شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الالتزام عاطفة!
ـ قال: أي لون من اللوم ألتزم به لأجلك وضدي؟!
ـ قالت: أنت تتغير.. كأن لك ألوان قوس قزح.
ـ قال: لا بد أن أتغير.. ولكن لن يكون ذلك في التزامي معك.. مع صدقي الذي سفحته، فكان تلقفك له عنيفاً!!
ـ قالت: أي عنف ذلك!!
ـ قال: الصدق ليس معناه الاستحواذ.. فكما أنا ملتزم معك حباً، وكلمة، ووفاء، وتمدداً في صدري.. فإنني التزم مع مسؤوليات أخرى.. تدخل فيها ماديات الحياة، ومطالب الطموح، وضرورة التفوق، ومعاني التجديد!
ـ قالت: دعني أحاصرك.. أنت قلت ((التجديد)) وهذه طبيعة فيك.. إنك تمل بسرعة فتركض نحو التجديد!
ـ قال: هل تطلبين أن أشتمك؟!.. إن العاطفة الصادقة تتجدد في التعامل.. في ابتكار زمن جديد لك كل يوم.. ليس معنى ذلك أن أسمعك كل يوم وتسمعينني.. ولكن إن أحسك كل لحظة.. فتصل هذه اللحظة إلى إحساسك فترضين بها!
ـ قالت: ولكنني أسيرة الشوق لك.. أريدك في أذني وفي عيني دائماً!
ـ قال: هذه أنوثة محدودة.. تتضخم فيها الماديات إلى درجة مجحفة من الامتلاك البليد!
ـ قالت: هل تريدني أن أرضى بهروبك؟!
ـ قال: ليس هذا هو الهروب ما دمت صادقاً معك.. ولست أحتاج إلى الهروب ما دمت قادراً على إعلان الرفض لمطالبك.. ولكنني لا أقدر على هذا الرفض لأنني مقتنع بك!
ـ قالت: وغيابك.. ماذا أسميه؟!
ـ قال: ليس ضرورياً أن تحددي له اسماً.. إجعليه هو الحس في وجدانك، فنحن لا نحيا مرتين، ونحن لا نرفض ما نرضاه، لكن مشكلتك تتجسد في مفهومك للالتزام!
ـ قالت: إن حسي لا يجرؤ أن يرفضك.. أنت فيه صوته.. أنت له الحياة.. أنت عماره ويقظته.
ـ قال: أكاد أتصدع.. ترغبين أن يتشقق صدري؟!
ـ قالت: وهل صدرك ملتئم بلا شقوق؟!
ـ قال: الغيرة شقوق.. الأنانية شقوق، الامتلاك شقوق.. كيف أعالجك منها ليلتئم صدري؟!
ـ قالت: هذا هو حب الأنثى.. فهل ترفضه؟!
ـ قال: لا أرفضه لأنه طبيعة، ولكنني أتهرب منه لأحد من قسوته، ومن جنونه!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :679  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 321 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.