شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فراغ!!
ـ هل أسألك فتصدق معي في الإجابة؟!
ـ ومتى امتلكت قدرتي معك فكذبت عليك؟!
ـ إذن.. فسر لي عجزك الملحوظ عن الحوار معي؟.. يخيل إلي أنني وأنا أتحدث معك كأنك عيي.. فاشل في تنويع الحوار وتوليد الكلام!
ـ إيه.. ومتى كنت أمامك طلقاً.. بارعاً في التلاعب بالكلمات والمعاني؟.. كنت بمجرد أن يسري صوتك في مسمعي أشعر أنني فقدت القدرة على أشياء أقدر عليها وأبرع فيها!!
ـ هذا غزل سخيف.. تستعيره من القرن التاسع عشر.. لكنني كنت أجد في حوارك آفاقاً أسافر إليها، وأضيع فيها أحياناً.. كانت كلماتك في أذني تجعلني أصغي برضى، ولست أنقاد إلى الاقتناع بسهولة.. كان في صوتك نبرة تعطي الكلمة عدة معاني، وكانت نبرتك لا تخدع.. الآن أحس أن صوتك فارغ.. بليد، وكلماتك مجهولة عنك.. كأنك تغيرت!
ـ لأن إصغاءك آنذاك لم يكن لكلماتي وإنما لصوتي.. فبدت كل كلمة أقولها حبيبة وجديدة ومحلقة بك!
ـ والآن.. لمن إصغائي في رأيك؟!
ـ والآن.. أنت لا تصغين، ولا تشدك النبرة كما كانت، ألم يحولنا الزمن إلى أصدقاء؟!.. إذن.. فبعض أوقات الكلام ثرثرة، وبعضها الآخر حنين خائف!
ـ الصداقة لها سيقان طويلة، ولكن الحب إذا مات يصبح الشعور كارثة.. ألم نقرأ - معاً - تلك العبارة التي سحبتنا إلى الصمت لدقائق لأنها تقول: ((إن الحب ذاته نهاية.. إذا كان هو آخر المطاف))؟!
ـ ولكنه من المستحيل أن يكون لي ولك آخر المطاف.. لأن النهاية لا نقدر أن نصنعها ولكن.. ربما كان من اهتماماتك البحث عن السيقان الطويلة - أعني الصداقة - تطلعاً إلى راحة العيش!
ـ جدلك ميئوس منه.. أنت تصف الحنين أحياناً بأنه خائف.. هذه قسوة العجز.. وتعاسة الشعور عندما يفشل في الارتفاع إلى الصداقة!
ـ الفرق بيني وبينك: أنني عندما أسمعك أغرق في زمن الكلام المحشود بالحنين اليائس.. بينما يغرق صوتك في زمن الكلام المشدود بالحنين الخائف.. أحياناً نحن نضطر أن نضع لأحاسيسنا مسميات، فنسمي الحب صداقة، والصداقة حزن.. نحن نبحث عن عناوين نضعها على كل لحظة يجن فيها خفقنا!!
ـ بدأت تتكلم بنبرتك الضائعة!
ـ لأنك بدأت الإصغاء!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :630  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 319 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.