شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أمن الوطن والتاريخ!؟
ـ في اللحظات الداكنة التي عبثت فيها (القوة) العالمية بأمن وثروات الشعوب مستهدفة قتل الأمة العربية، والهيمنة على العرب والمسلمين لاحقاً!
وفي الوقت الذي تفجَّرت فيه أحقاد الإِرهابيين المغالين الخارجين على الانتماء لوطنهم، واستفحال (الإِرهاب) قتلاً، وتدميراً للتنمية في وطننا!
يقف ((التاريخ)) نفسه في صف الأكثرية في أرجاء العالم التي رفضت إِشعال حرب لا تقوم على شرعية دولية، وتضرب القانون الدولي في عرض الحائط، وتنتهك استقلال الدول، وتعبث بأمن الشعوب.
وفي هذه اللحظات أيضاً: يترافق مع وقفة التاريخ: صوت ((ولي العهد))/الأمير عبد الله بن عبد العزيز. عبر وسائل الإِعلام، لحظة توجيه كلمة قيادة هذا الوطن التي ألقاها سموه باسم/ خادم الحرمين الشريفين.. ليعلن للعالم كله: أبعاد السياسة التي قام عليها هذا الكيان الكبير/المملكة العربية السعودية، الذي يجد عزَّته وقوَّته في حماية وخدمة (قبلة) المسلمين والحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، قبل أن يتحدث عن: نفطه/ثروة أرضه من عطاء الله عزّ وجلّ لهذا الوطن!
ولا شك في أن الذين سعوا بتصميم وهدف استعماريين إِلى إِشعال حرب القرن الجديد - الواحد والعشرين - قد استفزوا (التاريخ)، الشاهد على: الكيل بمكيالين في السياسة الأمريكية.. ليُدخل التاريخ إِلى صفحاته وأجندته: هذا العمل الشرير الذي قامت حجته - غير الصادقة ولا المنطقية - على خلع شخص فرد من كرسي الرئاسة لبلده.. فيقتلون - لهذا السبب - شعباً بكامله، ويدمرون لهذا السبب: البنية التحتية واقتصاد هذا البلد، بعد أن فشل المفتشون في إِثبات وجود أسلحة الدمار الشامل!!
* * *
ـ وفي حلكة هذه اللحظات الأكثر ظلاماً في التاريخ الحديث: جاء صوت ((ولي العهد))/ الأمير عبد الله بن عبد العزيز: شمعة يحاول ضوؤها أن ينتشر إِلى آخر هذا النفق الحالك الذي جرَّت أمريكا كل العالم إِلى أعماقه وظلمته، وصيحات الظلم المتصاعدة منه: أصوات شعوب.. وأمريكا بأساليب استعمارها الجديد: تستهدف تدمير كل شيء حتى (حضارة) هذه المنطقة الحافلة بالتراث الإِسلامي وعلومه التي استفاد منها كل الغرب!!
ولم يكن ((صوت)) الأمير/عبد الله بن عبد العزيز: مجرد ((خطاب)) يشيع أنين وبكاء الأمتين الإِسلامية والعربية.. بل كان: خطاب عقل يسترشد بحقوق الإِنسان الذي كرمه خالقه عزّ وجلّ على كل مخلوقاته.. وكان خطاب ((الحدث)) الجسيم الذي يحمل رؤية أمة بكاملها نحو الصراط المستقيم الذي مهدته: الحقيقة، وفرشته: الحقوق المشروعة للشعوب التي ينبغي لها أن لا تضعف ولا تهان ولا تركن إِلى مصير ترسمه لها (القوة) الطامعة!
لقد بالغت ((القوة)) الغاشمة في إِهانتها لقدرات الشعوب، بعد أن أعتقد هؤلاء المستعمرون الغربيون: أنهم ((آلهة)) القرار، مثلما بالغوا أيضاً - كما قال ((حسين أحمد أمين)) في التحقير من شأن تراث أمتهم الذي حسبوه - خطأ - هو المسؤول عن التخلف الذي صرنا إِليه!!
لذلك.. قال الأمير ((عبد الله)) في خطاب قيادة هذا الوطن: ((إِن الظروف الاستثنائية التي أحاطت بهذه الأزمة - منذ اثني عشر عاماً - تفرض علينا: أن لا ندخل في مغامرة غير محسوبة تعرض سلامة وطننا وشعبنا للمخاطر.. ومع ذلك، لا بد أن نقول: إِنه إِذا اتخذت الأحداث مجرى غير الذي أوضحناه، أو تجاوزت الحرب أهدافها المعلنة.. فعندها: سوف يكون لنا موقف مختلف، ولكل حادث حديث))!!
* * *
ـ هنا.. تتعالى صرخات (الحرية) التي تصدر من معاناة وقهر شعوب: رزحت قرناً وسنيناً تحت نير الاستعمار الغربي، و.. ليست تلك (الحرية) التي رفعوا لها تمثالاً رمزاً، خدعوا الشعوب عشرات السنين بمسرحيات/مقولات عن: حقوق الإِنسان، والشرعية الدولية، والحرب على: الجوع والفقر والمرض في واقع شعوب ما سمُّوه: العالم الثالث، أو النامي... في الوقت الذي تنامت فيه: ((ديكتاتورية)) هذا المستعمر الغربي وهو يضحك من سذاجة هذه الأمة، وخيباتها، وحلمها الذي عملوا على إِفساده طوال قرن كامل!!
إِن ((القوة)) الطامعة والمعتدية والقاتلة لأماني الشعوب: لا تعترف بأخلاقيات (الحياد)، لكنها دوماً: تبيع (الرثاء) لهذه الشعوب!!
لقد جعلت ((قوة القرن الواحد والعشرين)): القتل هو: الانتصار، والموت للآخر هو: الديمقراطية... وكل ما عدا هذه القوة: إِرهاباً وإِرهابيون، وهي وحدها: من يصنع مصير الشعوب وأقدارها/نستغفر الله الحق العظيم!!
وذات يوم.. صرخ مفكر عربي في غمار القهر، قائلاً:
ـ (إِلى أيِّ حد.. حرية القوي، وحرية الشيطان: حُرَّة)؟!!
هناك مَنْ راق له أن يتحدث عن ما أصبحت ((معضلات)) اليوم في واقع الشعب العربي والإِسلامي، مثل: ((السياق التاريخي الحضاري))، ومثل: ((إِدارة الشعوب المغلوبة والمنتهكة إِرادتها))، ومثل: ((الحرية التي يُنظِّر القادة في العالم عنها وباسمها، و.... ينتهكونها)) اغتصاباً، وخداعاً، وحقارة!!
* * *
ـ من هنا.. التفتت ((القيادة)) في وطننا بصوت ((ولي العهد)) نحو (الموقف الموحَّد الفعال) في داخل الوطن قبل خارجه، وفي خارجه لتجاوز: الضعف والوهن العربيين.. فقال الأمير/عبد الله في وقفة التاريخ مع صوته:
ـ ((إِن أمن بلادنا: مسؤولية مشاعة بين الجميع.. فكل مواطن شريف: شريك في وحدة هذا الوطن واستقراره.. لذلك، فدورنا جميعاً: تحمُّل المسؤولية تجاه حماية وطننا من عبث العابثين))!
حقاً.. نحن أحوج ما نكون اليوم إِلى: الوحدة الوطنية، وإِلى: أن نكون في مستوى المسؤولية لحماية أمن واستقرار حياتنا!!
ينبغي على كل (مواطن) منا: أن لا يكون: ((عالقاً)) في استهتاره بقيم، أو في تصنيفه ((لمعنى)) يهدره، أو في مجازفاته وهو لا يتجرد من الأهواء!
لا بد أن تتسامى (قدراتنا) حتى نستطيع أن نستشرف: (الحلم) في الحرية الحقة، وفي الغضب النبيل دفاعاً عن ((الإِنسان)) في أعماقنا، وفي الانتصار على العنعنات والرغبات الأكثر ذاتية!!
* * *
ـ وبعد.. كيف نحافظ على كرامة المواطن/الفرد.. أولاً؟!!
المجموعة تتشكل من الفرد حتى تشخص في وحدتها نحو: مقتنيات عقلية، نشفي بها من علل تتأتَّى في أبداننا، وعقولنا قبلها من: قضم أظافرنا/دليل همجية أعصابنا المنفعلة!
ويعرف ((قادتنا)): أننا قد تخطينا مهرجانات تمجيد السلطة حتى النفاق والتفريغ من: القيمة والقيم.. بل صار يطلب منا ((قادتنا)) اليوم: المشاركة بالرأي وبالرؤية، والحصافة في تقديم ((التجربة)) الإِنسانية من خلال (رسالة) خدمة الآخر في مجتمع متماسك.. وذلك من أجل: إِرساء المزيد من قاعدة الحوار لا القمع للرأي، والتعبير الحر لا التزلف... وهذه الصفات الحضارية: ارتقت عن تعريفها أو تصنيفها بـ (الجرأة) في القول والرأي، لتصبَّ في: لغة تنموية/إِن جاز تسميتها، وهي: لغة تحديد المشكلات والقدرة على حلولها.
إِن ((ولي الأمر)) في وطننا الذي يستشرف مُواطِنه: الالتحم بالقيادة التي لن تكون: (سلطة) بقدر ما هي: تحمل مسؤولية (الوحدة الوطنية) في لحظات حالكة العتمة.. لنؤكد جميعاً - قيادة ومواطنين - على إِنصاف التاريخ لنا، وعلى أننا في مستوى هذه المسؤولية التاريخية التي تواجه مؤامرات عدو صار الغرور محيطه الهادر الذي يغمره حتى يغرقه!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :692  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 533 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.