر في الدرجة الأولى موهبة..
ثم تصقلها الثقافة..
ثم تنميها المطالعة والممارسة والتجارب والنقد المتبادل بما فيه نقد الذات في التصور الشعري والأداء.
وصديقي الأستاذ الشاعر علي أبو العلا... صاحب هذا الديوان شاعر يتمتع بالموهبة الشعرية والثقافة العامة ولكن عمله الرسمي الدائم منذ صغره حتى الآن ربما شغله وأثقله عن التفرغ للأدب والشعر بصورة خاصة عدا ما تناول بعض المناسبات التي نظمها في قصائد هذا الديوان.
والذين يظنون أن شعر المناسبات لا يمثل الشعر الفني أو الصورة الفنية للشعر مخطئون..
فالشعر في معظمه منذ عصر المهلهل ابن ربيعة وامرئ القيس وشعر المعلقات ثم شعراء العصر الأموي والعباسي إلى زعماء الشعر في العصر الحديث مثل البارودي وشوقي وحافظ، حفل بالمناسبات واعتنى بها وتفاعل معها. بحسب تأثيره فيها أو تأثره بها..
والمهم في شعر المناسبات هو أن تنصبّ فيه العاطفة ويتفاعل مع الوجدان ويعُّبر عن الآلام والآمال... تعبيراً صحيحاً أو رمزياً، وبهذا يكون أداءً شعرياً متكاملاً..
فإذا جاء الشعر عاطفياً أو غزلياً أو وجدانياً، يعبِّر عن تصورات خاصة وانفعالات ذاتية مثل شعر عمر بن ربيعة وعبد الله بن قيس الرقيات وصريع الغواني والعرجي والأحوص وعلي محمود طه وإبراهيم ناجي وعزيز أباظة وغيرهم... أو أبي العلاء وبشار بن برد وأبي نواس وابن سكره وابن حجاج ونزار قباني وأمثالهم (على تفاوت في النزعات والدرجات والانتماءات والتصورات).. فهذا يعطيهم أحقية التربع على قمة الشعر... لكن الفرق بين الفريقين واضح.. فالأول تتغلب فيه الشمولية - على الذاتية - أو تكاد تفقده الأخيرة.. .
والثاني تتغلب فيه الذاتية، أو الخصوصية على الشمولية أو تكاد تفقده الأخيرة وخيرهم من استطاع أن يكون في الذروة من الحالتين.
والديوان الذي نقرأه اليوم هو لشاعر موهوب ولكن الأعمال الوظيفية التي يمارسها ويضطلع بها منذ صباه ربما شغلته كثيراً عن التفرغ لذاته الشعرية وتصوراته الفنية... ولكنه رغم كل ذلك لم يفقد ذاته الأدبية على الإطلاق بل أثبتها على المستوى الجيد - في الصورة والأداء.
والعفوية في الصورة والأداء هي السمة المميزة لهذا الديوان... وإذا كان لكل شاعر طريقته في الصفة والصياغة وتلوين الصورة أو نقلها إلى ذهن القارئ... فإن العفوية الطبيعية التي لا تخلو من الإحساس والعاطفة بل ربما تبرزان من خلالهما بروزاً واضحاً... هي السمة الغالبة على الأداء في هذا الشعر وفي هذا التصوير.
وحسبي هنا أن أعبر عما قرأته وتصورته... في هذه القصائد (بدون قدح أو مدح) لأنني لست في صدد ذلك وليس هو من شأني..
وبحكم الزمالة التي جمعت بيني وبين الشاعر في العمل منذ عشرات السنين ثم الصداقة الممتدة والمستمرة حتى الآن.... فإني لن أستطيع أن أقول أكثر مما قلت ربما لأنني قد أُتَّهَمُ بالمجاملة.. ومراعاة حق الزمالة والصداقة الطويلة...
وقد ذكر لي الشاعر الصديق أنه أوكل مراجعة كل ذلك إلى أستاذ متخصص فنعم ما فعل..
وبعد فإن كان لي أمل أو رجاء فهو أن يعطي الشاعر وقتاً (إضافياً) لفنِّه وموهبته وشعره لنستطيع أن نستمتع بأكثر مما يعرض لنا هذا الديوان على وفرة ما هو معروض فيه من ذلك.
ونرجو أن تكون هذه فاتحة الإنتاج وأن تليها أخريات يستطيع الشاعر بها أن يبارز أو يتقدم على الآخرين وهذا ما نأمله فيه ونرجوه له... كما نرجو أن يتحفنا الآخرون بإنتاجهم المهمل أو المخبوء لنستمتع ونستفيد ونقارن بين شعر وشعر وبين شاعر وشاعر.
(إذا كان في الزوايا خبايا) كما يقولون فهذا الديوان من الخبايا التي أذن الله لها بالبروز ونرجو أن يأذن بغيرها...
كما نرجو أن تهتم بذلك دور النشر ورعاية الشباب ممثلة في الأندية الأدبية ليستعيد الشعر العربي نضرته ورواءه وقيمته النفسية المؤثرة.
فالشعر العربي ليس كشعر اللغات الأخرى ولا يمكن أن يقارن به أي شعر غير عربي.
لأن الشعر في اللغة العربية ليس تعبيراً عن الشعور فقط ولكنه يضيف إلى ذلك جمال الصورة وتأثير التعبير وموسيقى الأداء ومتعة الروح وتماوج العاطفة ولمحات الفكر ولمعان الوجدان.. هذا هو الشعر العربي في حقيقته ومعناه ومؤداه.. وأنعم بذلك والله الموفق.
حسين عرب
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1239  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 108 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج