شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جنى العمر
هذا جَنى العمر بعد الكدِّ والنصب
يا خيبة الأمل المَرْجُوّ والحِسب (1)
أَسْلفْتُ عمري في (الأسرار) حافلة
حتى تحيَّرتُ بين الصدق والكذب
وكنت - في كل حال - محسناً أبداً
ظني وملتمس الأعذار والسبب
وكنت - في كل حال - صابراً أبدا
لا يبلغ اليأس مني مبلغ الحَبب (2)
وكنت - في كل حال - غير ذي هدف
إلا رضى الله والأوطان والحَسَب (3)
وكنت في كل حال - غير معتمد
إلا على الله في ماض ومرتقب
وكنت - في كل حال - صامتاً وأنا
من يحسن القول إذ يُدْعى إلى الخطب
والناس حوليَ - خَوَّاضُون في لُججٍ
من الحديث وعندي الفصلُ لم أُجِب
ضممت بين ضلوعي السر منكتماً
والسر أعظم ما واراه صَدْر نبي
فظن من ظن أني قد ركنت إلى
رغد من العيش أو وفر من النشب (4)
وظن من ظن أني غير مكترث
بما يكون من الأحداث والنُوَب
وظن من ظن أني غير ذي جلد
على الكفاح، ولا أقوى على الغَلَب
وظن من ظن أني قد مللت ضنى
حَرِّ الجهاد فأَلْوى بي إلى الهرب
وظن من ظن أني بِتُّ مرتقباً
فوزاً يُزَفَ بلا جهد ولا تعب
وظن من ظن أني قد شغلت بما
قد يشغل الناس من وهم ومن رَجَب (5)
وكل ذلك خير الظن في رجل
زوّى، وقد كان ملء المَحفل اللَّجِب
الحمد لله ما ظنوا به سفهاً
ولا الخيانة للأوطان والعرب
ولم أضق بظنون الناس صادرة
عن حسن قصد، وعن جهل، وعن غضب
قد كان يملؤني ما زال يملؤني
من الرجاء وإن سرنا على خبب (6)
قد كان يملؤني ما زال يملؤني
من اليقين بحق غير منتقب
قد كان يملؤني ما زال يملؤني
من اليقين بحق العدل في الغَلَب
قد كان يملؤني ما زال يملؤني
في الله من ثقة، في الله من رَغَب
حتى انتبهت على الآلام تفجعني
في كل شيء فما أبقت على لَبَبي (7)
فجعت في الناس قبل اليوم - فانتفضت
نفسي إلى الجد، بعد الرفق والرَّحب
فإن فجعت على نفسي فقد ذهبت
دَرْجَ الرياحِ، حياة الجد والنصب
لولا وشيجة إيمان، وآنفة
من الشباب، وطَبْعٌ صارم وأبي
وَدَّعْتُ كل عناءَ كنت أحمله
وقلت: أهلاً بعيش اللهو واللعب
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :695  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 888 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.