شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الليل على جبين المهرة
هَتَفُ المساء بصوتك.. كخفق القلب..
عندما ضاعت كل العناوين..
عندما أوغلت الأسرار في أعماق بحار الصمت.
كان طلوعك: ((صَدَفة)) تنفض رمالها، وتزحم الشواطئ بسرها!
وعداً يلمُّ جِراحي المسكونة بالأشواكْ..
ويحملني نبضاً.. مجنوناً بالأشواق!!
* * *
يمضي الخفق إلى نهر حنانك.. من شاطيء الليلي:
نجوماً، وجنوناً... وزماناً يتنفس من بوحك!
زمناً مندهشاً في عصر الذبح.. وعصر الذاكرة المفقودة!
وأناديك: ابتعدي.. وأنا أتمناك حقيقةْ..
لا تقتربي من هذ المقتول.. المذبوح - أنا!
لا ترمي شَعْرك المضمخ بعطر الانتظار..
على نزفي المشعّ وجداً، وشوقاً، وأحزاناً!
لا تتوقفي في دائرة أمواجي، ورياحي...
حتى لا يمتزج دمعي.. بدمك!
* * *
الإِبحار إلى عينيك... سفر آخر، يتلاحق فيه الحزن!
وأنا هذا ((النورس))... الموغل في الغربة الصادية.
وطن حبي: مسافات طويلة في الريح، وفي النوى المقهور..
وعمري: ((لحظة)) واحدة.. تحيا التلفت نحو الحلم الضائع..
وعيناك: بحر زاخر بالموج، وباللامدى!
وأنا أحيا في عينيك الساحرتين.. القاتلتين...
أتفوق على القتل.. بالخيال الرحب..
وأمنح أوجاعي، وأحلامي.. لأمطارك الموسمية!!
* * *
مدينة.. تأخذني إلى رحاب نبضك..
مدينة... تسرقني من عناويني القديمة.. إلى عنوانك الجديد:
مبعثراً.. منتشراً.. كرشَّات مطر في هبوب ريح شمالية قادمة بالسر!
ودفء خفقتي.. داخل ((صدفتك)) المضيئة بأعماقها.
وجنون أشواقي.. يزهر في ضحكتك - الفرح!
وأنا أسأل كل المسافات.. عن عطرك الفوّاح من شعرك الغجري!
وأنا أتغرب في كل الأمداء...
أتدفَّق.. أرتطمْ.. أنطلق.. أدور في فراغات الضجيج الذي يسور عالمي..
لأعود - بعد ذلك - : ((كثافة)) نداء عليك!
* * *
يا هذه ((اللحظة)) - العمر.. أين الإجابة على العمر - اللحظة؟!
كنتُ قد رميت همومي، وأوراقي، وحقيبتي.. في الغبارْ...
عجبتُ.. عجبتُ: كيف يمر العمر بدون شموسك وهوائك؟!
وأنا الذي فتشت طويلاً عن طلوعك!
تعبتُ، غضبتُ، احترتُ.. وبقي ((الحلم)) مرهوناً بصوتك!
* * *
حملتُ غرسة العمر داخل صدري - التربة..
ورحلتُ إلى هذا العالم السكين.. الخنجر.. الرصاصة!
رحلت.. أردد إنشاد موجوع آخر: ((لا بديل أغلى من المحبة))!
بعيداً.. بعيداً، إلى ذلك اللغز المتواري في صدور الناس...
ركضت.. أبحث عن الإجابة الواحدة.. وأموت!
* * *
يا كل مسافات الشوق، والضنا، والفراق..
صار بوسعي أن أضمد الجراح..
صار بوسعي أن أحلم في شهرة الحزن!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1022  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 228 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج