شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سلام عليك.. يا حبيبي!
[ من دموع الشاعرة النزارية الجميلة الوفية/ سعاد الصباح:
[­ لقد أصبحتَ ضرورة قومية.
[ أيها الرمح المزروع في لحم الأبجدية.
[ أنت الذي جعلت حياتنا أكثر اخضراراً.
[ وأحاسيسنا أكثر شفافية
[وحضارتنا أكثر حضارة!!.
[ • أنا متعب يا عبد الله.. لكنَّ تعبي الأكثر ألماً وقسوة في اشتياقي لكتابة قصيدة جديدة... وحشتني قصائدي وأشعاري!
[ هكذا بادأني بالحوار عبر الهاتف - قبل أكثر من شهر على خروجه من المستشفى/ فلم أسمع كلمات يخرج بها صوته المتعب، بل رأيت بأذني: من دموع هذا الشاعر الكبير التي حشد في أصدائها: شجون العمر، وعجز المرض، وشعوره بالحبس في زنزانة الصمت بعيداً عن عشقه الكبير: القصيدة.
[ وكان لا بد أن تحلق بي أصداء حبيبة من صوته الدافئ يوم قلت له: إنك تدخل الأشياء ولا تخرج منها أبداً.... فنصب ظهره، وبرقت عيناه وقال لي:
[ - (ولماذا أخرج؟!
[ إن أهم القصائد... هي التي لا تحمل تأشيرةً للعودة، فأنا لا أؤمن بكاتبٍ يطالب ببوليصة تأمين على أصابعه قبل أن يكتب، ولا بقصيدة تلبس قميصاً واقياً من الرصاص، ولا بعاشق يدخل العشق ومعه طوق نجاة)!
• • •
[ • نعم... حاول أن ينسج قصيدة جديدة بعد خروجه من المستشفى ومن أزمته الصحية الخطيرة التي كاد الموت يخطفه بسببها.. فقد شعر بنشوة متدفقة من الحياة ألى شرايينه ونفسيته... وهو­ في أعماقه - طفل شفاف: تنعشه الكلمة الجميلة المنصفة لتاريخ إبداعه الشعري والنثري الطويل، وتمدُّ في عمره: لغة الوفاء لأجمل قصور العشق التي شيَّدها في قلوب الناس وفرشها بالحرير والدِّمسق، وزرع حدائقها وشذَّبها.. وكان شاعراً منتمياً إلى قومه وقوميته، أو إلى قبيلته.
• • •
[ • هكذا تبلور إحساسه في غربته، فهرعت إلى الهاتف - فزعاً - أقول له: من يجرؤ على طردك ياحبيبي من خيام القبيلة وأنت فارسها، وشاعرها، وعنترها، وعازف أشجانها وعشقها؟!
[ - فأجابني: إحتفظ بما كتبته لك في هذه الرسالة بخطي، وأعد كتابته حين تكتب رثائي!
[ • حاولت أن أضحكه وأنا أوصل إليه صوتي قائلاً: هل تريد أن تبكيني الآن؟!
[ - قال: أنت حبيبي... فسلام عليك وعلى أصابعك التي تمطر علينا ورداً وحناناً كل صباح!
[ سلام عليك - ياحبيبي نزار - وعلى روحك التي روت قلوبنا من خصب الحب!
• • •
[ • يا سيد الورق الأبيض، وفارس الحزن المتبتِّل،
[ هكذا يبدو كل واحد في قبيلتنا العربية: خُرافيا بين هذا المدّ والجَزْر، وأحلامنا تخرمها حروبنا.. حتى إشعار آخر!!
[ ولا أحسب - ياسيدي - أن أعمامك وأخوالك يقصدون طردك من خيامهم، ولا التنكُّر لوشائجك معهم، ولكن..... ليست المشكلة في (عفراء) - كما يلوح لي - بل كل المشكلة تكمن في هؤلاء الطامعين في عفراء، وفي مهرك لابنة عمك!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :660  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 497 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج